الخبر بالصوت

أثار الكلام المتكرر في بعض وسائل الإعلام على حوار بين مرشحي قوى ١٤ و ٨ آذار لرئاسة الجمهورية الدكتور سمير جعجع والجنرال ميشال عون لغطاً في دوائر سياسية انطلقت من هذه المعلومات غير الدقيقة لتبني افتراضات وتكهنات ابعد من الواقع.
حقيقة الأمر على ما بيّنت معلومات متقاطعة لموقع “النهار” أن لا موفدين يجولون بين عون وجعجع، ولا عروض ملموسة لجدول أعمال أو اتفاق. جلّ ما في الأمر أن شخصيات من رجال أعمال ورجال دين وسياسيين، الوزير السابق وديع الخازن على سبيل المثال، ارتأوا متفرقين وبمبادرة منهم محاولة التوسط بين الرجلين، لعل اجتماعهما يمكن ان يؤدي إلى إخراج موقع رئاسة الجمهورية من الفراغ ومن مأزق عدم القدرة على تأمين نصاب الثلثين في مجلس النواب لانتخاب رئيس.
عرض هؤلاء الوسطاء خدماتهم على الجانبين ونُقل عنهم أن هناك خطوط تقاطع عند أكثر من نقطة بين معراب والرابية وخطوط تباعد أيضا، مما يسمح ببدء البحث في حلول لنقاط الإختلاف ولا ضرر في ذلك، ولكن من غير أن يعني ذلك التفاؤل باحتمال التوصل إلى تفاهم “قواتي” – “عوني” على موضوع الرئاسة. ففي المعلومات أن النائب الجنرال عون لا يزال يرفض فكرة التنازل لمرشح ثالث ويصرّ على أن تكون المنافسة والخيارات محصورة بينه وبين الدكتور جعجع مما يطرح إشكاليات حتى في فريق قوى ٨ آذار الذي ينتمي إليه، إذ تشير المعلومات إلى أن أقطاباً مؤثرين فيه لا يقبلون بشرط إجراء “إنتخابات محصورة” لأنها تتناقض مع الديموقراطية كما مع الحسابات السياسية لهؤلاء الأطراف.
وتوضح مصادر المعلومات أن الجنرال عون يطلب تعهدات لا تتحمل أي لبس أو غموض بألا يكون للكتل النيابية أي مرشح سواه وجعجع، وألا تصوّت إلا لأحدهما مهما تكررت دورات الإنتخاب، وذلك كي يقبل بالمشاركة وتكتله وحلفاءه في توفير النصاب لجلسة الإنتخاب، الأمر الذي يستحيل على الوسطاء تأمينه.
أما حزب “القوات” فعلى النقيض لا يتوقف عند هذه النقطة ويردّ على الشرط العوني بدعوة النواب المقاطعين إلى تأمين نصاب الجلسة على قاعدة أن تصويت الكتل الكبرى سيفرز مرشحين رئيسيين اثنين، ودورة تلو أخرى تنتهي العملية الإنتخابية بفوز مرشح بالرئاسة. أما السعي إلى منع الكتل النيابية من ترشيح من تريد والتصويت له وفقا لقواعد الديمقراطية فليس وارداً بالنسبة إلى “القوات”. يقول هنا أحد نوابها :” فلينتخب الدكتور جعجع من يريد ولا ينتخبه من يريد. لا يحق لنا ولا لغيرنا فرض مرشح وحيد على الآخرين، ولا مرشحين اثنين أيضاً.
“النهار”

اترك تعليقًا