الخبر بالصوت

ماريبال كفوري

في ظل المشاكل التي تهد البلد إقتصادياً والوضع الصحي الذي يتفاقم كل يوم مع ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات جراء جائحة كورونا ولأجل إستكمال المنهج الثقافي وعدم تعطيل الطلاب الجامعيين عن حياتهم الدراسية التي سيمارسونها في حياتهم المهنية، إتُبعَ نظام الدراسة عن بعد في مختلف الجامعات الخاصة والرسمية مند سنة ونيف خوفاً من الاختلاط الاجتماعي وزيادة تفشي الوباء أثناء التعلم المدمج، ولكن هل فكرنا للحظة ما قد تكون تداعيات التعليم عن بعد من الناحية الإجابية أو حتى السلبية؟
بحسب ما أدلت به الاستاذة الجامعية في كلية الإعلام الدكتورة رولا عازار لموقع م.ل :إن نمط الدراسة عن بعد هو الحال الوحيد المتاح أمامنا اليوم ولكن من الجدير الذكر أن هذا النوع من التدريس أدى ومازال إلى العديد من المتغيرات وبحسب ما ذكرته د. عازار إن وحدة من الصعوبات التي تواجهها هي عدم رؤية ملامح وتعابير طلابها ووجوههم أثناء إعطائها الدروس الجامعية اونلاين بحيث أوضحت أن من الصعب بناء الثقة الكاملة بين المدرّس والطالب والتأكد من أن كل الأمور وكل المعطيات تسير على ما يرام، بحيث وجود تفاعل بين الركنين حاجة أساسية، كما أكدت أنها تحاول من وقت إلى أخر أن تعوض هذا الغياب بتواصلها مع طلابها بطريقة متواصلة ومستمرة، فهذه هي الطريقة التعليمية الحالية ولا منفذ لنا سواها والتأقلم عليها واجب علينا، فالبعض سيستفيد من هذا النمط و شريحة أخرى ستتراجع وذلك يحدده مستوى جدية الطالب وأرادته على التعلم رغم كل المطبات التي نمر بها. فبالنهاية الهدف واحد وهو تعويض النقص الحاصل أثناء تغيب الطلاب عن الجامعات حضورياً في الوقت الحالي، والجدير ذكرُه أن الجامعاتِ العربيةَ أصبحت تعتمد التعليم عن بعد بشكل رئيسي فيها ولكن الفرق أن في بلادنا لا إمكانيات ولا حتى دعم للطلاب ولا تقنيات وأجهزة وشبكة انترنت متينة وللأسف هذا كله يؤثر على الراحة النفسية للطالب أثناء عمله.

وبما يتعلق بإلامتحانات الحضورية التي ستحصل في صيف ٢٠٢١ في الجامعة اللبنانية، علقت عازار لموقع م.ل قائلةً : لا اعارض قيام الإمتحانات حضورياً في الجامعة اللبنانية إلا بحال عدم توفر التجهيزات الوقائية الكافية على كافة الكليات بما فيها عمليات التلقيح وخطط للتباعد الاجتماعي أثناء قيام الإمتحانات والإلتزام بوضع الكمامة، وإن لم تتوفر هذه الحاجيات سأفضل حينها تغيير نمط إجراء الإمتحانات حضورياً لأن ذلك سيعرض الجميع للخطر، مضيفةً بما يخص موضوع التدريس عن بعد، وعن أهمية الأخذ بجدية وبعين الإعتبار مدى حضور الطلاب الدروس الإلكترونية ووضع إجراءات عملية كوضع جزء من العلامة على الحضور والمشاركة أثناء المحاضرات لتنظيم الدروس عن بعد وذلك من أجل مصلحة الطلاب أيضاً في مسيرتهم الدراسية لكي يسعَوْا جهدهم ولا يستلشئوا بالدروس ولو حتى عن بعد إلا بحال وجود عطل تقني أو نقص في المستلزمات الإعدادية كالإنترنت أو الأجهزة الخلوي.
إن ظاهرة التعليم عن بعد لم تعد صورة جديدة غريبة عن مجتمعنا اللبناني فهل طلاب الجامعات اللبنانية والجامعات الخاصة يعدون طريقهم إلى العودة إلى الدرس المدمج إن أمنت كل جامعة وكلية الحملات اللقاحية لأعضائها؟

اترك تعليقًا