الخبر بالصوت

وطنية – افتتح وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن قبل ظهر اليوم مباراة العلوم 2015 التي تنظمها الهيئة الوطنية للعلوم والابحاث في قصر الاونيسكو. وتستمر المباراة يومين وتعلن النتائج السبت المقبل. ويشارك فيها نحو 600 طالبا وطالبة من 140 مدرسة وثانوية وكلية ومعهد اللبنانية في مختلف المناطق اللبنانية، يقدمون مشاريع بحثية وابتكارية في مجالات العلوم والكهرباء والتكنولوجيا والكمبيوتر والطاقة والبيئة. 


وحضر رئيس المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة ممثلا وزير الثقافة روني عريجي، العميد خالد الدندشلي ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي، العقيد وديع خاطر ممثلا المدير العام للأمن العام، السكرتير الاول في السفارة الايرانية محمد حسن جاويد، ورئيس الهيئة المنظمة احمد شعلان وأعضاء لجنة التحكيم.

الحاج حسن

وبعد جولة اطلاعية على مشاريع الطلاب، ألقى الوزير الحاج حسن كلمة جاء فيها: “أتشرف كثيرا بأن أكون معكم اليوم في حفل افتتاح مباراة العلوم. واطمأنيت لأن لدينا جيلا شابا واعدا من العلماء المستقبليين الذين يقدمون أفكارا خلاقة ستتحول يوما إلى مشاريع انتاجية حقيقية. وما يثير الاعجاب أننا أمام جيل شاب يقدم بحماس وشغف أفكاره العلمية. وعلينا في المقابل أن نؤمن له كل وسائل الدعم المادي والمعني والعلمي وكل التأييد والتشجيع ليبقى حماسهم رائدا للمستقبل. لا مواد أولية لدينا، ولقد أعجزتنا السياسة عن استخراج النفط. ولكن لدينا ثروة من نوع آخر نفتخر بها وهي نعمة الهية ووطنية لا تقدر وهي الثروة البشرية. وهذه نعمة متمثلة بشبابنا وجيلنا الصاعد. وعلينا ان نعلمهم ونثقفهم وان نفتح امامهم الآفاق”.

اضاف: “لا أحد له الفضل بذلك الا الله وبعض الاهل والاساتذة، فلبنان يزخر بالطاقات العلمية في الداخل والخارج. وفي جامعاتنا وفي المجلس الوطني للبحوث العلمية وفي معهد البحوث الصناعية وفي المدارس وفي القطاعين العام والخاص لدينا الطاقات الواعدة، وغالبا ما نجد لبنانيون مبدعون في جامعات ومؤسسات بحثية وعلمية رائدة في العالم. وبينهم متميزون جدا. لا يستطيع اقتصادنا للأسف استيعاب هذا الحجم الكبير من الطاقات، فلذلك يهاجرون، كما ان الصناعة لدينا والتي هي قادرة على توظيف الطاقات العلمية لم تلق في الماضي الدعم الكافي. ويشكل البحث العلمي 1% من مجمل الناتج الملحي البالغ 50 مليار دولارن أي أنها لا تتعدى الخمسة ملايين دولار. وهذه موازنة زهيدة جدا للبحث العلمي. وهي بالكاد تغطي كلفة تحضير عشرة طلاب جامعيين لاطروحات دكتوراه في قطاعات متقدمة”.

وتابع: “لدينا الف طالب على الاقل يحضرون الدكتوراه اليوم. ويجب ان نحافظ على هذا المستوى العلمي الراقي والرفيع الى ابعد الحدود وهذا يحتاج الى ترشيد وتنسيق وتوجيه نحو اختصاصات جديدة كي لا نعاني طفرة في مجالات ونقصا في مجالات اخرى. ولقد لفتني اليوم خلال جولتي ان الطلاب ينتمون الى مدارس منتشرة في كافة المناطق اللبنانية بلا استثناء. وهذا دليل على ان العلم جمع ما فرقته السياسة. ويجب ان يجمعنا العلم الذي يخدم المجتمع والاقتصاد والبيئة والتنمية وثقافة الحياة. أهنىء المشرفين على الطلاب على الافكار المطروحة وآمل ان تتطور في المستقبل وتتحول الى مشاريع تنفيذية. وأغتنم هذه المناسبة للتأكيد على أهمية العلم والتقدم والنور وفتح الآفاق مقابل الجهل والتخلف والتدمير والتكفير والارهاب وأشكال الاقصاء كلها. فالعلم نور وهو يوحد العقول والنفوس. أما الارهاب فيجب أن يقصى فكريا، نحن في مواجهة مرحلة خطيرة على مستوى وطننا ومنطقتنا وهي تتمثل بالفكر الظلامي الذي يريد أن يعيدنا الى الجاهلية، الجاهلية الذين يريدون من خلالها وأد البنات، وتقديم فكر خاطىء عن الاسلام وقتل المسيحية”.

وقال :”هذه الجاهلية تحاول تقديم نفسها مدافعة عن الدين، لكنها في الحقيقة تستهدف كل الاديان والطوائف والمذاهب. وهي جزء من مشروع ثقافي متخلف. وأعطي مثلا عن اصدار فتوى تحرم تعليم الفيزياء والكيمياء لأنهما لا يتكلان على الله بحسب هذه الفتوى، لذلك يجب علينا أن نبقى مصرين كل الاصرار على العلم والمعرفة والنور وتعليم الكيمياء والفيزياء، وعلينا مواجهة هؤلاء الجهلة لأنهم لا يعرفون الا القتل والتدمير، والأهم هو مواجهة فكرهم الظلامي والحاقد والرجعي ومعتقداتهم القاتلة والبائسة”.

وختم مهنئا “الطلاب على مشاريعهن ونتمنى لهم كل الخير والنجاح والتفوق في المستقبل في ميادين واختصاصات الطب والعلوم والهندسة والابحاث”. 

اترك تعليقًا