الخبر بالصوت

كتبت جويّ عبدوش عبر موقع “ML”:

 

“كثرة الاحزان يا عمّي جعلت العالم مفاجيع افراح”

 

-مقدار ٢ ك ونصف ديك الحبش

-كوبان من الارزّ

-نصف كوب من زيت الزيتون

-حبتان كبيرتان من البصل المفروم

-نصف كوب زبدة سائلة 

-ملعقة صغيرة من القرفة

والعديد من البهارات والمطيّبات الأساسية للحصول على اشهى ديك حبش على مائدة عشيّة عيد الميلاد.

في عملية حسابية بسيطة،وفارق أسعار الموّاد الغذائية منذ سنتين حتى اليوم والارتفاع الجنوني بأسعار اللّحوم والدّواجن،تصبح تكلفة اشهى”حبشة عيد” بما يقارب المليون ليرة لبنانية بعد ان كانت لا تتعدّى الـ ٣٠٠ الف ليرة جاهزة من “افخم المطاعم اللبنانية”.

اغتصبت الأوضاع الاقتصادية الراهنة الكثير من عادات وسلوكيّات “المطبخ اللبناني” وتركتها “on hold” لاجلٍ غير محدّد؛ فاضطّر المواطن اللبناني ان يبدّل السّمنة بالزّبدة والأرز الأجنبي بالآخر البلدي، كما وعمد الكثير الى تقليص الكميّة المعتاد عليها داخل الاسرة، محاولين التأقلم مع الأحوال المفروضة عليهم.

 

بيروت في ٢٤/١٢/٢٠٢١ لا تُشبه بيروت في ٢٤/١٢/٢٠١٩ وما قبل. لم يقتصر الوضع المالي على انهيار العملة المحليّة مقابل الدولار بل توسّع ليطال جيوب اللّبنانيين وحتى فرحتهم وهداوة بالهم. وفي حديثٍ قصيرٍ مع بعض ارباب المنازل والامهات قالت احداهنَّ لموقع “ML”: “اكيد ما فينا نجيب حبشة بس اكيد بدنا نتعشى قد ما منقدر،هيدا عيد”. وأخرى قالت لنا: “الوضع صعب اكيد بس على قد ما منقدر حنعمول،بدنا نعيّد”.

 

بعد اذن الكاتب وبتصرّف، “كثرة الاحزان يا عمّي جعلت اللبنانيين مفاجيع افراح”. يبحث اللبناني على ثغرة او زاوية او حتى سبب بسيط جداًّ ويُضاعف عملية الاحتفال بالمناسبة مرّتين او اكثر كي تضفي على حياتهم البهجة ناسين همومهم لبعض الوقت،عسى ان يُقدّم طبّاخ البلاد ومساعديه صلصة سحريّة بمكوّنات اصليّة تنال اعجاب المواطنين ويدوم طعمها طويلاً.

 

فباختصار يا لبنانييون ولبنانيات، هي فرصة ان تاكلوا وتناموا خفيفي المَعِدة بعيداً عن الدهون واللحوم. فلماذا انتم متذمرّين من اوضاعكم المزرية هذه؟ لطالما تمنيتم ان تنحفوا وتتبعوا نظام غذائي صحي،ها هي دولتكم الكريمة تقدم لكم خدمة حصريّة ولا تفوّت ابداً. استفيدوا!

المقالات المُذيّلة بأسماء كاتبيها تُعبّر عن آرائهم الخاصّة، ولا تتبنى بالضرورة ادارة الموقع مضمونها، كما أن أي عملية نسخ ونشر من دون ذكر المصدر ستعرض صاحبها للملاحقة القانونية.

خاص موقع “ML”

اترك تعليقًا