الخبر بالصوت
الانتداب الفرنسي على لبنان (١٩٢٠-١٩٤٣) هي فترة حكم فرنسا للبنان التي نتجت عن الحرب العالمية الأولى وسقوط الامبراطورية العثمانية وبحسب تقسيمات اتفاقية “سايكس – بيكو” والتي تم تأييدها لاحقا بقرارات من عصبة الأمم التي صدرت عام ١٩٢٠ والتي أجازت نظام الانتداب على المناطق العثمانية المتفككة بحجة المساعدة في إنشاء مؤسسات للدول الجديدة. وفي ذلك الزمن، كانت متصرفية جبل لبنان مقاطعة عثمانية مستقلة عن بقية الولايات. فقام الفرنسيين بضم عدد من المدن الساحلية، جبل عامل، سهل البقاع والسهول الشمالية لتتوسع المتصرفية وتصبح ما اطلق عليه الجنرال غورو دولة لبنان الكبير .
بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وأعلان دولة لبنان الكبير جرى احتفال في اليوم الأول من ايلول في قصر الصنوبر في بيروت، حضره المفوض السامي الجنرال غورو والبطريرك الياس حويك ومفتي بيروت الشيخ مصطفى نجا وإميل إده وحبيب باشا السعد، وبحضور شخصيات لبنانية مسيحية وإسلامية وفرنسية وعدد من أعيان البلاد، فأعيدت الى لبنان أقضيته التي كانت بنظر المؤرخين قد سلخت منه وهي : بعلبك ومعلقة زحلة وراشيا وحاصبيا. وكان قد صدر في ٣١ آب ١٩٢٠ قرار حمل الرقم ٣١٨ عن الجنرال غورو، يحدد فيه حدود لبنان الكبير وجاء فيه :
إن فخامة الجنرال غورو القومسير العالي للجمهورية الفرنساوية في سورية وكيليكيا وقائد جيش الشرق العام، بناء على مرسوم رئيس الجمهورية التركية المؤرخ في ٨ تشرين الأول ١٩١٩ ، وبما أن فرنسا لم تقصد بمجيئها إلى سورية إلا تمكين أهالي سوريا ولبنان من تحقيق أصدق أمانيهم من حرية واستقلال. وبما أنه يقتضي لتلك الغاية أن تعاد إلى لبنان حدوده الطبيعية كما عينها ممثلوه وأجمعت عليها رغبات عموم أهاليه.
وبما أن لبنان الكبير بحدوده الطبيعية يتمكن كحكومة مستقلة من السير بمساعدة فرنسا على الخطة التي رسمتها لنفسها بما يوافق مصالحه السياسية والاقتصادية. فقد قرر ما يأتي :
المادة الأولى :
تشكلت حكومة باسم دولة لبنان الكبير تشتمل:
أولاً : على منطقة لبنان الإدارية الحالية.
ثانياً : على أقضية بعلبك ومعلقة زحلة وراشيا وحاصبيا وفقاً للأوامر الصادرة في القرار عدد ٢٩٩ المؤرخ في ٣ آب ١٩٢٠ .
ثالثاً : من أراضي ولاية بيروت المفصلة في ما يأتي :
– سنجق صيدا خلا ما ألحق منه بفلسطين بحسب الاتفاقات الدولية .
– سنجق بيروت .
– قسم من سنجق طرابلس يشتمل على أراضي قضاء عكار الواقعة جنوبي النهر الكبير وقضاء طرابلس مع (منطقتي الضنية والمنية)، وقسم من قضاء حصن الأكراد الواقع جنوبي حدود لبنان الكبير المعينة في المادة الثانية من هذا القرار .
المادة الثانية : إن حدود دولة لبنان الكبير هي كما يأتي، بقطع النظر عن التعديلات الجزئية التي قد يقتضي وضعها للحدود في ما بعد :
شمالاً : من مصب النهر الكبير على خط يرافق مجرى النهر الى نقطة اجتماعه في وادي خالد الصاب فيه على علو جسر القمر .
شرقاً : خط القمة الفاصل بين وادي خالد ووادي نهر العاصي .
جنوباً : حدود فلسطين كما هي معينة في الاتفاقات الدولية .
وغرباً : البحر المتوسط .
وتمثل علم الدولة في دمج علمي فرنسا ولبنان معاً. ووصفت الدولة الجديدة باسم لبنان الكبير على أساس ضمّ إليه ولاية بيروت مع أقضيتها وتوابعها (صيدا وصور ومرجعيون وطرابلس وعكار) والبقاع مع أقضيته الأربعة (بعلبك والبقاع وراشيا وحاصبيا)، فاتسعت مساحته من ٣٥٠٠ كلم مربع إلى ١٠٤٥٢ كلم مربع، وازداد سكانه من ٤١٤ ألف نسمة إلى ٦٢٨ ألفاً .
وجرى الأعلان عن انشاء دولة لبنان الكبير، وذلك بعد توسيع متصرفية جبل لبنان وضم الأقضية الأربعة إليها وهي : حاصبيا ــ راشيا ــ بعلبك ــ معلقة زحلة . وولاية بيروت وملحقاتها وتقسيم هذه الدولة إلى أربع متصرفيات ومدينتين ممتازتين :
– متصرفية لبنان الشمالي ومركزها زغرتا .
– متصرفية جبل لبنان ومركزها بعبدا .
– متصرفية البقاع ومركزها زحلة .
– متصرفية لبنان الجنوبي ومركزها صيدا .
– مدينة بيروت الممتازة .
– مدينة طرابلس الممتازة .
ومنذ عام ١٩٢٠ بعد تأسيسه مر لبنان بمرحلتين مهمتين هما مرحلة الانتداب الفرنسي: (١٩٢٠ – ١٩٤٣) ثم مرحلة الاستقلال (١٩٤٣ – ١٩٧٥) حيث أصبح لبنان يوم الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني عام ١٩٤٣ دولة مستقلة ذات سيادة، رغم استمرار بقاء الفرنسيين حتى يوم الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول عام ١٩٤٦ حينما خرج آخر جندي فرنسي من أرض لبنان. فكان مسلمو دولة لبنان الكبير قد رفضوا في أكثريتهم، الدولة والكيان الوطني اللبناني عند نشوئه لثلاثة أسباب، منها أن الدولة الجديدة جعلت منهم أقلية، وهم الذين كانوا جزءاً من الأكثرية المسلمة الحاكمة في العهد العثماني، ولأن أمنيتهم، بعد الانسلاخ عن السلطنة العثمانية، كانت الانضمام إلى دولة عربية، برئاسة الأمير فيصل،
تضم سوريا الكبرى أي سوريا الحالية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق، وكانوا يرفضون الانتداب الفرنسي على اعتبار أنه حكم دولة أوروبية أجنبية. وكان من أبرز رجالات وزعماء المسلمين في تلك الفترة عبد الحميد كرامي. ولم تعترف الحركة الوطنية السورية وممثلوها في لبنان من الزعماء السياسيين المسلمين، بالكيان اللبناني. وفي المفاوضات بين الحكومة الفرنسية والحركة الوطنية السورية في مطلع الثلاثينات، اشترطت فرنسا أن تسلم الحركة الوطنية السورية بالكيان اللبناني لقاء توقيع معاهدة تعترف فيها فرنسا باستقلال سوريا ولبنان. ولقد قبل ممثلو الحركة الوطنية هذا الشرط الأمر الذي أحدث تصدعاً في صفوف السياسيين المسلمين الوحدويين في لبنان وفي هذا السياق تداول المعارضين لإعلان دولة لبنان الكبير مثل “التِّركي ولا بكركي” بكركي هي مقر البطريركية المارونية. حين أراد الموارنة إقامة دولة لبنان الكبير، ظهر هذا المَثل عند العديد من الطوائف الأخرى، رفضاً منهم للدولة ذات الغلبة المارونية وتفضيلهم الحكم العثماني – التركي عليها وراح بعضهم يتلبنن مثل خير الدين الأحدب والبعض الآخر يبحث عن صيغة للتوفيق بين ولائه القومي العربي، وبين اعترافه بالكيان اللبناني مثل رياض الصلح، وبشارة الخوري. ومن عام ١٩٣٠ إلى عام ١٩٤٣، راحت صيغة رياض الصلح – بشارة الخوري وغيرهما من طلاب الاستقلال ــ تتبلور، إلى أن تحولت إلى ما سمي بالميثاق الوطني اللبناني، وهو يقوم على المعادلة الآتية: من أجل بلوغ الاستقلال، على المسيحيين أن يتنازلوا عن مطلب حماية فرنسا لهم، وأن يتنازل المسلمون عن طلب الانضمام إلى الداخل السوري ــ العربي، وكان التقارب الماروني السني عاملاً اساسياً في الاستقرار، في حين اعتبرت الطائفة الشيعية التي كانت في طور نشوئها وتوسعها في لبنان ومن خلال أحد أعيانها صبري بك حمادة أنها ممثلة من خلال عبد الحميد كرامي وباقي زعماء السنة وأنها بالنهاية طائفة لبنانية ضمن الطائفة الاسلامية الكبرى. فبعد صراع سياسي طائفي اتحد المسيحيون والمسلمين اللبنانيون معا فيما عرف بالميثاق الوطني اللبناني وأعلنوا استقلال لبنان تحت اسم الجمهورية اللبنانية. وأعلن عن استقلال لبنان عام ١٩٤٣ وانسحبت القوات الفرنسية كليا بحلول ١٧ نيسان ١٩٤٦ (وهذا التاريخ يسمى عيد الجلاء في لبنان وسوريا احتفاءً بجلاء آخر جندي استعماري عن البلاد) . هذا ما يردده كثيرون من المفكرين ورجال السياسة خلال حديثهم عن الظروف التاريخية والأحداث والتي أدت الى ولادة لبنان الكبير في ٣١ آب ١٩٢٠ . ويأتي هذا التحقيق بعد مرور ٩٣ عاماً على أعلان دولة لبنان والمخاوف ما زالت قائمة حول مصير هذا الكيان الذي كان السباق دوماً في حمل رسالة العروبة والثقافة، وفي الدفاع عن القضايا الانسانية والعربية وفي طليعتها قضية فلسطين .
تضم سوريا الكبرى أي سوريا الحالية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق، وكانوا يرفضون الانتداب الفرنسي على اعتبار أنه حكم دولة أوروبية أجنبية. وكان من أبرز رجالات وزعماء المسلمين في تلك الفترة عبد الحميد كرامي. ولم تعترف الحركة الوطنية السورية وممثلوها في لبنان من الزعماء السياسيين المسلمين، بالكيان اللبناني. وفي المفاوضات بين الحكومة الفرنسية والحركة الوطنية السورية في مطلع الثلاثينات، اشترطت فرنسا أن تسلم الحركة الوطنية السورية بالكيان اللبناني لقاء توقيع معاهدة تعترف فيها فرنسا باستقلال سوريا ولبنان. ولقد قبل ممثلو الحركة الوطنية هذا الشرط الأمر الذي أحدث تصدعاً في صفوف السياسيين المسلمين الوحدويين في لبنان وفي هذا السياق تداول المعارضين لإعلان دولة لبنان الكبير مثل “التِّركي ولا بكركي” بكركي هي مقر البطريركية المارونية. حين أراد الموارنة إقامة دولة لبنان الكبير، ظهر هذا المَثل عند العديد من الطوائف الأخرى، رفضاً منهم للدولة ذات الغلبة المارونية وتفضيلهم الحكم العثماني – التركي عليها وراح بعضهم يتلبنن مثل خير الدين الأحدب والبعض الآخر يبحث عن صيغة للتوفيق بين ولائه القومي العربي، وبين اعترافه بالكيان اللبناني مثل رياض الصلح، وبشارة الخوري. ومن عام ١٩٣٠ إلى عام ١٩٤٣، راحت صيغة رياض الصلح – بشارة الخوري وغيرهما من طلاب الاستقلال ــ تتبلور، إلى أن تحولت إلى ما سمي بالميثاق الوطني اللبناني، وهو يقوم على المعادلة الآتية: من أجل بلوغ الاستقلال، على المسيحيين أن يتنازلوا عن مطلب حماية فرنسا لهم، وأن يتنازل المسلمون عن طلب الانضمام إلى الداخل السوري ــ العربي، وكان التقارب الماروني السني عاملاً اساسياً في الاستقرار، في حين اعتبرت الطائفة الشيعية التي كانت في طور نشوئها وتوسعها في لبنان ومن خلال أحد أعيانها صبري بك حمادة أنها ممثلة من خلال عبد الحميد كرامي وباقي زعماء السنة وأنها بالنهاية طائفة لبنانية ضمن الطائفة الاسلامية الكبرى. فبعد صراع سياسي طائفي اتحد المسيحيون والمسلمين اللبنانيون معا فيما عرف بالميثاق الوطني اللبناني وأعلنوا استقلال لبنان تحت اسم الجمهورية اللبنانية. وأعلن عن استقلال لبنان عام ١٩٤٣ وانسحبت القوات الفرنسية كليا بحلول ١٧ نيسان ١٩٤٦ (وهذا التاريخ يسمى عيد الجلاء في لبنان وسوريا احتفاءً بجلاء آخر جندي استعماري عن البلاد) . هذا ما يردده كثيرون من المفكرين ورجال السياسة خلال حديثهم عن الظروف التاريخية والأحداث والتي أدت الى ولادة لبنان الكبير في ٣١ آب ١٩٢٠ . ويأتي هذا التحقيق بعد مرور ٩٣ عاماً على أعلان دولة لبنان والمخاوف ما زالت قائمة حول مصير هذا الكيان الذي كان السباق دوماً في حمل رسالة العروبة والثقافة، وفي الدفاع عن القضايا الانسانية والعربية وفي طليعتها قضية فلسطين .
قضية الحفاظ على ١٠٤٥٢ كلم مقدس مستمرة لأنو هيدا حلم كل لبناني حرّ و ليس سطفةً أن الإعلام أخذ صفة السلطة الرابعة فهدفها التواصل مع المسؤولين و المعنيّن لذا تواصلوا معنا على مدار الساعة لفقرة #صرخة_قبل_النشرة لإصال صرختكم عبر “أم.أل” من خلال الوبسيت و صفاحتنا على شبكة التواصل الإجتماعي و هذه الفقرة تنشر في تمام الثامنة إلاّ عشرة مساءّ MLlebanonnews.wordpress.com