الانشغال بالموازنة وما رافق اقرارها من تجاذبات سياسية لم يحجب الاهتمام بما نقله الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل عاموس هوكشتاين من مقترحات جديدة لمعاودة هذه المفاوضات لعلها تتوصل الى اتفاق، أمهل الجانب اللبناني 4 الى 6 اسابيع للرد عليها ضاغطاً على لبنان لكي يقبل بها من باب حاجته القصوى للاستفادة سريعا من ثروته الغازية للخروج من الانهيار الذي يعيشه.
وقالت اوساط مطلعة لـ«الجمهورية» انّ «ما عرضه هوكشتاين اكثر من خط هوف ولكنه أقل من ان يَفي لبنان حقه». واشارت الى انه أوحى بتحذير ضمني وديبلوماسي من خلال القول «أنّ عليكم القبول بهذا العرض لأنه قد يكون آخر فرصة والوقت يضيق، وانتم في حاجة إليه لأنّ من شأنه تخفيف وطأة الازمة التي ترزحون تحتها».
وعلمت «الجمهورية» ان المسؤولين لم يكشفوا كل اوراق لبنان امام الوسيط الاميركي، ورفضوا خط هوف وكذلك الاستثمار المشترك او التشارك مع اسرائيل في الحقول، بحيت تكون له حقوقه المستقلة ولا يتشارك فيها مع اسرائيل او اي شراكات يمكن شركات ان تعمل عليها.
وفي الوقت الذي غادر هوكشتاين بيروت متوجّهاً الى جهة مجهولة بالنسبة الى المسؤولين اللبنانيين الذين لم يسألوه عن وجهته المقبلة، ترددت معلومات عن انه قصد اسرائيل لإجراء مشاورات لساعات قليلة فيها قبل أن يغادرها الى واشنطن حيث لديه التزامات عدة مرتبطة بمعالجة مجموعة الإشكاليات التي تسببت بها المفاوضات المتعثرة لجهة تزويد الدول الأوروبية الغاز الروسي الناجمة من تداعيات ازمة اوكرانيا والمخاوف من اي عمل عسكري روسي يستهدفها ويمكن ان يؤدي الى تعليق إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا في حال اضطرت أوروبا الى فرض عقوبات على موسكو.
إقتراحات جديدة
وقالت مراجع سياسية وديبلوماسية لـ«الجمهورية» ان كثافة الاتصالات واللقاءات التي عقدها هوكشتاين في بيروت أوحَت بأن لديه كماً من السيناريوهات التي يمكن ان تؤدي الى استئناف المفاوضات اللبنانية – الاسرائيلية غير المباشرة في الناقورة بعد التفاهم على الخطوط العريضة للحدود المحتملة لأقتسام المناطق المتنازع عليها في المنطقة بعيداً مما هو متداول به من خطوط.
وفي التفاصيل استنتجت المراجع المعنية ان الجديد في مهمة هوكشتاين انتهاء البحث بعد اليوم بما كان يسمّى بـ»خط هوف» ومنطقة الـ«860 كلم» التي كان النقاش قائما حول اقتسامها بين لبنان واسرائيل. ونقل المفاوضات الى منطقة وضعت «الخط 23» في مقدمة البحث مع احتمال أن تتوسع حصة لبنان باتجاه المنطقة الفاصلة عن الخط 29 المقترح من الجانب اللبناني بـ«نتوءات» محددة تواكب التثبّت من حدود ما يسمّى حقل «قانا» من الجانب اللبناني و«كاريش» من الجانب الاسرائيلي من دون ان يشير الى هذين الحقلين بالتحديد، وهو ما يؤدي الى البحث في خطوط متعرجة من ضمن منطقة الـ 1430 كيلومترا الجديدة التي يحدثها الترسيم الجديد.
لقاءات شاملة
وعلى هذه الخلفيات كشفت المصادر لـ«الجمهورية» ان لقاءات عدة عقدها هوكشتاين مع عدد من المسؤولين من دون الإضاءة عليها. فهو الى جانب اللقاءات المعلن عنها مع رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة التقى وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ووزير الطاقة وليد فياض وتناول طعام العشاء على مائدة الوزير السابق الياس بوصعب المكلف من رئيس الجمهورية ملف المفاوضات تمهيداً للقاء الذي سيجمعه في اليوم التالي مع رئيس الجمهورية.
والى جانب لقاءاته مع قائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم التقى هوكشتاين المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا في اعتبارها من الأطراف المعنية بالمفاوضات التي تستضيفها قيادة قوات «اليونيفيل» في مقرها في الناقورة، وأطلعها على مجموعة الصيغ المقترحة وما يستلزم التوصّل الى تفاهم لاستئناف المفاوضات المجمدة منذ مطلع أيار من العام الماضي بنحو ناتاتصل بنا