كتبت ليليان راضي عبر موقع “ML”:
لو قدّر لنا ان نستعير من التعابير الركيكة التي كان يستخدمها “الشاعر الهزلي” المصري علي بن سودون لاخترنا “حزّر فزّر” كونها الأنسب والأنجع التي تنطبق على الاستحقاق النيابي المرتقب في ايار 2022.
لا نغالي اذا اعتبرنا ان مقولة “حزّر فزّر ” تنسحب على كل اداء الطبقة السياسية من سنوات طويلة وخصوصاً في السنوات الثلاث الأخيرة المجحفة. اذ مع تفاقم الازمة الاقتصادية منذ ثورة 17 تشرين 2019 ارتأت المنظومة السياسية اعتماد نمط الحلول في التخفيض من اعباء المواطن باغداق الوعود عليه في المّن والسلوى ورهافة العيش بأن جعلت من المشاريع المرجو تنفيذها على ارض الواقع مجرّد اوهام واماني نصبو اليها لكننا لا نطالها وجعلت من تنفيذها مجرّد حزورة لا ندركها. هذا الحال ينطبق على واقعنا اليوم بالنسبة الى الانتخابات النيابية المزمع عقدها في شهر ايار المقبل التي يطمح المواطن التواق الى التغيير والاصلاح من خلالها الى ممارسة حقه في الاقتراع والاقتصاص ممن اوصله الى هذا الدرك من الافلاس المعنوي والمادي.
وبين الترقّب والانتظار يجد المواطن نفسه من جديد في دوامة بين الاستعداد لهذا التاريخ السياسي المفصلي وبين مجهول قد يطيح بالعملية الانتخابية عن بكرة ابيها.
وفي هذا الصدد اكد وزير الداخلية السابق العميد مروان شربل عبر موقع “ML” ان الجميع في الداخل والخارج يريدون اجراء الانتخابات، اذ يدركون جيداً ان تأجيلها صعب جداً، سيّما لجهة الخوف من الوقوع في الفراغ خصوصاً وان التمديد للمجلس النيابي يحتاج الى اجتماع مجلس النواب وهذا من سابع المستحيلات.
وقال لموقعنا: “اذا وصلنا الى تاريخ 21 ايار من دون اجراء الانتخابات النيابية فذلك يعني ان ولاية هذا المجلس قد انتهت واصبحت الحكومة حكماً مستقيلة، ووصلنا ايضاً الى انتهاء ولاية رئيس الجمهورية في 31 تشرين الاول 2022 فأصبحنا عندها امام واقع أليم بدون رئيس للجمهورية وبدون مجلس نيابي وبدون حكومة وهذا هو الفراغ الكامل بعينه”.
وسأل: “من يجرؤ على انتاج هكذا واقع كارثي على البلد؟ وهل بمقدور اللبنانيين ان يتحمّلوا المزيد من الانهيارات؟ وهل من عاقل يتحملّ تبعات انحلال الدولة والسلطة بالكامل؟”.
“الدخول في المجهول سيكون عنوان المرحلة المقبلة اذ لا حلول واضحة في ظل هكذا سقوط مدوِّ للمؤسسات الشرعية وعن هذا التخوّف”، يضيف شربل “الحل سيكون في هذه الحالة التوجّه صوب انعقاد مؤتمر تأسيسي وهنا الكارثة الكبرى في ظل خلاف سياسي حاد بين الاطراف قد يتطوّر الى فوضى عارمة والى وضع أمني مقلق لا نعرف تبعاته او متى ينتهي”.
اللبنانيون يعيشون واقعاً مأزوماً منذ 2019 ويتأملون خيراً من هذه الانتخابات علّها تصلح لهم ذات البين؟ فهل آمالهم في محلّها ام انه مجرد وهم يصحون منه بعد فرز النتائج ؟ وعن هذا الامر يوضح شربل ان نتائج الانتخابات غير محسومة وتبقى ضبابية لحين تأليف اللوائح.
لكن ما هو ظاهر حتى اليوم هو احتمال ان يكون هناك تغيير بسيط على الساحة المسيحية وتوقّع ضياع في البيئة السنية في حين اعتبر ان “هناك ثبات في الداخل الشيعي مع خوف ظاهر في البيئة الدرزية”.
وتبقى “حزر فزر” هي الرائجة في المجتمع اللبناني خصوصاً مع ارتفاع اصوات تتخوّف من حصول عمل امني كبير كاغتيال شخصية مهمّة عندها نكون اما سيناريو آخر يستوجب من جميع الفرقاء التمديد للمجلس النيابي لفترة لا تتعدى موعد انتخاب رئيس للجمهورية.
فالجميع يتهيبون هكذا واقع، من اجل ذلك هم مقبلون على اجراء الانتخابات خوفاً من المجهول بمعنى آخر ” مرغمٌ اخاك لا بطل”.
بين “الحزورة” المصرية التي اصبحت “نكتة” لبنانية سمجة لا نعرف “طرفها من ثقلها” وبعيداً عن غموض الاستحقاق النيابي وحصوله من عدمه، يتأمل اللبنانيون خيراً ان يحمل الشهر المقبل بوادر حلحلة في ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، مع “حزر فزر” والمفاجآت غير المتوقعة والاحداث غير المنتظرة، ليس امام اللبنانيين سوى التضرّع الى الله والقول “ما اصعب العيش لولا فسحة الامل”.
المقالات المُذيّلة بأسماء كاتبيها تُعبّر عن آرائهم الخاصّة، ولا تتبنى بالضرورة ادارة الموقع مضمونها، كما أن أي عملية نسخ ونشر من دون ذكر المصدر ستعرض صاحبها للملاحقة القانونية.
خاص موقع “ML”