لامست الثلوج السواحل ليلا وتكللت قمم الجبال بالابيض بدء من ارتفاع 500 متر، ما ادى الى قطع الطرق كافة وعزل القرى الجبلية، وسط نداءات تحذيرية متتالية وجهتها البلديات للمواطنين لالتزام منازلهم، فيما تعمل الاليات بشكل متواصل على فتح الطرق المقطوعة.
وتحاول جرافات وزارة الاشغال وإتحاد بلديات جرد القيطع وبلدية فنيدق منذ ساعات الصباح الاولى، العمل على فتح الطريق العام من بلدة حرار حتى نبع فنيدق، ولكن الطقس العاصف وتساقط الثلوج بغزارة حال دون بقائها مفتوحة إلا للسيارات الرباعية الدفع وبصعوبة. من جهته ناشد رئيس إتحاد بلديات جرد القيطع المواطنين “عدم التحرك والخروج من المنازل إلا للحالات البالغة الضرورة، ولا سيما أن المتساقطات مستمرة حتى مساء اليوم حسب تقارير الارصاد الجوية”.
وفي مرجعيون، تساقطت الثلوج بدء من ارتفاع 650 مترا، مع تدن في درجات الحرارة التي وصلت إلى ما دون الصفر، مما ادى الى اقفال المدارس والمؤسسات، وتشكل الجليد على الطرق وشل الحركة. وقد عانى الاهالي من انقطاع الكهرباء وتقنين ساعات الاشتراك ما زاد الوضع صعوبة خصوصا لناحية شح مادة المازوت.
هذا وقد باشرت الفرق الفنية التابعة لبلدية زحلة- معلقة وتعنايل منذ الصباح بفتح الطرق الرئيسية وإزالة الأضرار التي ألحقتها العاصفة بالمنشآت والأشجار، في حين تعمل الجرافات على تسهيل حركة المرور على الطرق التي تصل الى المستشفيات، على ان تكون الأولوية في المرحلة الحالية أيضا للطرق والاحياء التي تسببت فيها العاصفة بأضرار في شبكة الكهرباء. وستجول جرافات البلدية تباعا في مختلف الطرق، تسهيلا لخروج المواطنين من منازلهم عند الحاجة، مع تأكيد ضرورة الابتعاد عن كل النشاطات التي يمكن أن تعرضهم وتعرض السلامة العامة للخطر.
أما في عكار، فلامس الثلج الـ 500 متر وقطع الطرق ابتداء من ارتفاع 800 متر. وعلى محور البرج – عكار العتيقة قطعت الطريق بدءا من بلدة الدورة، وافاد مركز الدفاع المدني ان الطرق الرئيسية والفرعية مقطوعة وحركة السير متوقفة في عكار العتيقة، خصوصا طريق الحفة – القموعة طريق عكار العتيقة القبيات، طريق عكار العتيقة الشقدوف العالي، واشار الى ان الهطولات الغزيرة جدا حالت دون تسيير الاليات التابعة للبلدية وللمركز. وقد التزم المواطنون منازلهم منذ مساء امس ولم تسجل اية حادثة تذكر.
من جهته، حذر رئيس اتحاد بلديات الجومة المحامي روني الحاج في بيان المواطنين في المنطقة من “سلوك الطرق الجبلية بسبب تراكم الثلوج وتكون طبقات من الجليد، الامر الذي يعرض سالكي الطرق الجبلية لخطر الانزلاق وانقطاع سياراتهم وتعريض حياتهم للخطر”، لافتا الى أن “عناصر الشرطة في الجومة على جهوزية تامة لانقاذهم ويمكن الاتصال على الخط الساخن 70297031 “.
كذلك، لامست الثلوج صباحا وادي الحاصباني على ارتفاع 500 متر، بعدما كانت قد غطت مرتفعات شويا وعين قنيا وكفرحمام وحاصبيا، فيما تراوحت سماكتها بين المتر ونصف المتر في المرتفعات الغربية لجبل الشيخ، و55 سنتمترا في شبعا، و22 سنتمترا في كفرشوبا، و55 سنتمترا في جنعم، وباتت الطرق التي تربط حاصبيا بشبعا وكفرشوبا وعين عطا وشويا مقطوعة.
كما غطت الثلوج مواقع للقوة الهندية العاملة ضمن “اليونيفيل” في مرتفعات شبعا وجبل سدانة وتلال كفرشوبا، وعزلت مواقع جيش الإحتلال الإسرائيلي في الطرف الشمالي والشرقي لمزارع شبعا المحتلة، بخاصة مواقع المرصد، الفوار، نشبة المقبلة ومراح الملول، وتعمل جرافات وزارة الأشغال منذ يوم امس على فتح الطرق الرئيسية وجرافات البلديات تعمل على فتح الطرق الفرعية لتسهيل حركة المواطنين وللحالات الطارئة والضرورية.
كذلك، غطت الثلوج في الضنية المناطق، ولامست المناطق الساحلية على ارتفاع 300 متر، وقطعت الطرق الجبلية كافة بدءا من ارتفاع 700 متر، وتعذر على السيارات غير المجهزة سلوك الطرق الجبلية المرتفعة، وسط نداءات وجهت إلى الأهالي بعدم الخروج من منازلهم والتوجه صوب المناطق الجبيلة إلا عند الضرورة.
كما قطعت الطريق المؤدية إلى مستشفى سير الضنية الحكومي في بلدة عاصون، الذي يقع على ارتفاع نحو 950 مترا، ما تسبب بعزله عن محيطه، قبل أن تقوم ورش الدفاع المدني والبلديات واتحاد بلديات الضنية ووزارة الأشغال بإعادة فتح الطرق.
من جهتها، عملت الورش منذ ساعات الصباح بالتعاون مع ورش البلديات في المناطق على إعادة فتح معظم الطرق الجبلية الرئيسية في المنطقة على الرغم من صعوبة المهمة، واستمرار تساقط الثلوج الذي كان يعيد قطع الطرق.
وتسبب الطقس العاصف وتدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في أغلب بلدات وقرى الضنية الى إغلاق المدارس والمعاهد والروضات الرسمية والخاصة في المنطقة، أبوابها.
كما أرخت العاصفة بثقلها على قرى المتن الأعلى وبلداته، وشكلت خلية الأزمة منذ أيام لمنع الثلوج من قطع الطرق والإمدادات الحيوية عن السكان. فالنداء الاستباقي الذي أطلقه النائب هادي ابو الحسن منذ أيام بالتعاون مع وكالة داخلية المتن في الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس اتحاد بلديات المتن الاعلى مروان صالحة ورؤساء البلديات لاقى نتائجه بتحرك سريع لرفع الأضرار. وخلال الليل، لم تتوقف الجهود في متابعة شؤون الأهالي، حيث تم التواصل مع الدفاع المدني والصليب الاحمر لنقل بعض الحالات الطارئة الى المستشفيات، وعملت بعض الجرافات على فتح الطرق الرئيسية. وصباحا انطلق عمل الجرافة التي أرسلت لفتح طريق مستشفى الجبل والخطوط الرئيسية لتسهيل أمور المواطنين. وقد تسببت العاصفة بأضرار عدة في أعمدة وخطوط الكهرباء ما ادى الى انقطاعها، في حين وصلت سماكة الثلوج في بعض القرى الجبلية الى 80 سنتمترا، كما ألحقت اضرارا جسيمة في الأشجار وبخاصة الصنوبر التي تعتبر مورد رزق عدد كبير من اهالي منطقة المتن الاعلى، إضافة إلى انقطاع الكهرباء.
وفي بعلبك، تجاوزت سماكة الثلوج المتر في القرى الجبلية على سفوح السلسلة الغربية، وزادت عن الـ 50 سنتمترا على تخوم المرتفعات الشرقية المطلة على السهل. واكتست أعمدة هياكل بعلبك وقلعتها بوشاح أبيض، وباشرت منذ ساعات الصباح الباكر جرافات البلدية بفتح الطرق الرئيسية والساحات، والطرق المؤدية إلى تلال عمشكه والعسيرة، فيما تولت جرافة تابعة للدفاع المدني جرف الثلوج ضمن الأحياء السكنية الداخلية، بإشراف المدير الإقليمي بلال رعد.
كما عزلت الثلوج معظم القرى المرتفعة في القضاء وبخاصة عيناتا، اليمونة، بتدعي، المشيتية، البليقة، بشوات، دار الواسعة، الخريبة، حام، معربون، طفيل، يحفوفا وجنتا. وباشرت جرافات وزارة الأشغال العامة والبلديات والاتحادات البلدية بفتح الطرق الرئيسية والداخلية.
وتوقع رئيس بلدية اليمونة طلال شريف أن “يؤدي عمل الجرافات المتواصل منذ الصباح إلى فتح الطرق المؤدية إلى البلدة بعد ظهر اليوم، لأن سماكة الثلوج في بعض النسافات تجاوزت المترين، وهناك صعوبة في العمل”.
وزاد من أزمة العاصفة الثلجية التي ألحقت أضرارا كبيرة في الأشجار والمزروعات الشتوية والبيوت البلاستيكية، انقطاع التيار الكهربائي، وندرة مازوت التدفئة، وغلاء أسعاره في حال توفره في بعض المحطات، حيث وصل سعر الصفيحة، التي تؤمن تدفئة المنزل لمدة يومين، إلى نحو 17 دولارا، بما يتجاوز قدرة غالبية الناس على تأمين كلفة التدفئة، ولجأ كثر إلى الاستعانة بما تيسر لحماية أطفالهم من البرد القارس.
اما في الشوف، فتسببت العاصفة الثلجية بقطع اوصال البلدات الجبلية وعزلها عن بعضها، بعدما وصلت الى قياسات كبيرة وسيطرة سماكات متفاوتة من الثلج، تراوحت بين 10 سنتمترا مثلا في دير القمر واكثر في بيت الدين وصولا الى بعقلين نحو 20 سنتمترا وكفرنبرخ نحو 35 سنتمترا، اما في معاصر الشوف فقد وصلت الى نحو 80 سنتمترا ومثلها الباروك ومرستي وعين زحلتا.
وشهدت المنطقة ليلا عاصفا ومثلجا بكثافة، مترافقا مع برق ورعد تدنت معه درجات الحرارة، الامر الذي تسبب ايضا بخسائر في المزروعات والاشجار المثمرة لا سيما الزيتون والصنوبر، كما تضررت الخيم الزراعية والبلاستيكية، وسط شلل شبه كامل للمنطقة وتعطل مؤسساتها ومرافقها باستثناء الصيدليات والافران والسوبرماركت. وقد عملت الاليات والجرافات على محاولة فتح الطرق الرئيسية.
وفي قرى راشيا والبقاع الغربي وبلداتهما، بلغت سماكة الثلوج في الاماكن التي يزيد ارتفاعها عن الـ 1200 متر نحو متر و20 سنتمترا لا سيما في راشيا دير العشاير وينطا وحلوى وكفرقوق وعين عطا ولبايا وعين التينة وميذون، وفي البلدات التي يتراوح ارتفاعها بين الـ 800 متر والـ 1000 متر تجاوزت سماكة الثلوج الـ 80 سنتمترا.
وتعمل جرافات وزارة الاشغال والجيش والبلديات على فتح الطرق الرئيسية في ظل انعدام لحركة السيارات، والتزام المواطنين منازلهم.
ووضع الوزير السابق حسن مراد سيارات وجرافات فوج الثلوج التابعة لـ “حزب الاتحاد” بتصرف البلديات واخرى للتدخل في الحالات الطارئة، كما عملت سيارات الصليب الاحمر والهيئة الصحية الاسلامية وكشافة الرسالة الاسلامية على فتح الطرق بالتعاون مع البلديات في قرى جنوب سد القرعون من سحمر وصولا الى قليا وبين مشغرة وميذون.
اما طريق عين زبدة صغبين عيتنيت فسالكة ايضا للسيارات المجهزة. وباتت طرق المرج جب جنين وصولا الى القرعون سالكة بصعوبة، كذلك طريق المصنع راشيا مرورا بالصويري والمنارة اما طريق عين عطا شبعا فمقفلة.
ولم تسجل خلال العاصفة حوادث تذكر، ما عدا تضرر اشجار الزيتون واللوزيات بشكل بالغ تحت تأثير الرياح وكثافة الثلوج.
وكانت العاصفة في صيدا قد اشتدت ليلا فهطلت امطار غزيرة تخللتها زخات من حبات البرد التي غطت ليلا عدد من الشوارع وسط تدن غير مسبوق في درجات الحرارة. وشلت حركة الملاحة في مرفأ صيدا منذ نحو ثلاثة ايام مانعة دخول البواخر وخروجها بسبب ارتفاع الموج، اما تلك الموجودة في حرم المرفأ فاستأنفت اعمال تحميل او تفريغ حمولتها ومن المتوقع اليوم عند الثانية ظهرا خروج باخرتين من حرم المرفأ بعد هدوء العاصفة نسبيا.
هذه الحال انسحبت ايضا على حركة الصيد البحري حيث مددت العاصفة عطلة الصيادين الذين لازموا منازلهم، وتفقدوا شباكهم منتظرين هدوء العاصفة للابحار من جديد. ولوحظ في ظل الجو الشديد البرودة، لجوء عدد كبير من العائلات الصيداوية الى اعتماد اساليب بدائية للتدفئة كالعودة الى موقد النار والسبب الازمة الاقتصادية الخانقة التي انعكست ارتفاعا كبيرا في اسعار مواد التدفئة.
وعملت عناصر الدفاع المدني على إزالة شجرة كبيرة سقطت صباح اليوم وسط الطريق العام في بلدة غوسطا، وأدت إلى قطع حركة السير وسقوط أسلاك كهرباء عمود إنارة إلى جانب الطريق، كما عملت على إزالة شجرة كبيرة سقطت جراء كثافة تساقط الثلوج وسط طريق عام بلدة حراجل.
ومع بداية تحسن الطقس، بدأت فرق فنية تابعة لكل من بلدية الهرمل، والشربين، الكواخ، سهلات الماء وفيسان العمل على إعادة فتح الطرق الجبلية التي أقفلت بفعل تراكم الثلوج كل ضمن نطاق بلديته، علما ان طرق الهرمل المرتبطة بمحافظة عكار ومحافظة الشمال ما زالت مقفلة.
كذلك، وصلت العاصفة إلى قرى وبلدات قضاء بنت جبيل ليلا ولم يبلغ عن أية أضرار أو صعوبات.