لا تزال منطقة بتدعي ودير الاحمر تحت هول المجزرة التي وقعت نهاية الاسبوع وذهب ضحيتها صبحي فخري وزوجته نديمة وجرح ابنهما روميو بسبب اعتداء مسلّحين من آل جعفر فارّين من وجه العدالة على حرمة منزلهم في بتدعي في ابشع صورة تعكس الامن المتفلّت الذي يتحكّم بمنطقة البقاع الشمالي منذ عقود من دون اي رادع.
وفيما ينتظر اهالي المنطقة القاء القبض على المجرمين وسوقهم الى العدالة، وفي ما يُشبه الضغط على المجرمين لتسليم انفسهم، عقدت عشائر وعائلات بعلبك الهرمل لقاء في منزل ياسين علي حمد جعفر، في حضور رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، دانت فيه جريمة بتدعي واعلنت تبروءها من الفاعلين، ورفع الغطاء عن المطلوبين من آل جعفر وسواهم من العائلات الاخرى.
وطالبت في بيان الدولة والقوى الأمنية “بالضرب بيد من حديد، وملاحقة المجرمين وسوقهم الى العدالة، خصوصا الرهان على الجيش باعتباره المؤسسة الوحيدة التي ما زالت تقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين. ليضع حداً للتجاوزات والفوضى، وبالتالي منع الجريمة قبل وقوعها”.
واعتبر المجتمعون ان “التعدي على عائلة المرحوم صبحي فخري هو تعد على كل فرد من ابناء المنطقة”، وشددوا على ان “ليس لهذه الحادثة اي بعد طائفي او سياسي”، ودعوا الأهالي الى “التضامن والى وحدة الموقف تجاه اي جريمة مشابهة تقع على اي فرد”.
واعلن المجتمعون عن “تشكيل وفد سيزور غداً اهالي دير الأحمر وبتدعي والوقوف الى جانبهم وتعزية عائلة فخري”.
من جهته، اوضح عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب وليد سكرية لـ”المركزية” اننا “ناشدنا قائد الجيش العماد جان قهوجي توقيف المجرمين بأي طريقة وجلبهم امام العدالة لوضع حدّ لهم ولغيرهم من المجرمين الذين يعبثون بأمن المنطقة”، مؤكدتً ان “الجيش حازم في توقيفهم.”
وتابع “من ارتكب هذه الجريمة مجرمون مطاردون من قبل الدولة صدرت في حقهم عشرات مذكرات التوقيف في جرائم عدة، ولا احد يُغطّيهم لا من عشيرة آل جعفر ولا من الطائفة الشيعية، هم ضد الامن في منطقة بعلبك الهرمل”، واعلن ان “لا غطاء سياسياً لهؤلاء المجرمين”، وسأل “بماذا يستفيد “حزب الله” من هؤلاء المجرمين؟ وما هي مصلحته في تغطيتهم؟ على العكس هم يربكونه في الداخل بينما هو يُحارب الارهابيين في جرود عرسال.”
واذ تمنى على الدولة ان “تُلقي القبض عليهم بدل ان يقوم “حزب الله” بذلك فيفتعل مشكلة عشائرية”، اكد اننا “مع الدولة لتطبيق القانون.”
ووجّه سكرية رسالة الى ابناء بتدعي قال فيها “مُصيبتكم مصيبتنا، والشهيدان صبحي فخري وزوجته نديمة ليسوا شهداء بتدعي فقط وانما البقاع وكل لبنان، وهؤلاء المجرمون العابثون بامن منطقة بعلبك الهرمل لا غطاء سياسيا لهم”، ودعا الى “عدم استغلال هذه الجريمة سياسياً وطائفياً لان هؤلاء المجرمين يعبثون بأمن مدينة بعلبك ايضاً، والاهالي ضاقوا ذرعاً بتصرّفاتهم، وهم معروفون بالهوية وبأماكن سكنهم”.
وفي هذا السياق، اكد رئيس اتحاد بلديات دير الأحمر ميلاد العاقوري ان الوضع في دير الأحمر مرتاح وكل شيء على ما يرام لأن تطمينات قوية طغت على الوضع منذ الامس، خصوصا من قبل قائد الجيش جان قهوجي الذي اكد ان القضية لم تقف وسيلاحق الجناة”.
وقال في تصريح “اذا اراد الجيش ملاحقة المطلوبين فلن يكون لديهم اي ملاذ آمن”، مطالباً “برفع الغطاء السياسي والأمني عنهم، فالحزب السياسي الذي “يمون” على المنطقة معروف، وهذه المجموعة محمية لاسباب ما وهناك معايير لسلطة الامر الواقع”، لافتاً الى ان “اسماء الجناة، اصبحت مع القوى الامنية وبيان آل جعفر اعتبرناه بمثابة اخبار للدولة اللبنانية وذلك لانه مُناف للواقع والحقيقة وفيه اعتراف بالجريمة”.
وختم العاقوري “منطقة دير الاحمر ليست لقمة سائغة ونحن تركنا الامر للدولة والجيش، وفي حال لم يتم القبض على الفاعلين فلكل حادث حديث، ونشدد على ان تبعد الدولة عنا هذه الكأس المرّة، واذا لم تتدخل الدولة فعلى العشائر والاحزاب ان تساعد الدولة لكي تأخذ دورها.”
“وكالة الأنباء المركزية”