الخبر بالصوت

كاترين كرم

لا تزال صور ومشاهد انفجار بيروت في اذهان اللبنانيين. فالخراب والدمار اللذان نتجا عن كارثة المرفأ ليسا الا دليلاً فاضحاً على بشاعة وفظاعة “النكبة” التي حلّت في هذه المدينة بحجرها وبشرها.

الحسرات والآلام ترافقان أهالي الضحايا والجرحى بشكلٍ يوميّ ومتواصل، ويزداد الأنين مع كل يوم لم تحقّق فيه العدالة المرجوّة.

فبعد مرور سبعة أشهر لم تأتِ التحقيقات بأي نتيجة ملموسة تخفف من حرقة قلب اللبنانيين وتشفي غليلهم والدولة غائبة على كافة الأصعدة ومؤسساتها نائمة. فالمطالبات المتكررة بتحقيق دولي جراء انعدام الثقة بالسلطة وادواتها لم تلقَ آذاناً صاغية.

“الدولة لديها توجه معين من الأكيد انه ضد التحقيق الدولي في هذه الجريمة وفي أي جريمة أخرى” بحسب ما أوضح الدكتور في القانون الدولي أنطوان صفير في حديث خاص لـ”ML”.

حيث فنّد الأطر الأساسية لمسار التحقيق الدولي، كما رأى أن الإطار الأبسط هو إرسال لجنة تقصي الحقائق الى لبنان من قبل الامين العام للأمم المتحدة وذلك للوقوف على وقائع هذه الجريمة وهذا الموضوع يمكن أن يكون إما بناءً على طلب من الحكومة اللبنانية أو بناءً على قرار من الأمين العام للأمم المتحدة وهذا يأتي في سياق قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي لأنه عندما يكون هناك تحقيق دوليّ هذا يعني انهم اعتبروا ان هذه الجريمة تمثل الأمن والسلام العالميّ وبالتالي على مجلس الامن والمجموعة الدولية ان يتحركوا في هذا الاتجاه من خلال لجنة التحقيق الدولية.

أما بما يتعلق بالعوائق التي منعت التحقيق الدوليّ في جريمة المرفأ، فجزم الدكتور صفير أن الحكومة اللبنانية لم تطلب التحقيق الدولي، ولكن ربما القضاء اللبناني طلب تعاون قضائي أو تقني ولكن ليس بالشكل الرسمي ولا يعتقد ان الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية بتركيبتها الحالية تقبلان أن يكون هنالك تحقيق دوليّ لعدة أسباب قد تقسم الشارع اللبناني.

وختم صفير بأن التحقيق اللبناني يجب ان يسير في الطريق الصحيح ويعطي نتائج ملموسة وسريعة وإلا يكون فعلاً هنالك مسألة خلافية حول العدالة.

وأوضح أنه مع تعاون لبنانيّ دوليّ لتبيان حقائق هذه الجريمة الكبرى وتحديد المسؤوليات.

وفي حديث خاص لـ “ML” مع عنصر من فوج إطفاء بيروت ج.ك. عبَّر عن عدم ثقته بالقضاء اللبنانيّ إذ أنه لم يتوصل إلى أي نتيجة في عدة جرائم في الماضي ووصف القضاء بالـ”مُسَيَّس” وشددّ أن تنحي القاضي فادي صوان هي نتيجة مصالح سياسيّة. ووجد أن الحل الوحيد هو التحقيق الدوليّ.

في الختام، من الواضح ان لا ثقة للبنانيين بقضائهم، ولا ثقة بدولة زرعت بذور موتهم في مرفأ بيروت ففجرت نصف العاصمة وسرقت أرواح 200 شهيداً وكانت سبب بتشريد 30000 مواطن.

خاص موقع “ML”

اترك تعليقًا