يقترب موعد انتخابات نقابة المهندسين في بيروت، ومعه تتحضّر الحملات، الحزبيّة والمستقلّة، لخوض غمار المعركة. تنقسم النقابة في لبنان إلى نقابتين: واحدة في بيروت وتضمّ نحو 90% من المهندسين، وأخرى في طرابلس. ونقابة طرابلس مرتبطة ببيروت: فالنقيب الذي يُنتخب كل ثلاث سنوات، سيكون هذه المرة مسيحياً في بيروت، مداورة، ومسلماً في طرابلس.
يتألّف مجلس النقابة من النقيب و15 عضواً آخرين، من بينهم 8 أعضاء مجلس يُنتخبون مباشرة مع النقيب من الهيئة العامة، و7 أعضاء آخرين هم رؤساء الفروع المقسّمة بحسب الاختصاصات، إذ ينتخب كل فرع 5 أعضاء يمثلونه، ثمّ تنتخب الهيئة العامة واحداً من بين هؤلاء الخمسة ليمثل الفرع في مجلس النقابة. وسيكون فرع الهندسة المدنية الفرع الوحيد الذي سيشهد انتخاب خمسة أعضاء تمهيديين في آذار، ثمّ يُنتخب واحد منهم مباشرة مع النقيب والأعضاء الثمانية الآخرين.
وبما أنّ النقيب سيكون مسيحياً في هذه الدورة، بدأت كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ الاستعداد، إذ أعلن كل من الحزبين مرشحه لمركز النقيب: نبيل أبو جوده عن القوات وبول نجم عن التيار. في مواجهتهما، أعلن عن ائتلاف “نقابتي”، الأربعاء في 15 شباط، الذي يضمّ حتّى الآن مهندسي بيروت مدينتي، مهندسي الخيار المهني، مهندسي اللقاء المهني الهندسي ومهندسي الحملة الأهلية للحفاظ على دالية الروشة. وقد رشّح جاد تابت لمركز النقيب.
في المؤتمر الصحافي، عرض تابت الخطوط العريضة لبرنامج الحملة الذي سيتم توزيعه رسمياً بعد أسبوعين. وهو يتضمن ثلاثة أجزاء: أن تكون النقابة رائدة في قضايا الشأن العام، مبادِرة في تنظيم المهنة والإطار النقابي، وأخيراً فعالة في الدفاع عن مصالح المهندسين. وأشار تابت إلى أن “النقابة تحولت إلى مجرد قلم لتسجيل رخص البناء ووسيط بين المهندس وشركات التأمين الصحي”. بينما يسعى الائتلاف إلى أن “تكون النقابة مركزاً حيوياً للنقاش والاقتراح والضغط من أجل اعتماد قوانين عصرية وسياسات لا يوجهها إلا الصالح العام، وذلك من خلال انشاء وحدات متخصصة مهنية– قانونية تعمل داخل النقابة ومع القوى الحية في المجتمع المدني. هذا هو الإطار العام للبرنامج الذي يشكل قاعدة الانطلاق لحركة نقابية”.
من جهته، رحّب مرشّح التيّار بول نجم بائتلاف “نقابتي”، فـ”النقابة كانت دائماً مساحة ديمقراطيّة شهدت انتخابات نزيهة ومتنوّعة في عزّ الإنقسام اللبناني”. وكان نجم قد انتخب داخلياً من مهندسي التيار ليترشّح إلى منصب النقيب، لتجربتيه النقابية والحزبية. لكنه يقول إنه في ترشّحه “يخلع العباءة الحزبيّة ليخدم كل مهندس، بغضّ النظر عن خلفيّته السياسيّة”.
أمّا على صعيد القوات، فإن رئيس مصلحة المهندسين نزيه متّى يقول، في تعليقه على “نقابتي”، إن “العمل الحزبي هو الأكثر جماعية وفعاليّة”. ويقول متّى إن “مرشّح القوات نبيل أبي جودة بدأ بجولاته ونشاطاته بجدّية، وهو منذ سنتين يعمل على مشروعه ويزور المكاتب ويبني برنامجه”.
لكن في ظلّ التفاهم السياسي بين القوات والتيار، يمكن التساؤل عن إمكانية أن يسحب طرف منهما مرشّحه لمصلحة الآخر. وهذا ما يحصل عادة في نقابة المهندسين. فالأسماء لا تُعلن إلا في اللحظة الأخيرة. ولم ينف كلّ من متّى ونجم أهمية التحالف، إلّا أنهما أكدا جدّية الترشّح. وإذا كان من المبكر التنبؤ بما سيحصل، إلا أن التراضي بين القوات والتيار لن يكون سهلاً رغم التفاهم، كما كان هناك كلام على أن يأتي المهندس إيلي جبرايل، أحد الشركاء في مشروع “سما بيروت”، كمرشح وسط بين الطرفين، إلّا أنهما نفيا ذلك، من دون أن ينفيا التواصل مع جبرايل، الذي “طرح نفسه ولم يطرحه أحد”.