ألقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، اليوم الإثنين، كلمة قال فيها: “التشويش والتجارة في موضوع الأحزاب ومفهوم العمل الحزبي بسبب وجود خنفشاريين ووصوليين ومتنطحين وفوضويين يظهرون في الازمات، ونراهم اليوم في كل المناطق من بيروت الى بشري، يسوقون لفكرة ان كل الاحزاب “ما بتسوا”، متجاهلين انه على الأقل يوجد حزب واحد لا ينتمي الى المجموعة التي “ما بتسوا” وهو حزب القوات اللبنانية”
ورأى جعجع أنَّ، “الكلام بهذا الاسلوب ينم اما عن جهل مطلق ام عن سوء نية، وهذا على الأغلب، ويعود ذلك لأنهم اما من الطامحين او المتنطحين”
وأضاف، “فواحدة من مشاكلنا في المجتمع هي التنطح بهدف الرغبة لتحمل مسؤولية لا مقومات لديهم اصلا لاستلامها، لم ينجحوا بالوصول اليها على خلفية تواجد احزاب كبيرة، فاستغلوا الوضع الذي يمر به لبنان والتي تتحمل نتيجته بعض الاحزاب لتحميل المسؤولية الى كل الاحزاب عن سابق تصور وتصميم، محاولين بذلك ازاحة الاحزاب وايجاد مكان لهم على الساحة السياسية”
وتابع، “الى جانب الطامحين والمتنطحين، هناك ايضا من يرغب بمهاجمة طرف او حزب معين ولكن خوفا من اتهامه بأنه مع الطرف الآخر يلجأ الى مهاجمة الجميع، ناهيك ان هناك فئة تسعى للشعبوية وبالتالي هذا المنطق يؤذي الشعب اللبناني اكثر من المنظومة الحاكمة في البلد”
وإذ أسف أن “الحملة التي شنت على الأحزاب تحت راية “كلن يعني كلن”، ضربت مبدأ اساسيا في المجتمع وهو العمل الحزبي”
وشدّد جعجع على أنَّ، “ما من مجتمع ينجح بالنهوض من دون الأحزاب، فالعمل السياسي في كل المجتمعات المتحضرة قائم عليها وذلك امر طبيعي باعتبار ان الاحزاب هي مدارس وجامعات السياسة”
وأشار إلى أنَّ، “السياسة مسار تحتاج الى تدريب أكبر بكثير من المهن الاخرى، ولا يقوم بهذا التدريب الا الاحزاب التي تحتاجها المجتمعات لخوض غمار السياسة فهي تضم مناصرين ومؤيدين ومحازبين، من مختلف شرائح المجتمع ومن كل المناطق، تطلع على مشاكلهم وهمومهم كما على حاجات مناطقهم فتقوم فرق عمل فيها بدراسات حول هذه المشاكل بهدف ايجاد حلول لها ووضع تصور لكيفية معالجتها، وهكذا يحضر الفرد للشأن العام”
وقال: “الامر الذي ينطبق على حزب القوات اللبنانية المتواجد في كل المناطق ويعيش مشاكل شرائحها كافة ويتابع همومها”
وجاء كلام جعجع خلال تكريم النقيب طانيوس عبود، “كان نقيبا في مرحلة صعبة، وتوقع مساعدة أكبر من وزراء ونواب القوات ولكن “العين بصيرة واليد قصيرة” والعمل داخل الحكومة صعب جدا خصوصا إذا كانوا اقلية فيها”
وأضاف: “ملف الكهرباء خير دليل على ذلك، فالقوات اللبنانية منذ عام 2016 حاولت استدراك ما حصل في هذا الملف لكنها لم تفلح رغم كل الدراسات التي عمل عليها نوابها ووزراؤها”
وتابع: “نخوض الانتخابات النيابية كي ننجح بتحقيق امور أكبر وأكثر في السنوات المقبلة. اذ ان النتيجة التي وصل اليها اللبنانيون اليوم سببها خيارهم في الانتخابات عام 2018، بمنح الثنائي الشيعي والمقربين منه أكثر من 40 نائبا والتيار الوطني الحر 27 نائبا اي اكثرية المجلس النيابي”
ونوه بمصلحة المعالجين الفيزيائيين في “القوات”، معتبرا انها، “من المصالح المثالية من ناحية تداول السلطات، فمنذ تأسيسها اتبع اعضاؤها هذا الموضوع وبات تقليدا متبعا حتى اليوم”