الخبر بالصوت

فبركت القوى السياسية «كذبة» الانتخابات بكل موجباتها، وصدّقتها. فتكدست طلبات الترشيح على طاولة وزارة الداخلية وكأن الانتخابات حاصلة فعلاً، وكأنّ صفقة المقايضة بين التمديد والتشريع لا تجري فصولها على مرأى ومسمع من الجميع.
لوائح شبه مكتملة بحالمين بتجديد ولايتهم، أو طامحين بصعود قطار النيابة، تنتظر الجوجلة النهائية لأصحاب الأمر والنهي، قبل الوقوف على حلبة صناديق الاقتراع.. إذا ما جرت السفن عكس ما تشتهيه رياح رغبات السياسيين.
في المحصلة الأولى للترشيحات، يتبيّن أنّ:
– ميشال عون نأى بنفسه عن معمودية الأسماء، ولم يلزم يديه بغربلة رزمة طلبات الترشيح الموضوعة على طاولته منذ أكثر من عام. فترك المبادرة لأصحاب الأحلام السعيدة كي تطرق باب وزارة الداخلية، ولكن من دون أن تستحصل من جنرال الرابية على «إيصال الترشح» البرتقالي.
وهكذا طاف كوب الترشيحات في العديد من مناطق نفوذ «التيار». كسروان على سبيل المثال، سجلت تخمة أسماء برتقالية. في حين أنّ التخبط التنظيمي لـ«التيار البرتقالي» لم يمنع مرشحي «جيل عون»، كما أطلق عليه انطوان نصر الله، من الوقوف في صفّ الترشيحات، ليكونوا «خميرة» السلّة العونية، وعلى أمل الانضمام إلى رفاقهم الذين سبقوهم إلى البرلمان. ومن بين هؤلاء نصر الله، زياد عبس، جورج عطالله، ورمزي كنج.
إلى ذلك، لا يبدو أنّ الاشتباك الانتخابي بين الرئيس نبيه بري وميشال عون في دائرة جزين، قد دفن، حيث ترافق النائب السابق سمير عازار ونجله ابراهيم إلى وزارة الداخلية لتسجيل ترشيحهما.. لعل وعسى.
في المقابل، فإنّ الجنرال ترك المقعد الكاثوليكي في قرى صيدا للنائب ميشال موسى الذي فاز بالتزكية.
– حافظ وليد جنبلاط على رزمة نوابه المسيحيين ضمن «اللقاء الديموقراطي»، كما تركت الأحزاب الثلاثة «الشريكة» معه، أي «الكتائب» و«القوات» و«الأحرار»، الأسماء ذاتها في الشوف وعاليه.
– استخدمت «القوات» لغة الحبلين لتلعب على وتر الترشحيات، فقدمت لائحة رسمية عبّرت فيها عن شهيتها المفتوحة لقضم مقاعد هي من ضحايا القانون الانتخابي، على حساب «الكتائب» أو مسيحيي «المستقبل»، فيما تسللت لائحة أخرى غير رسمية لمرشحين يدورون في فلكها.
ومع ذلك بدت معظم ترشيحات معراب غير استفزازية، في العديد من دوائر التماس مع حلفائها «الكتائب»، (باستثاء المقعد الماروني في طرابلس)».
ولكن في المقابل لم تتوان عن توجيه رسائل فاقعة لـ«تيار المستقبل». إذ ضمت باقة مرشحيها، مرشحاً عن أحد المقعدين الأرثوذكسيين في عكار، إلى جانب ثلاثة أسماء مسيحية عن دائرة بيروت الثالثة التي يضعها «التيار الأزرق» في جيبه.
– مناطقياً، يمكن تسجيل الملاحظات الآتية:
– في المتن الشمالي، سجّل انسحاب النائبين ادغار معلوف وسليم سلهب، بينما كانت المفاجأة في ترشيح شربل نحاس عن المقعد الكاثوليكي، حيث يتنافس ثلاثة «عونيين» من أبناء طائفته على «وراثة» مقعد معلوف.
كما يتنافس ثلاثة آخرون أرثوذكس على مقعدي المتن. كانت المفارقة في ترشيح العميد السابق فؤاد الأشقر عن المقعد الماروني.
أما في مقلب «14 آذار»، فقد تركت «القوات» الحلبة لسامي الجميل واكتفت بترشيح ادي أبي اللمع رسمياً، بينما لا يزال ميشال المر هو مرشح ما تبقى من «امبراطورية آل المر».
– كسروان: ترك منصورالبون باب الاحتمالات مفتوحاً ، فقدم أوراق زوجته سليفانا قبل أوراقه، تاركاً وراءه سيلاً من التكهنات حول أسباب هذه الخطوة لرجل معروف عنه أنّه يضيء إشارة اليمين ثم يتجه إلى اليسار.
في المقابل، تركت «القوات» ورقة مي شدياق مستورة بين يديها، مكتفية بترشيح شوقي الدكاش رسميا، بينما حسم «الكتائب» معركته الداخلية لمصلحة شاكر سلامة.
في جبيل، نأت «القوات» بنفسها عن ترشيح حزبي وتركت الساحة لفارس سعيد، فيما تمكن طنوس قرداحي الكتائبي من فرض ترشيحه على قيادته. فيما لا توحي خريطة الترشيحات البرتقالية بتغييرات جذرية.
في بعبدا، لا يزال الثلاثي «البرتقالي»، ألان عون وحكمت ديب وناجي غاريوس، ولكن ترايسي شمعون دخلت على الخط أيضا.
في الأشرفية، مع أنّ «القوات» تتصرف على أن ترشيح عماد واكيم عن المقعد الأرثوذكسي محسوم، إلا أنّ ذلك لم يمنع نايلة تويني من الترشح من جديد. وقد تمدد اخطبوط الترشيحات الآذارية إلى المقاعد الأرمنية، حيث سمّت «القوات» ريشارد كيومجيان للمقعد الكاثوليكي، وسمى «الكتائب» البير كوستانيان للمقعد الأرثوذكسي.
في زحلة، اكتفت «القوات» بترشيحين رسميين هما طوني أبو خاطر عن المقعد الكاثوليكي وشانت جنجيان عن المقعد الأرمني، وتركت سليم وردة على مقاعد الاحتياط، فيما أعاد «الكتائب» ايلي ماروني إلى موقعه، وسمت معه رولان خزاقة للمقعد الكاثوليكي.
أما في الجهة المقابلة، فتناثرت الترشيحات يمنة ويسرة: ايلي سكاف، نقولا فتوش، سليم عون، سليم جريصاتي، غابي ليون، وغيرهم…
في البترون، تراجع سامر سعاده عن ترشيحه مفضّلاً البقاء في طرابلس، لكن حزبه ترك لـ«القوات» شوكة، عبر ترشيح ميشال خوري.
في المقابل، فإنّ الترشيحات سحبت فتيل التوتر بين الجناحين المسيحيين في «8 آذار»، فانحصرت بين جبران باسيل ووضاح الشاعر.
الكورة: أبقى «المردة» على فايز غصن مرشحاً له، بينما لا تزال السلّة تفيض بالأسماء الموزعة بين «العونيين» والقوميين.
في زغرتا، صار طوني فرنجية مشروع نائب جدي بعدما ضم ترشيحه إلى ترشيحي النائبين الحاليين اسطفان الدويهي وسليم كرم، فيما احترم «التيار الوطني الحر» خصوصية القضاء وتركه لـ«البيك».
في بشري، اختارت «القوات» أن تضحي بإيلي كيروز.

اترك تعليقًا