الخبر بالصوت

  

رسالةٌ إلى سيّدي الرّئيس.

تحية وبعد،

غائبٌ انت يا وجه لبنان، ولست الوحيد، انما الوطن بكامله غائب. غائب عن عيشه الكريم، عن وعود سياسيّيه المزيّفة، غائب عن الواقع. غائب او مغيّب؟ أتسائل… منسلخين عن حقيقتنا بتنا، مفصولين عن واقعنا اصبحنا، معميّين بمصالح الحزب على حساب مصلحة الوطن.

سيدي الرئيس، انني ارى في عيون شعبك ما اخافه من سطحية وتبعية عمياء، انني أرى في ابتسامة شعبك حزن يختلف عن باقي الأحزان، انه الاشتياق للوطن. حكومتنا يتآكلها الفساد، مجلس نوابنا ممدّد له، كرسي الجمهورية فارغ، وعقول المحاسبة والمساءلة رهينة التغييب. قد ظننت اننا نتنفّس حرية، الى حين طُعنت حرّيتنا. قد ظننت اننا نتنشّق ديمقراطية، الى حين أغلقت افواهنا. ولكن ما وراء هذه الغمام أتأمّل بان نبصر النور. وما وراء التأجيل والمماطلة، أتأمّل بمحاولة مثمرة. في ظل الفساد، ما زلت ارى من يؤمن بالوطن. انما شعبك لا يدرك ما يريده فعلاً، سيدي الرئيس. شعبك تائهٌ، غاضب وتائه، يطالب بما لا يريده فعلاً. بالرغم من الوجود السياسي الخجول والمخجل، أحقاً نطالب بالفراغ؟ بالرغم من تراكم النفايات، أكان في الشوارع او في المجالس، أحقاً نطالب بإسقاط الحكومة في ظل غيابك؟ ولأي ثمن؟! أفراغٌ عقيم قد يكون الحل؟ أبداً. عار علينا إن شتّتنا الشعارات المسيّسة، دعونا نعي تداعيات مطالبنا، فالهاوية ليست نقطتنا المنشودة.

مطالب؟ نعم وألف نعم، لدينا مطالب. سيدي الرئيس، نطالب بحلحلة الأوضاع بأقل الموجود، فالغائب عن الجلسات يؤكد عدمية مسؤوليته ووطنيته، ونحن بغنى عنه. سيدي الرئيس، بعد حلحلة الضروريات، نطالب بتعديل القانون بما فيه من نواقص وثغرات، بعدها باستقالة الحكومة وتشكيل أخرى تكون حكومة تكنوقراط تتميز بموضوعيتها وغايتها الوحيدة بخدمة المواطن، لا المسؤولين الفاسدين، تليها انتخابات نيابية ثم رئاسية. أصعبةٌ مطاليبنا، سيدي الرئيس؟ ألهذه الدرجة كان من الصعب استعادة وطن تاه في عتمة الانانيات؟ كفانا ظلم وتظليم، كفانا هذا العيش الأليم، كفانا غياب وتغييب. نحن هنا، أما أنت، فأينك من هذا، سيدي الرئيس؟!

                          “حريّتي بأخبار لبنان”

اترك تعليقًا