اشار وزير الطاقة آرتور نظاريان لـ”السفير” الى ان من واجبه مصارحة اللبنانيين بتعذر إيجاد حل لأزمة الكهرباء في المدى القريب، مشدداً على ان “زمن المعجزات والأعاجيب ولّى، وأنا واقعي جداً، ولا أريد ان أطلق وعوداً لا أستطيع تحقيقها، خصوصاً انه ليست بحوزتي الأدوات الضرورية”. وتساءل : “هل آتي بالكهرباء من بيت بيّي؟”.
ورسم نظاريان صورة قاتمة عن واقع قطاع الكهرباء قائلاً : أعطال متراكمة، حر شديد، زيادة في الطلب، سرقات وتعليق على الشبكة، تعثر في بناء معامل جديدة، استهلاك إضافي من قرابة مليون ونصف مليون لاجئ سوري، والنتيجة لا انتاج منتظمًا للطاقة يتناسب مع الاحتياجات، في حين يُفترض بنا ان نملك القدرة على انتاج كميات احتياطية من الميغاوات لمواجهة الازمات الطارئة كتلك التي نواجهها حالياً .
وتوجه الى المواطنين بالقول : أنا أتفهم مشاعركم وغضبكم، لكن من واجبي أن اصارحكم بانه ما من حلول سحرية او سريعة لأزمة الكهرباء، وأقصى ما نستطيع فعله في الوقت الحاضر هو الاسراع في إصلاح الأعطال المستجدة حتى يعود التقنين الى وضعه السابق .
وتابع : ربما كان قطع الطرق وحرق الدواليب وسيلة لـ”فشة خلق”، لكنهما لن يفيدا على المستوى العملي، ومن لديه حل فوري، انا مستعد ان أستقبله وأستمع اليه، حتى لو زارني بعد منتصف الليل .
وواضعاً أصبعه على الجرح، اعتبر نظاريان ان معالجة أزمة الكهرباء جذرياً تحتاج الى “صدمة” مرفقة بقرار سياسي حاسم، وبعد ذلك يهون الاتفاق على الآليات التنفيذية، لافتاً الانتباه الى ان التجاذب السياسي هو الذي أدى حتى الآن الى التعثر في مسار المعالجة، بحيث أصبحنا عام ٢٠١٥ في حالة مزرية بدل ان تعود الكهرباء ٢٤-٢٤ .
واضاف : يجب ان يكون الجميع شركاء في الحل حتى يكونوا شركاء في تنفيذه وحمايته، أما إذا ظل هذا الملف مادة للصراع، فانه سيبقى عالقاً على خط التماس، وعرضة لمزيد من الإصابات جراء تبادل إطلاق النار السياسي بين القوى الداخلية المتنازعة .
وتابع : ينبغي تحييد الكهرباء عن الصراع الداخلي وخطوط التوتر العالي، والتعامل معها كقضية وطنية، لا كورقة للضغط او الابتزاز في لعبة المصالح السياسية او المحاصصة .
وحين يُسأل نظاريان عما إذا كانت الحلول قد انعدمت كلياً، يجيب : أعطوني مليار دولار وخذوا الكهرباء، مضيفاً : انا أعرف ان أموالاً طائلة أنفقت من دون جدوى على هذا القطاع، لكن مبلغ مليار دولار سيسمح لنا بالحصول على ١٢٠٠ ميغاوات، الى جانب زيادة التعرفة على المواطنين الذين سيتجاوبون مع الزيادة إذا كانت لديهم ثقة في انها ستندرج ضمن حل جذري لمعاناة الكهرباء، بدل ان يستمروا في تسديد فاتورتين، واحدة للدولة وأخرى لاصحاب المولدات الخاصة .
وخلص نظاريان الى القول : ضميري مرتاح … هذا هو الاهم بالنسبة إليّ !!