توفّي كبير الفنانين اللبنانيين، الكاتب المسرحي والفنان الياس الرحباني عن عمر ناهز الـ82 سنة بعد صراع دام لشهر مع الوباء العالمي فيروس كورونا المستجد.
وأشارت معلومات خاصة لموقع “ML” أن الراحل الرحباني أصيب بالفيروس هو وزوجته جراء زيارة احد مرافقيه السابقين الى منزله الكائن في جبل لبنان.
وتابعت المعلومات: “غسان الرحباني غادر بيروت في وقت سابق لإحضار جرعات مقويّة ومعالجة لمرضى كورونا لأن حالة الياس كانت تسوء خصوصاً ان حالته الصحية لم تكن جيدة وبقى الوباء منتشر في جسمه لأكثر من 3 اسابيع”.
إلياس حنا الرحباني موسيقي، كاتب أغاني، وقائد أوركسترا، من لبنان، وُلد في قرية أنطلياس، من قضاء المتن في محافظة جبل لبنان، شمال بيروت، عام 1938، منذ أن انطلق في عالم التلحين وكتابة الأغاني بدا أقرب إلى الموجات الفنية الحديثة، من دون أن يتخلى عن ذاكرته الرحبانية والمدرسة الرحبانية، واتجه إلى تلحين أغنيات بالفرنسية والإنجليزية، متبعاً طريق الموضة الغنائية الرائجة، بل إنه أنجز أغنيات تسمى بـ”الفرنكو أراب” كانت تلقى بطرافتها، رواجاً لدى جيل الشباب.
وراجت أيضاً موسيقاه الإعلانية، التي تمكنت من فرض نفسها وخصائصها، نظراً إلى أنها صادرة عن فنان يمتلك أصول التلحين. وخاض الياس عالم الموسيقى الإعلانية بجرأة وقوة، حتى ليمكن القول إنه أسس مدرسة في هذا الفن.
ويذكر الجمهور كيف حول مرة لحناً إعلانياً (باريلا معكروني) إلى أغنية للمطربة صباح (وعدوني ونطروني)، فلقيت نجاحاً كبيراً وأثارت سجالاً حول قضية هي: هل يحق للملحن أن يحول لحناً إعلانياً إلى أغنية؟
لا تحصى الألحان التي أنجزها الياس الرحباني بدءاً من السبعينيات، فهو كان غزيراً جداً، في حقل الأغنيات، بالعربية والفرنسية، وفي حقل الإعلانات والموسيقى التصويرية في الأفلام والمسلسلات.
ووضع إلياس الرحباني ألحاناً تتجاوز الخمسين للمطربة صباح وكان تعامله معها بمثابة اطلاقة جديدة له.
ومعروف أن له نحو 2500 أغنية ومعزوفة. في الموسيقى التصويرية بلغت الأفلام التي عمل فيها خمسة وعشرين قيلماً، منها أفلام مصرية، من أشهرها موسيقى فيلم “دمي ودموعي وابتسامتي” وفيلم “حبيبتي” وفيلم “أجمل أيام حياتي”، عطفاً على المسلسلات الكثيرة، ومن أشهرها مسلسل “عازف الليل”، الذي ما زالت موسيقاه تردد حتى الآن.
ومن الأغاني: “كيف حالك يا أسمر”، “شفتو بالقناطر”، و”يا هلي يابا”، “قالو عني مجنوني”،”نوسي نوسي”، “جينا الدار” ، “ولد يا ولد”…. وغنى من ألحانه وديع الصافي (يا قمر الدار، قتلوني عيونا السود)، نصري شمس الدين، ملحم بركات وماجدة الرومي.
وقد لحن لماجدة أغنية “عم احلمك يا لبنان” من شعر سعيد عقل، وكادت هذه الأغنية أن تتحول إلى ما يشبه نشيداً لبنانياً يردده الكثر. وتعاون مع عدد من مغني الجيل الجديد، ومنهم باسكال صقر وجوليا بطرس، اللتين غنتا له بالعربية والفرنسية.
وفي 2005 صدرت أغنية “بدي عيش” التي كتبها ولحنها ووزعها موسيقياً للفنانة هيفاء وهبي، وحينذاك انتقده بعض الصحافيين لتخليه عن مستواه الموسيقي.
“بدي عيش”… إلا أن “كورونا” لم يسمح للياس الرحباني فرصة الشفاء فالعيش وخطف جزء من تراث الذاكرة اللبنانيّة، الياس الرحباني كبير المبدعين اللبنانيين، وبذلك وتتقدم أسرة موقع حريتي بأخبار لبنان بأحرّ التعازي من أسرة الرّحباني، متمنيّتاً الشفاء العاجل لزوجة الياس الرحباني ودوام الصحة.