الخبر بالصوت

 كانت النشرة الإخباريّة الموحدة عن غزة خطوة نادرة للإعلام اللبناني، إلا أنّها لاقت الحجم نفسه تقريباً من المديح والانتقاد. ستتوحد المحطات التلفزيونيّة من جديد، ولكن هذه المرة من أجل الجيش اللبناني.

يمكن القول إنّ التعاون بين التلفزيونات اللبنانيّة في الفترة الأخيرة بلغ مرتبةً غير مسبوقة. اتفق ممثلو المحطات اللبنانيّة على “تهميش كل الأصوات المسيئة أو المشكّكة بالمؤسسة العسكرية”، وشكلوا لجاناً من كل وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة، للاتفاق على الوسائل الكفيلة بدعم الجيش. اثمرت النقاشات توافقاً على تخصيص المؤسسة العسكرية بنشرة إخبارية مسائية موحّدة، إلا أنّها ستختلف عن سابقتها الغزّية.

الموعد هو 11 آب، أي يوم الإثنين المقبل. النشرة التي ستبدأ في تمام الساعة الثامنة مساءً، لن تكتفي بجمع الإعلام المرئي، بل ستوحّد خطاب أقطاب المشهد السياسي المحلي. نجح المنظمون بإقناع سياسيي الصف الأوّل اللبناني بالمشاركة في المشروع المرتقب عبر رسالة مسجلة (3 دقائق) يوجهها كلّ منهم تأكيداً لدعم الجيش ومساندته لصد المؤامرات التكفيرية.

بداية، سيكون الكلام لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، يليه رئيس الحكومة تمام سلام، ورئيس حزب الكتائب أمين الجمّيل، ثم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، فرئيس تكتل “التغيير والإصلاح” ميشال عون، قبل أن يحين دور رئيس “جبهة النضال الوطني” وليد جنبلاط. بعدها، يطل رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، ثم الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، على أن يكون الختام مع رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع.

وبعد انتهاء كلّ زعيم من رسالته، يسلّم الهواء لزميله الذي سيليه على خلاف ما حصل في المرّة السابقة، حيث راح المذيعون يتبادلون الأدوار تباعاً. هذه المرّة، لن تتوحّد النشرة على كل المحطات، إذ ستكون المقدّمة موحّدة فقط، فيما سيتولّى مذيع كل شاشة قراءتها، لتتوحّد الصورة مع ظهور الأقطاب السياسيين.

إذاً، حُسمت الخطوط الرئيسة للحدث الإخباري المنتظر لجهة المضمون، وتبقى بعض التفاصيل المتعلقة بالشكل والأمور التقنيّة.
صحيح أنّ المعركة العرسالية ذهبت في طريق التسوية، لكنّ الحرب مع الإرهاب لم تنته لأنّ خطره ما زال يلاحق المؤسسة العسكرية والشعب بأكمله. وهو ما دفع بالمحطات اللبنانية نحو المضي قدماً في مشروعها الذي سيجمع الزعماء اللبنانيين، ولو شكليّاً، على كلمة واحدة خلف جيش الوطن. 

“أم.تي.في”

اترك تعليقًا