الخبر بالصوت

 

في خضم الانهماك بأزمات الداخل العصّية على الحلول، انشغلت الساحة الداخلية الاسبوع الماضي بزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى بيروت ، على رأس وفد قيادي ، في إطار المشاركة في أنشطة وفعاليات الذكرى الـ34 لانطلاقة الحركة. الزيارة وهي الاولى لمشعل بعد 10 سنوات من مغادرته سوريا بعد ان اعلن معارضته للنظام السوري وساند المعارضة و”الاخوان”، جاءت على وقع انفجار هز مخيم البرج الشمالي وادى الى سقوط قتلى وجرحى مخلفا موجة خلافات واسعة بين اهل البيت الفلسطيني

ومع ان القراءات في الزيارة ذهبت الى ادراجها في خانة الضغط الذي يمارسه محور الممانعة وتحديدا حزب الله من خلال بعث رسائل الى من يهمهم الامر بأن لبنان ما زال الساحة الاقوى في يد طهران تمارس نفوذها الافعل فيه وتحركه بما يتناسب ومصالحها الى جانب ساحات سوريا والعراق واليمن وغزة ردا على اعلان جدة بين فرنسا والسعودية وبيان الرياض لمجلس التعاون الخليجي، بيد ان رفض حزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله استقبال مشعل رغم الحاحه والاصرار، علما انه كان استقبل رئيس المكتب السياسي السابق ورئيس الحركة الحالي اسماعيل هنية قبل اشهر، طرح تساؤلات واسعة حول الخلفيات، التي تفسرها مصادر مطلعة لـ”المركزية” بان العلاقات مع حماس انقطعت عندما كان مشعل زعيما وقياديا فيها، وعندما غادر في السنوات الماضية، اعاد الحزب الاتصال بالحركة، ليقطعها مجددا اليوم مع عودته الى المكتب السياسي

ويأخذ المحسوبون على الخط السوري في لبنان على مشعل انه طعن محور المقاومة، بعدما اقنع زعيم تنظيم القيادة العامة الراحل احمد جبريل ،القيادة السورية بان الحركة تسير في خط المقاومة ولا علاقة لها بتنظيم الاخوان المسلمين المدعوم قطريا ، فاستجابت لطلبه، الا ان مشعل بحسب المصادر اصطف مع المعارضة السورية ضد النظام، فاعتبر زائرا غير مرغوب فيه بعدما طُرد من دمشق اثر الثورة وانتقل الى قطر

واوضحت مصادر المعلومات لـ”المركزية” ان المقار الرسمية اللبنانية لم تحدد لمشعل مواعيد في حين استقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في منزله، كما التقاه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ، في ما اعتُبر رسالة قوية له. الا ان المصادر لم تستبعد ان يكون الرجل عقد اجتماعات بعيدة من الاضواء في اطار سعيه مع القوى اللبنانية الفاعلة التي تربطها علاقات وثيقة بالرئيس بشار الاسد لاعادة ترتيب علاقته معه تمهيدا لعودته الى سوريا، في موازاة تعزيز حضور حماس السياسي والعسكري على الساحة اللبنانية وفي المخيمات لانهاء سيطرة فتح عليها

واذ تستبعد المصادر ان يقبل حزب الله بلعب هذا الدور مع مشعل على قاعدة ان “المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين” ، تقول ان لسان حال النظام ومن يحالفه هو ان سوريا قدمت لحركة حماس ما لم تقدمه لأي من فصائل المقاومة فلم تبخل عليها بالدعم والاسناد وتسهيل التحركات والاتصالات والحماية فكان رد الجميل بالخيانة والالتحاق بالثورة والاخوان المسلمين في قطر

وعليه، يغادر مشعل بيروت اليوم خالي الوفاض من دون ان يحقق ايا من اهداف الزيارة، اقله في شق تحضير ارضية عودته الى سوريا

اترك تعليقًا