الخبر بالصوت

كانت الساعة تشير إلى الثالثة إلا ربع. المحامي صخر الهاشم يجلس إلى مكتبه في منطقة فرن الشباك، وعلى المكتب المواجه إبنه الذي وصل من لندن للمشاركة في حفل زفاف شقيقه . في المكتب المحاذي المحامي نجله الثاني شهيد الذي كان منكبا على مطالعة ملفات داخل مكتبه المغلق.. وقف إبن المحامي صخر الذي كان يجلس معه في نفس المكتب وتوجه نحو السلالم الخشبية التي تصل بالطابق الثاني من مكتب المحاماة. وما إن حطت قدمه على الدرجة الأولى حتى دوى انفجار….

تلك المشاهد نقلتها كاميرات المراقبة داخل المكتب. ويروي المحامي صخرلـ”المركزية”:” للحظات لم أستوعب ما حصل. صحيح أنني عايشت لحظات تفجير المرفأ وتضررالمكتب ، لكن قوة هذا الإنفجاركانت أقوى. ويضيف:” عصف الإنفجار الذي وقع في الجهة الغربية من المكتب رمت بإبني إلى داخل المكتب حيث كنت أجلس، ولو توجه شمالا لكانت الإصابة مباشرة لأن الإنفجار وقع في الجهة الغربية من  مكتب المحاماة. أما إبني الثاني الذي يقع مكتبه في دائرة الإنفجار فلم يصب بدوره والحمدالله. أما أنا فحاولت أن أحتمي بيدي من الزجاج الذي تناثر وألواح الألومنيوم”…

حتى اللحظة لم تتضح معالم الإنفجار الذي هز مكتب المحاماة العائد إلى كل من المحاميين صخر الهاشم وبيتر جرمانوس، وقد تم التأكيد على أنّ لا أضرار أو خسائر في الأرواح. فاقتصرت على تحطيم زجاج وبعض الجدران والعوازل والممتلكات الموجودة داخل المكتب. فهل المقصود إيصال رسالة ما إلى المحامي الهاشم؟

“لا أريد أن أستبق التحقيق لكن الأدلة الجنائية وخبراء المتفجرات يعملون على التحقيق ومعاينة المكان” ويضيف” قرأت في الأمس بعض التحليلات التي ترجح أن يكون سبب الإنفجار عائد إلى أنابيب غاز أو قنينة الماء الساخن” أضاف موضحا” الانفجار وقع من جهة شقة مجاورة مهجورة، وفي ذلك الجناح الذي تعرّض للكثير من الأضرار لا نستخدم أساساً أي عبوة غاز كما أنّ الكهرباء مقطوعة عنه . وبالتالي، ليس من سبب واضح لطبيعة ما حصل”.

أيا يكن مضمونه الرسالة وصلت لكن بالنسبة إلى المحامي الهاشم “راح كفي وأنا اليوم من الصبح بالمكتب عم نرفع الأضرار وراح نعيد ترميمو”. ويضيف” انا وكيل كل الأطراف السياسية والحزبية ولست محسوبا على فئة معينة .فأنا أعمل في القانون وفي الدفاع عن الناس. وإذا كان المقصود من الإنفجار رسالة معينة”ينسوا” لقد مرت علينا ظروف أصعب ولم نهادن أو نستسلم أنا في خط الدفاع بحكم موقعي وليس الهجوم ولا أتكلم في السياسة”.

كثيرة هي الملفات التي يعمل عليها المحامي الهاشم اليوم ملف المرفأ حيث يتوكل عن كل من رئيس لجنة المرفأ حسن قريطم، وزياد محمد العوف المسؤول عن الأمن والسلامة في المرفأ ومصطفى بغدادي الوكيل البحري لباخرة “رودوس”. إضافة إلى ملفات كازينو لبنان وشركة MTC التي توكل عنها مؤخرا، وسواها…فهل يكون الإنفجار رسالة لطي إحداها؟ يكرر الهاشم”ينسوا لن أتراجع عن أي منها”.

التحقيقات الأولية في اسباب الإنفجار لم تقنع المحامي الهاشم “لم ألمس جدية في عملية التحقيق بدليل أنني سألت أحد المحققين عن تفسيره لطبقة الشحتار الأسود على السقف فنفى معرفته بالسبب. وإن كانت الأسباب ترتبط بسرية التحقيق إلا أن الهاشم قرر إجراء تحقيق خاص عبر فريق من الخبراء سيستعين به ويختم:” سأكمل عملي كمحامي على خط الدفاع ولن استعين بحراس شخصيين والحامي الله”.

اترك تعليقًا