يتميّز مهرجان بيروت الدولي للسينما هذه السنة، بتنوّع الأفلام المشاركة وحضور عدد كبير من الممثلين والمخرجين العالميين. فعلى رغم نقل موقعه من «Cinemacity» أسواق بيروت إلى صالات عرض «أبراج» في اللحظة الأخيرة، لم يتأثر المستوى العالي الذي يميّز النسخة الـ14 للمهرجان.
وفي المؤتمر الصحافي الذي عُقد في فندق «لو غراي»، أعلنت مديرة المهرجان كوليت نوفل مفاجأتين، الأولى حضور النجمة جولييت بينوش افتتاح المهرجان، والثانية جعل حلقات الحوار، الندوات والدروس مع المخرجين والممثلين العالميين مجّانية للجميع. وقد أكّدت أنّه بفضل مصرف «سوسييتيه جنرال»، سيتمكّن الراغبون بالمشاركة في هذه النقاشات مجاناً.
وفي حديث خاص لـ«الجمهورية» شدّدت نوفل على الأهمية الثقافية للمهرجان في بيروت، فقالت: «عندما يرى الإنسان أفلاماً غير تجاريّة، يتعلّم كثيراً من ثقافات أخرى، ويدفعه هذا الأمر إلى الانفتاح الذي كلّما ارتفعت نسبة تقبّل الآخرين والتقدّم في الحياة».
وعن اكتساب المهرجان صفة عالمية أشارت نوفل إلى أنّ «الوضع الأمني في لبنان يمنع المهرجانات الثقافية من الانفتاح والتوسّع، لتصل إلى مستويات المهرجانات السينمائية العالمية مثل «كان» والبندقية، لكنّ هدف مهرجان بيروت ليس أن يصبح كهذه المهرجانات، فمهرجان البندقية هو سوق للأفلام وليس مهرجاناً، فيتكلّف المنتجون لإحضار النجوم إلى السجادة الحمراء، لتسويق الأفلام».
وأوضحت: «هدف مهرجان بيروت عرض أفلام جميلة لكي يتمكّن اللبناني من مشاهدتها، وجذب مخرجين وممثلين عالميين إلى لبنان فيتشجّع اللبناني للمشاركة». وأضافت: «إنها ثقافة جميلة للبنان أن يكون لديه مهرجان سينمائي لا يبغي الربح، وأن يستقطب ممثلين ومخرجين عالميين في صالات عرضه.
وبيع التذاكر في المهرجان يعود إلى صالات السينما، فلجنة المهرجان لا تملك أيّ مدخول غير الرعاة. وقد بذلنا جهوداً جبارة على مدى 17 عاماً لكي نصل إلى هذا المستوى بسبب قلّة التمويل. وقد استطعنا إيصال المهرجان إلى مستوى عالٍ على الصعيد المحلّي، من خلال الرعاة الذين يدعموننا ويموّلون المهرجان».
أما عمّا أثير عَن نقل مكان المهرجان من صالات عرض «أبراج»، فأوضحت: «الجمهور انتقد إجراء المهرجان في «أبراج» دائماً، لذلك ارتأينا تغيير مكانه وإجرائه في «Cinemacity» – أسواق بيروت، لكن للأسف لم ننجح في ذلك، لأنّه طُلبَ منّا دفع مبلغ 20 ألف دولار أميركي مُقابل استئجار صالات العرض. لذلك فإنّ المهرجان سيُنظّم في «أبراج».
تنطلق إذاً في الأوّل من تشرين الأول المقبل في صالات سينما «ابراج» في فرن الشباك، الدورة الرابعة عشرة لمهرجان بيروت الدولي للسينما، وسيعرض في افتتاح المهرجان فيلم «سيلز ماريا» للمخرج الفرنسي أوليفييه اساياس، مع جولييت بينوش وكيرستن ستيوارت وكلوي فرايس موريتز، على أن يكون الختام في 9 تشرين الأوّل بفيلم «الرجل المطلوب» A Most Wanted Man لأنطون كوربيجن، مع النجم الراحل فيليب سيمور هوفمان وراشيل ماك ادامز وهومايون إرشادي وروبن رايت وغريغوري دوبريجين.
وشددت مديرة المهرجان كوليت نوفل في المؤتمر الصحافي على أنّ «السمعة المتنامية للمهرجان» مكّنته من الفوز بالعرض الأول في الشرق الأوسط والولايات المتحدة لفيلم «سيلز ماريا»، الذي كان أحد أبرز الأفلام التي نافست على السعفة الذهبيّة لمهرجان «كان» الفرنسي هذه السنة.
وأوضحت نوفل في المؤتمر الصحافي الذي شاركت فيه رئيسة المهرجان أليس إده، وممثلة مصرف «سوسييتيه جنرال» مديرة الإستراتيجية والتسويق فيه نهى ابو سعد، أنّ الأفلام الـ78 التي يتضمّنها برنامج المهرجان، تتوزّع على مسابقة الأفلام الشرق أوسطيّة بفئاتها الثلاث، وستّ فئات خارج هذه المسابقات.
مسابقة الأفلام الشرقية
وتعود هذه السنة مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الروائية بعد غياب سنتين، إضافة إلى مسابقتَي الأفلام الشرق أوسطية القصيرة والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية. أما الفئات الأخرى فهي «البانوراما الدولية»، و»جبهة الرفض» التي تضم فئتين فرعيتين هما «الساحة العامة» و«أفلام الغذاء والبيئة»، إضافة إلى فئة أفلام حقوق الإنسان «هيومن رايتس ووتش»، وقسم استعاديّ لأفلام المخرج الإيطالي روبرتو روسيليني وفقرة «ضوء على أعمال مخرج» التي تُخَصَّص لأفلام المخرج الإيرلندي والناقد السينمائي مارك كازنز.
وأشارت نوفل إلى أنّ لجنة التحكيم ستكون برئاسة الممثلة والمنتجة الفرنسية جولي غاييه. وتضُمّ اللجنة أليسيا وستون التي تولت ولا تزال مسؤوليّات بارزة في عدد من المهرجانات السينمائيّة الدولية، والرئيس التنفيذي لشركة Protagonist Pictures مايك غودريدج، والممثل الإيراني همايون إرشادي، الذي يؤدّي دوراً في فيلم الإختتام A Most Wanted Man، والإعلاميّة وكاتبة ومنقّحة السيناريوات اللبنانية جويل توما.
وأضافت: «هذه السنة، يُعزّز المهرجان صيغته المألوفة، ويعيد صوغ مفهومه ليرتكز أكثر فأكثر إلى محاور ثلاثة: حرية التعبير وحقوق الإنسان والبيئة». وأردفت أنّ «المهرجان، بفئاته كافة، ومن خلال استحداثه فئة جبهة الرفض، وكذلك من خلال فئة حقوق الإنسان التي تستمر للسنة الثالثة على التوالي، يُتيح للمنتجين والمخرجين في المنطقة التعبير عن أنفسهم بأكبر قدر من الحرّية، بلا قيود، في كلّ المواضيع، السياسية منها والإجتماعيّة والثقافيّة».
تشكيلة غنية
ولفتت نوفل إلى أنّ «المهرجان يُقدّم هذه السنة أيضاً تشكيلة غنية من الأفلام العالية المستوى التي برزت في المهرجانات الدولية ونالت جوائز أو نافست عليها». وأضافت: «نوفر للجمهور اللبناني مشاهدة هذه الأعمال الرائعة التي لا يُعرض معظمها في الصالات التجارية».
من جهتها، أكّدت ممثّلة «سوسييتيه جنرال» نهى أبو سعد «التزام المصرف دعم النشاطات الثقافية والفنية، ومنها مهرجان بيروت الدولي للسينما، إيماناً منه بأنّها تُساهم في التنمية الاجتماعيّة».