شربل بو كرم
لنعُد بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، 20 شباط 2020، كان آخرَ يومٍ ينعم فيه لبنان براحة البال من الناحية الصحية، لأن وضعَه الاقتصادي والمعيشي لم يكونا لصالحه آنذاك، ليَليه الواحد والعشرون من الحالي ويحطم آمال اللبنانيين: تسجيل أول حالة كورونا في البلد لامرأة عائدة من إيران.
أُقفِل البلد في الثامن والعشرين فبدأ اللبنانيون يتخبطون ببعضهم، فأغدى من يعطس أو يسعل يُنبذ من محيطه…
وكأنَّ التاريخ يعيد نفسه: كانون الثاني 2021 إعلان الاقفال التام حتى الثامن من شباط الحالي مع بعض الاستثناءات: الأطباء والعسكريون والصحافيون: عندما تتخطى لائحة الاستثناءات الدقيقة الواحدة، فهذا ليس بتسكيرٍ عام وشامل.
ناهيك أنَّ الحكومة قامت بعملها من خلال وزيرَي الصحة والداخلية والبلديات بإغلاقٍ تام أسفر عن ألفَيْ حالة عوضاً عن الأربعة آلاف فيما قبل. ولأنها تعلن أنَّ اللبناني لا يستطيعُ أن ينحصرَ في بيته، خصصت له منصةً إلكترونية ليتجوّلَ من خلالها عبر طلب إذن خروج بعد موافقات الجهات المعنية.
فهل نحن بحاجة إلى إقفال آخر يلي هذا الاقفال؟
نعم، لا بدّ من إقفال آخر للحد من تفشي الوباء ناهيك عن تفشي الغباء بين الناس، فمنهم أُصيبوا وعانوا ومنهم ما زالوا غيرَ مقتنعين بوجود كورونا أساساً.
ونصل إلى النصف الأول من شباط، وهل من يَنسى الرابع عشر من شباط، عيد العشاق؟ فعلى الدنيا السلام: سهراتٌ واحتفالاتٌ وقبلاتٌ لنعودَ إلى الصفر، حالاتٌ إيجابية ٌ وعندها يفتح الوباء بابَه على مصرعَيه ليستقبلَ الحشود الغفيرة التي سهرَت ليلة عيد العشاق تماماً كما الحال ليلة رأس السنة.
وفي هذا الصدد، أكدت معلومات خاصة لموقع “ML” أنَّ “اللجنة الصحية ستجتمع صباح يوم غد الجمعة وستتخذ قراراً يرمي إلى تمديد الاقفال على أن يُستثنى القطاعان الصناعي والمصرفي، هذا وسيُعتمد فتح البلد تدريجياً”.
من جهته، كشف مصدرٌ وزاري آخر أنَّ “هناك تكتّم شديد عن نتيجة الاقفال بين تمديده وعدمه علماً أنَّ قرارَ التمديد معمول به وسط تكتم، وذلك لعدم الضغط على اللجنة الصحيّة من قبل بعض المصانع والمطاعم والفادق خاصةً مع اقتراب عيد العشاق، فثمة رغبة من أصحاب الفنادق والمطاعم الإلحاح لاستثنائهم ليلة العيد”.
وتابع المصدر لموقع “ML”: “هناك فرضية أخرى ذكرت أنَّ هناك تكتّم عن عملية الاقفال كي لا يتحرّك الشارع ونعيد سيناريو طرابلس في عدد آخر من المناطق اللبنانيّة”.
فرأفةً لمن تحبّون وإن كنتم لا تحبون أحداً، فرأفةً بالقطاعَين الطبي والتمريضي، لأنَّهما ثئما من غبائكم ولامبالاتكم، عوضاً، أنَّ المستشفيات تطرح الصوت: لا قدرة إستعابية ولا أسرَّة جاهزة وسنكون عبرةً لكلِّ العالم حينما تخيّرُكم المستشفى بين أبيكم وجدّكم أو أمكم وشقيقتكم، عندها لا ينفع الندم!
إلزموا منازلكم لأنَّ الايام الجميلة ستأتي حتماً لذلك، إبقَوا في بيوتكم إلى حين الإتيان باللَّقاح وبعدها إفعلوا ما تريدون.
معادلة ٌ بسيطة: إذا أردنا الحد من تفشي الوباء، علينا الالتزام جميعاً بالاقفال التام لنعودَ بعدها إلى حياتنا الطبيعية، ففي الوقت الراهن يجب على الدولة تمديد الاقفال العام ريثما يصل اللقاح إلي البلد.
خاص موقع “ML”