الخبر بالصوت

ذكرت صحيفة “الحياة” أنه لم يعد من عائق أمام اللقاء بين رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بعد أن تبادلا التهاني هاتفياً لمناسبة حلول عيد الميلاد، ويفترض أن تتوج الاتصالات الجارية لتهيئة الأجواء لهذا اللقاء بزيارة جعجع الرابية.
واللقاء المرتقب بين الرجلين سيؤدي حتماً الى إنهاء القطيعة بالشكل، على أن يفتح مضمونُ ما سيتم التداول فيه البابَ أمام الدخول تدريجياً في مرحلة جديدة لتطبيع العلاقة بينهما، هذا إذا لم ينته الاجتماع الى تكريس الاختلاف حول انتخابات رئاسة الجمهورية، طالما أن عون ليس في وارد العزوف عن الترشح لمصلحة التفاهم على رئيس توافقي.
وفي هذا الاطار، قالت مصادر سياسية مواكِبة لتحضيرات اللقاء، إن القطبين المارونيين يتمتعان برصيد كبير من حلفائهما المسلمين، وإن أياً منهما لا يستطيع أن يوظف هذا الرصيد لضمان وصوله الى سدة الرئاسة الأولى طالما ألا موقف موحداً للسنّة والشيعة والدروز من انتخابات رئاسة الجمهورية، وبالتالي فإن تناولهما هذا الملف لن يحقق أي تقدم يذكر وسينتهي الى تكريس الاختلاف، إلا إذا كان عون يراهن على أن حليفه «حزب الله» في حواره مع «تيار المستقبل» سينجح في إقناعه بتبني ترشحه للرئاسة.
ولفتت المصادر نفسها الى أن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي يبارك أي لقاء يجمع بين هذا القطب الماروني أو ذاك بعد أن ضاق ذرعاً بتصاعد الاختلاف بينهما، وهو لذلك قرر أن يكون في موقع «المراقب» لما سيتوصل إليه عون وجعجع.
وفي هذا السياق سأل الراعي، كما تنقل عنه المصادر: “هناك من يقول إنني ضد انتخاب عون رئيساً للجمهورية وأنا قلت لهؤلاء أنا أؤيده، لكن عليه أن يتوجه الى البرلمان لإقناع من بيدهم القرار بانتخابه، لأن من يحصل على تأييد أكثرية النواب سيفوز في نهاية المطاف”.
وأكد الراعي أيضاً أن ما يهمه هو الانتهاء من الشغور في رئاسة الجمهورية، وقال: “كنت بادرت الى دعوة الأقطاب الموارنة إلى اللقاء، لكن هناك صعوبة في أن نجمعهم تحت سقـف واحد للاتفاق على مرشح للرئاسة، لذلك دعونا الجميع الى النزول إلى البرلمان لتأمين النصاب لانتخاب الرئيس، لأن من غير الجائز أن يجتمع النــواب للتمديد لأنفسهم ولا يجتمعوا لانتخاب الرئيس”.
ولفتت المصادر، نقلاً عن جهات ديبلوماسية غربية تتواصل مع عون، الى أنه يعيش في حال إنكار كاملة ولا يعترف بالواقع ولا يرغب في أن يسمع من أحد أن إخراج رئاسة الجمهورية من المأزق يستدعي من الأطراف أن يبادروا الى تقديم تسهيلات لمصلحة الاتفاق على رئيس توافقي.
وقالت إن عون كان سمع كلاماً في هذا الشأن من أطراف عديدين، بعضهم حلفاء له، لكنه اغتاظ من نصيحة أحدهم له بأن يكون أحد أقوى الناخبين في رئاسة الجمهورية، خصوصاً على خانة أولئك الذين يجري التعامل معهم على أنهم من صــناع الرئيس الجديد.
وكشفت المصادر عينها عن أن عون بدأ يستسهل تذليل العقبات التي ما زالت تمنع وصوله الى رئاسة الجمهورية، ونقلت عنه قوله لأحد السفراء إن جعجع موجود حالياً في المملكة العربية السعودية وهو يعقد حالياً محادثات مع كبار المسؤولين فيها، “وآمل بأن يتمكنوا من إقناعه بالوقوف الى جانبي لضمان انتخابي رئيساً للجمهورية”.
ولم تستبعد أن يكون عون بدأ يفكر بأن يطرح على جعجع عندما سيلتقيه عرضاً يقضي بأن يسهل الأخير انتخابه بالانسحاب من المعركة الرئاسية مقابل أن يؤمِّن له كل الدعم في الانتخابات الرئاسية فور انتهاء ولايته.
كما أن المصادر تستغرب كيف أن عون «ينقز» من حركة الموفدين الغربيين الى بيروت، خصوصاً الذين يقولون في العلن إن تجاوز المأزق الرئاسي لن يكون إلا بالاتفاق على رئيس توافقي.
لذلك، فإن اللقاء المرتقب بين عون وجعجع سينتهي الى تكريس المصالحة الشخصية بينهما مع احتفاظ كل منهما بموقعه في الضفتين السياسيتين المتخاصمتين من دون أن يغادره الى منتصف الطريق للقاء الآخر .
“الحياة”

اترك تعليقًا