أيها اللبنانيون، أهلي في طرابلس
تشكل الانتخابات النيابية محطة أساسية في مسار العمل البرلماني الذي يتميز به لبنان. وفي هذه المرحلة الدقيقة التي يعيشها وطننا ، تنظر الغالبية الساحقة من اللبنانيين الى هذا الاستحقاق، بكونه معبرا ضروريا لنقل لبنان من مرحلة الى أخرى وتجديد الحياة السياسية على نحو متقدم.
من هذا المنطلق، وإحتراما لرأي شريحة واسعة من اللبنانيين تطالب بالتغيير، والتزاما بأحكام الدستور والقوانين، وتجاوبا مع رغبة اصدقاء لبنان وأشقائه، تعهدت حكومتنا بإجراء الإنتخابات في موعدها في الخامس عشر من أيار المقبل واتمامها بكُل نزاهة وشفافية وتوفير السُبل كافة لنجاحها.
وقبل ساعات من موعد إقفال باب الترشح فانني أجدد دعوتي لجميع الراغبين بخوض هذا الاستحقاق الى التقدّم بترشيحاتهم، ولتكن المنافسة الفعلية في هذا الاطار على ما يلبي طموحات اللبنانيين في التغيير الحقيقي، والبرامج الانقاذية ، وليس على نبش الاحقاد وتأجيج الخلافات والانقسامات والعودة الى الاصطفافات السياسية التي لا طائل منها. ولقد اثبتت التجارب الماضية،ان لا أحد يمكنه الغاء أحد، وأن هذا البلد لا يحكم الا بالشراكة بين جميع أبنائه، مهما إختلفت اراؤهم وتباينت توجهاتهم.
وفي هذا السياق أيضا اتوجه بنداء الى جميع اللبنانيين وادعوهم الى الاقبال على الاقتراع،لأن التغيير الحقيقي المنشود يبدأ في صناديق الاقتراع، وليس فقط في التعبير عن الرأي عبر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الساحات.
كل ورقة إنتخابية توضع في الصندوق قادرة على إحداث التغيير المنشود. وهذا النداء أتوجه به الى جميع اللبنانيين، وبشكل خاص الى اهلي في طرابلس،وأدعوهم الى المشاركة في الانتخابات، إذ لا يجوز التلكوء عن القيام بهذا الواجب الوطني، لاي سبب كان.
والى أهلي في طرابلس تحديدا أقول:ما يجمعنا هي العائلة والاخوة الصادقة والقواسم المستركة وتاريخ من القيم والمبادئ، وما يربطنا مشوار عمر ومحبة وتضامن وأخوّة سبق العمل السياسي وسيستمر باذن الله.
ستبقى طرابلس في قلبنا ووجداننا، إينما حللنا،وفي اي موقع نحن فيه، نحمل همّها ووجعها وفرحها، ونعمل على بلسمة جراحها بعزم وسعادة بكل الامكانات المتاحة.
ولأنني أؤمن بحتمية التغيير وبضرورة افساح المجال أمام الجيل الجديد، ليقول كلمته ويحدد خياراته، عبر الاستحقاق النيابي المقبل،
وانطلاقا من قناعتي بأن يكون المسؤول مجردا بالكامل من أي مصلحة،لا سيما في هذا الاستحقاق الديموقراطي الذي نحن مقبلون عليه،
ولأن تجربة الحكومة التي ترأستها عام ٢٠٠٥ قدمت نموذجا في الفصل بين ادارة الانتخابات وعدم الترشح، واستطعنا من خلالها نقل البلد من ضفة الى اخرى في أصعب مرحلة ، وكان هذا الخيار موضع تقدير محلي وخارجي،
لهذه الاسباب أعلن عزوفي عن الترشح للانتخابات النيابية، متمنيا التوفيق للجميع، وسأدعم جهود من يختارهم الناس واتعاون مع الجميع لما فيه المصلحة العامة.
وفي هذا المناسبة أجدد التأكيد أننا مستمرون بالعمل حكوميا لمعالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية، قدر ما تسمح الامكانات، ووضع بلدنا على سكة التعافي بمساعدة ودعم جميع اصدقاء لبنان وأشقائه، وبالتعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة.
وفي هذه المناسبة إجدد دعوة الجميع الى التعاون مع الحكومة لتمرير هذه المرحلة الصعبة على وطننا وأهلنا.
والى اللبنانيين الصابرين أقول” نحن نعمل بكل ما اوتينا لتكون المرحلة الصعبة التي تسبق بدء التعافي قصيرة، وكلنا أمل وثقة بأن ما نقوم به سيوصل المعالجات الى سكة الحل قريبا باذن الله.