أكدت مصادر نيابية ووزارية لـ “الحياة” ان رئيس “اللقاء الديمقراطي” جنبلاط المؤيد لتعيين روكز قائداً للجيش ابلغ موقفه هذا الى زعيم “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري الذي رأى ان من المبكر الآن طرح هذا الموضوع ولا بد من التريث الى ايلول موعد انتهاء التمديد لقهوجي.
وعلمت «الحياة» أن الحريري، وإن كان لا يريد أن يكسرها مع جنبلاط، فإنه في المقابل ضد حرق المراحل وضد الربط بين قيادتي الجيش وقوى الأمن الداخلي وهذا ما تبلغه أيضاً جنبلاط من الرئيس بري.
وكشفت المصادر ان الحريري كان اعلم عون بواسطة مستشاره النائب السابق غطاس خوري بأن لا اعتراض لديه على تعيين روكز لكن الأولوية يجب ان تعطى لانتخاب رئيس للجمهورية، وذلك لسببين الأول ان الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة والثاني يعود الى انه من غير الجائز تجاوزه لأن هناك ضرورة للوقوف على رأيه في اسم قائد الجيش العتيد.
لكن مصادر أخرى سألت عون لو افترضنا انه يشغل الآن رئاسة الجمهورية فهل يوافق على تعيين قائد الجيش من وراء ظهره من دون أن يكون له رأي فيه، خصوصاً انه منصب سياسي لا إداري ولا يمكن إدراجه في سلة التعيينات الإدارية الأخرى.
كما قيل لعون ان انتخاب الرئيس يسمح بتعيين روكز من الاحتياط وان الأمر يستدعي تعديل قانون الدفاع الوطني «ولا نظن ان هناك مشكلة تمنع هذا التعديل».
ومع ان جنبلاط انطلق من ترحيبه بتعيين روكز من نظريتين الأولى ان البلد يمر في حال من الاحتقان السياسي والمذهبي ولا بد من إحداث صدمة تؤدي الى تنفيس هذه الحال فلتكن بتعيين روكز لضمان استمرارية الحكومة.
أما النظرية الثانية فتتعلق من وجهة نظر جنبلاط، بأن إرضاء عون بتعيين روكز يمكن ان يسهم في إقناع «الجنرال» بالعزوف عن الترشح لرئاسة الجمهورية. لكن ما الضمانة لأن لا يضع تعيين روكز في جيبه ويصر على الترشح آخذاً بمبدأ خذ وطالب.
وعليه، فإن عون لم يبذل جهداً ليقدم نفسه على انه رئيس توافقي الا اذا اعتقد ان حواره مع حزب «القوات اللبنانية» سيعطيه دفعاً للإصرار على ترشحه مع ان ما توافر من معلومات لـ «الحياة» يؤكد ان الحوار لم ينتج حتى الساعة الوصول الى مقاربة مشتركة حول الرئاسة وقيادة الجيش.
ويبدو ان حال عون في حواره مع «القوات» في الموضوع الرئاسي ليست أفضل من حال حواره مع «المستقبل» لأنه لم يستفد من الفرص التي أعطيت له ليقدم نفسه قادراً على ان يجمع بين اللبنانيين إلا إذا اعتقد ان علاقاته الشخصية مع بعض القيادات تغنيه عن الموقف السياسي المطلوب منه.
فـ «الجنرال» اعتبر ان إنهاء القطيعة مع «المستقبل» يشكل له المعبر للوصول الى سدة الرئاسة الأولى وكأن الموضوع الشخصي بينهما كان المانع الوحيد لدعم ترشحه وان لا مشكلة في إبقائه على تحالفه مع «حزب الله» رافضاً إعادة النظر في تموضعه السياسي، علماً انه أحجم في لقاءات عدة عن الرد على عدد من التساؤلات السياسية التي يمكن ان تسهم في تبديد ما يشوب علاقاته بقوى «١٤ آذار» من علامات استفهام تتعلق بتحالفه الوجودي مع الحزب. ومن خلاله إيران والنظام في سورية .
“الحياة”