الخبر بالصوت

#صرخةقبلالنشرة : ديمقراطية، إستقلال، عن ماذا يتكلمون ؟
٢٢ تشرين الثاني، تاريخٌ يستذكره اللبنانيون، وللاسف، بحزنٍ وغصة شديدة ! وهو اليوم الذي أعلن فيه الاستقلال، غير أنه لم يكتمل إلا بانسحاب القوات الفرنسية من لبنان في ٣١ كانون الأول ١٩٤٦
يوم ٢٢ تشرين الثاني هو تخليد لذكرى حكومة الاستقلال الوطنية التي ناضلت عشية إطلاق سراح رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة اللبنانية رياض الصلح من الاعتقال صباح ٢٢ تشرين الثاني ١٩٤٣ وموافقة فرنسا على منحه الاستقلال التام .
فلهذا النهار التاريخي عظمة حفرت في كتب التاريخ وفي قلوب أجدادنا، وبقيت مدفونة هناك ؛ كتبت بدم شهدائنا وجفت على مشارف فساد أنظمتنا. أهكذا نهدر ما مات من أجله الأسبقون ؟ أهكذا نستخف بما توصل إليه أشرف الحاكمون ؟

     يتكلمون عن وطنٍ، عن بلد الحريات والديمقراطية، يطالعوننا بخطاباتهم الرنانة، بايديولوجياتهم الفضفاضة، يخبروننا عن الاستقلال، وأي إستقلالٍ هذا ؟ رحنا نبحث عن وطنٍ بين الأوطان، سمعنا عنه وما وجدناه، أحقاً هذا لبنان، مفخرة الشرق ولؤلؤة الأوطان ؟ لقد خسرنا إستقلالاً أضعنا سنيناً حتى ربحناه ! فما قدرة جيل اليوم في التغيير ، وقد اعصبت عيناه وكبلت يداه ؟
    لقد تعرض مجتمعنا وبخاصة الجيل الصاعد، لتخدير فكري، تحطيم معنوي وقمع الحريات وبخاصة حرية التعبير عن الرأي التي تتجسد بثقافة سياسية على اساسها يمكننا النهوض بلبنان ! فتجديد مجتمعنا بحاجة إلى تخطيط إستراتيجي طويل الأمد يبدأ على صعيد التعليم الذي يوفر للطالب حقه في الوعي السياسي والفكري، فلا مستقبل لوطنٍ حكم بالقمع على جيله الجديد .

أما بصفتنا نحن، كشباب اليوم، قوة هامدة لا مبالية، حاكمة على نفسها بالخنوع، علينا أن نستفيق من سباتنا، أن ننهض بثورة اساسها فكري قائم على مبادئ مقتنعٌ بها الوطن بأكمله، لا طبقة سياسية معينة قد جددت لنفسها ومن تلقاء نفسها، للحكم على جيلٍ بأكمله، ومن باب المصلحة الشخصية، البعيدة كل البعد عن مصلحة الوطن، بالتغييب عن الواقع، بعزل عصارة فكره المنصبة نحو التغيير، وبموتٍ رحيمٍ توقظنا منه عند حاجتها لملء صناديق الإقتراع .

   ارادتنا الشعبية مهمشة، وما زلنا صامتون؛ افكارنا تغتال، ونحن راضون؛ قدراتنا تستغل، ونحن مغيبون . جيلٌ بأكمله مستبعد، وهم في الواجهة واقفون ! هم، ذوي السلطة، ذوي النفوذ، ذوي المصالح الدنيئة. هم، أهل الفساد والإستغلال الذين سلبوا افكارنا الجريئة . هم، انهم الملامون !! ولكننا نرفض تبرئة ذمة شبابنا رفضاً قاطعاً، فهو بنفسه موافقٌ على ما يحصل، هو بنفسه، بصمته، بتكتمه، بحركته المشلولة، بإرادته المعصومة، قد مضى على إتفاقية إنتحار بطيء سوف تودي بالوطن نحو الانتحار !
    وكم من خطابٍ سياسيٍ قد سمعنا، وكم من وعودٍ كاذبة قد وعدنا، كم مرةٍ قلنا حان وقت التغير و ضللنا ؟ كم مرةٍ أخبرتمونا عن ديمقراطيتكم، عن مبادئكم، عن طموحاتكم، عن لبنانكم ؟ وأتساءل عن مصداقيتكم، فما زلتم سالكين للدرب نفسه، درب الفساد والتضليل، درب الكذب والمصالح المتضاربة . وتطالبون بدعم من الشعب، أي دعم واقوالكم بعيدة كل البعد عن أفعالكم ؟ أي دعم ولبنان الذي يحلم به شباب اليوم يناقض واقع لبنانكم ؟ عن أي حب وطن تتكلمون  ؟ بأي تضامن وتوحد تتوهمون في ظل خطاباتكم المحرضة، سمٌ زعافٌ نقاعٌ تبخونه كلما اتيحت لكم الفرصة ؟ من أي جيل ثائر تخافون وأنتم تحاولون إطفاء شعلة الشباب فينا ؟ صوتنا مخطوف، مطاليبنا واقعة تحت رهينة أنانيتكم . نعم، أنانيتكم . من أي حق تبقونا بمعزلٍ عن ثقافة سياسية لنا الأحقية فيها ؟ ثقافة تزيد فينا الوعي والإتطلاع، تمهد المواطن فينا على خوض معركة الحياة، معركة الحقيقة والحرية ! أم تريدوننا قطيع غنم يمشي حيث يطلب منه أن يمشي ؟ أم تريدوننا عبيدٍ تحت سلطة وحش الكذب والأنانية فيكم ؟ وماذا عن إلغاء الإنتخابات الطلابية في بعض الجامعات ؟ ألم تكتفوا من كبت الحريات ؟ ألم تشبعوا سيطرة عمياء في المجتمع حتى وصل بكم الأمر إلى منع الانتخابات في الجامعات، تحت ذريعة الإنقسام الطائفي المذهبي السياسي ؟ ألم تملوا من مدح ديمقراطيتكم المزيفة ؟ كفانا كذباً ورياق !
تعددت الأسباب والإستبداد واحد . تعددت التعديات وردنا واحد : لن نصمت، لن نستسلم، لا، لن نركع، فالتغيير محور كل فرد، مخطئٌ من يظن أنه يبدأ لدى الأخر . كفانا إحباط وهمود، كفانا يأس وخضوع، ألم يحن وقت الاستفاق ؟ ألم يحن وقت إيصال صرختنا إلى أعلى المنابر وحتى أبعد الحدود ؟ نعم، لقد حان هذا الوقت، تواصلوا معنا عبر "صرخة قبل النشرة"، منبر كل لبناني حر . لنصرخ بوجه المسؤول  قائلين : "مللنا من كذبكم، تتوهمون بإستقلال وحريتنا راكعة خلف قطبان مذلتكم، ومصيرنا متعلق بقرارات حضرتكم !! أنتم، أبناء الاتكالية والتبعية، جعلتم من لبنان دمية بين أيادي باقي الشعوب . استفيقوا، عن أي إستقلال تتكلمون ؟!!!

“مكتب التحرير”

/>IMG_4820.JPG

اترك تعليقًا