الخبر بالصوت

ليليان خوري

اصبحت الكتابة عن تشكيل الحكومة من المهمّات الصعبة، بتنا معها كمن يضرب في الرمل كي يتلمّس او يتيقّن إذا كانت الحكومة ستتعثّر ام ستتيّسر.
لا جديد يدعو الى التفاؤل بل على العكس، خصوصاً، بعد البيان الواضح الصادر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري وعن فشل مبادرته في تقريب وجهات النظر بين بعبدا وبيت الوسط.

كلام بري بمثابة نذير شؤمٍ، بعد ان كنا قد تلقحنا اليوم بلقاحٍ فرنسي عززّ من مناعتنا ضد اليأس، وحقننا بجرعةِ املٍ فرنسية تواترت الينا عبر اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون برئيس الجمهورية ميشال عون. فضاعف هذا التقارب من جديد بين بعبدا والاليزيه الاطمئنان لدى اللبنانيين بأننا ما زلنا على الخارطة الدولية وان بصناعة اوروبية في الظاهر واميركية في الخفاء، بحياكة فرنسية وبيد عاملة ماكرونية.

زيارة الرئيس الفرنسي المرتقبة الى لبنان، تبعث بعضاً من الأمل خصوصاً وان الاطراف في الداخل عجزوا عن فكّ العقد فيما بينهم لا سيّما بين فريقي عون والرئيس المكلّف سعد الحريري.
المعارك على اشدّها بين الطرفين تارةً في الاعلام وطوراً من خلال الرسائل في الشارع، يرسلها تيار المستقبل الى نواب التيار الوطني الحر كما حصل في الأمس مع عضو تكتل لبنان القويّ النائب سليم عون، حين أودع ثوار تعلبايا فرماناً بمطالبهم المعيشية امام منزله في زحله.

الصامت الاكبر في ظّل ما يجري هو حزب الله، فهو لا يكلّف نفسه عناء التصريح او الاستنكار في كل ما يجري ولا عناء الوساطة بين الأفرقاء وكأنه يقول “زايحة عن ضهري بسيطة” وهو يترقّب الاحداث من بعيد وعينه تنحو صوب الاتفاق النووي الإيراني الأميركي الذي يكتب بحبرِ صاروخ إيران الجديد وبقلم الرئيس الاميركي جو بايدن، بالإملاءات والخطوط العريضة للرئيس الأسبق باراك أوباما عرّاب الاتفاق الأول مدمغاً ببنودٍ من هواجس سلفه دونالد ترمب.

يبقى الترقّب سيد الموقف في الداخل والخارج للنظر في ما ستحمله الأيام من تطوّرات، وحده الرئيس بري مرتاح البال، فهو في كل الاستحقاقات ومهما تبدّلت الأحوال خارجاً وتغيّرت الظروف في الداخل ومهما اصبح شكل الحكومة او نوعها، وان تدرّجت من سياسية الى تكنوقراط، ستبقى وزارة المالية في عبّه يلبسها لبوس السياسة متى يشاء ولبوس الاختصاص متى يحلو له ويبقى صمام الامان الذي يتفرّج على الجميع بهدوء وامان.

خاص موقع “ML”

اترك تعليقًا