الخبر بالصوت

كتبت ليليان راضي خوري عبر موقع “ML”:

مع اقتراب نهاية كل سنة تعمد الشركات والمؤسسات التجارية على اختلاف انواعها ان تجوجل مصاريفها وتفنّد بالأرقام نفقاتها وارباحها وتضع خططها المستقبلية للسنة القادمة ليتثنى لها تنفيذ اجنداتها من المشاريع التوسعية والمتطورة التي تضمن لها استمراريتها وحضورها على الساحة العملية. 

في لبنان اذا تثنى للحكومة بشكل خاص وللسلطة السياسية بشكل عام ان تقوم بجردة حساب عما قامت به ماضياً لمصلحة المواطن وما ستنجزه مستقبلاً لخير هذا الوطن نجد ان السلطة ما زالت تتعثر في خطواتها وتترنح في قرارتها ومشلولة في شكلٍ دراماتيكي في انجاز ولو تدبيرٍ واحد يكفل استقراراً ولو جزئياً للمواطن في ازمة اقتصادية خانقة ومزرية. 

لو تثنى لهذه السلطة ان تقوم بمراجعة حثيثة ودقيقة لكل استراتيجيتها المالية والسياسية والاقتصادية لحصّلت خيباتها التي صنعتها بنفسها وظلمت من خلالها شعباً عظيماً بكافة اطيافه بعد ان جعلته اسير سياساتها التعسفية والغير منتجة. 

لو قدّر للسلطة التنفيذية ان تراجع خططها الانمائية لوجدت انها فشلت في ارساء انماء متوازن وعادل بين المناطق حتى انها لم تقوم اقله بمشروع كامل متكامل لا لبس فيه. 

جردة حساب الدولة السنوية يشبه جردات كل حساباتها عن سنوات قديمة شبيهة لم تفلح فيها الدولة اقله في وضع موازنة محددة ومدروسة كما هو متعارف عليه في المؤسسات كافة فكيف اذا كانت موازنة تخص مسار دولة ممسوك. 

دولة من المفترض ان تكون حساباتها محسوبة فلا تنفق دون حساب ومن خارج الموازنات المرصودة ولا تبذر اموالها فوق ما يسمح لها رصيدها. 

تشريح وضعية الدولة في كل سنة  هو نفسه منذ ثلاثين سنة انفاق مبني على الاستدانة، تخمة مشاريع مشبوهة اثقلت كاهل الدولة وارهقتها من فائض فساد اكل الاخضر واليابس ليصل الى ودائع اللبنانيين في المصارف كافة. 

حكامنا جعلوا من دولتنا انقاضاً وحولوا الوطن من كيانٍ كامل ومتراص الى بقعة جغرافية صغيرة منزوعة القرار وتابعة بدل ان تكون سيدة حرة ومستقلة. 

دفاتر حسابات الدولة في كل سنة مجرد خيبات صفحاتها سوداء وارقامها سرقات ورؤيتها عمياء. 

دولتنا متعثرة، ديبلوماسيتها متقطعة ومنقطعة عن جيرانها واخوانها، صادراتها متوقفة انتاجها مشلول ماليتها منهوبة اقتصادها متهاوٍ قطاعها التربوي متهالك سياستها الصحية عقيمة. هذا هو حال جردة 2021 للدولة وما قبلها منذ ثلاثين سنة فهل يتعظ حكامنا من موبقاتهم ام سنبقى اسيرين طغمة حاكمة جلبت للوطن الويلات وارهقت مواطنيه بخيبات تلوى الخيبات فتعتمد السياسة تفسها وجردتها نهاية كل سنة ستكون كمثيلاتها منذ العام 1975.

المقالات المُذيّلة بأسماء كاتبيها تُعبّر عن آرائهم الخاصّة، ولا تتبنى بالضرورة ادارة الموقع مضمونها، كما أن أي عملية نسخ ونشر من دون ذكر المصدر ستعرض صاحبها للملاحقة القانونية.

خاص موقع “ML”

اترك تعليقًا