بعد سلسلة اتّصالات وبالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين ورجل أعمال لبناني والسفارة اللبنانية في رومانيا، وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت الدفعة الاولى من لبنانيي أوكرانيا، آتين من بوخارست، والذين يبلغ عددهم 40 شخصاً تقريباً. وكانت قد أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في وقت سابق بالتنسيق مع الهيئة العليا للإغاثة أنّه سيتمّ إجلاء اللبنانيين العالقين في أوكرانيا منذ الخميس الماضي بعدما أعلن الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين الحرب على أوكرانيا، في ظلّ ظروف اقتصاديّة ومعيشيّة صعبّة مرّوا بها، ناهيك عن الخطر الداهم الذي كان يهدّد حياتهم ممّا دفعهم إلى طلب النجدة من الدولة اللبنانية.
وأفاد بعض من الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا بأنّهم “عانوا من صعوبات عدّة قبل الوصول إلى الوطن في وقت كانت معظم أساسيات الحياة مقطوعة عنهم لا سيّما في العاصمة كييف”.
وقال أحد الطلاب العائد حديثاً إلى لبنان لـ”النهار” إنّه “لا يُصدّق حتّى اللحظة وصوله إلى الوطن بعد رحلة المعاناة والخوف في كييف”، مضيفاً “كلّ ما أخبركم به لا يُعادل لحظة واحدة من التواجد هناك تحت القصف والصواريخ”.
وأشار طالب آخر إلى أنّهم “قضوا 3 أيّام على الطريق نتيجة اشتداد القصف واضطرارهم إلى التنقل بصورة دائمة للوصول إلى برّ الأمان”، لافتاً إلى أن “رجل أعمال لبنانيّ هو من تكفل بإعادة الطلاب إلى وطنهم”.
في السياق، أوضح طالب ثالث أنّ “الرحلة لم تكن سهلة على الإطلاق، بل كانت أشبه بالمرّ والعذاب، في حين تعرّض العديد إلى فقدان وعيهم، ومشاكل صحيّة أخرى نتيجة الخوف والتنقل لمسافات طويلة دون طعام أحياناً”، مؤكّداً أن “الدولة اللبنانية لم تقدّم أيّ تسهيلات للطلاب في هذا الإطار”.
إلى ذلك، استقبل الأهالي أولادهم بالورود والدموع بعد أيّام طويلة من الخوف وانقطاع الاتّصالات.