أوضح وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عبدالله بو حبيب أن” علاقات تاريخية وثيقة تعود الى القرن التاسع عشر وما قبل تجمع النمسا بلبنان، إذ ساهمت النمسا آنذاك في نشأة المتصرفية أو لبنان الصغير النظام شبه المستقل في جبل لبنان”.
وأضاف خلال لقائه وزير خارجية النمسا ألكسندر شالنبرغ، على رأس وفد، للبحث في الاوضاع والتطورات على الساحتين الداخلية والاقليمية وكيفية دعم لبنان، أنني “أغتنم اليوم هذه الفرصة لأؤكد لكم هذه الروابط التاريخية هي في تطور دائم وتتمثل في دعم النمسا المستمر للبنان لا سيما المساعدات للشعب اللبناني إثر انفجار مرفأ بيروت وموقفها الداعم لأمن واستقرار لبنان من خلال مشاركتها في قوة الامم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان”.
وتابع عبدالله، “أؤكد لكم حرصي على العمل سوياً من أجل المزيد لتوطيد علاقات التعاون الثنائي بين بلدينا لما فيه خير ومصلحة شعبينا الصديقين”. ولفت إلى أن “لبنان ينتظر وصول الغاز المصري والنفط من الاردن عبر سوريا، ومن المتوقع التوصل الى اتفاق على اثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ونأمل ان يكون الاتفاق في نهاية شباط المقبل”.
من جهته، قال الوزير شالنبرغ إنني “أقدر لبنان وطريقة عيشه وأحترم أهله، ولكن هذه المرة أتيت إلى لبنان ومشاعري مختلطة لأنني شعرت بالألم حيال لبنان من الناحية الاقتصادية ولما يتكبده هذا الشعب والمؤسسات في لبنان وكيف تستمر، وما يؤلمني كثيراً هو مغادرة الكثير من اللبنانيين لبلدهم”.
وأضاف إنني “أدرك تماماً أن لبنان يحمل حملاً ثقيلاً، فمن جهة لديه اللاجئون السوريون وتعرفون أن عددهم كبير، والنمسا ساهمت بمبلغ 5 ملايين يورو دفعناها من خلال الصندوق الائتماني الاوروبي، ونحن من أكبر المساهمين في هذا الصندوق. وتعرفون أن النمسا من أوائل الدول التي هبت لمساعدة لبنان على الصعيد الثنائي وقدمنا له مئة ألف جرعة من لقاح آسترازينيكا”.
وتابع، “سنساعد لبنان، ولكن المسؤولية ملقاة على عاتقكم، على كاهلكم، وهذا الجمود الذي يعيشه لبنان هو من مسؤولية النخبة السياسية والاقتصادية للخروج منه. أنتم وحدكم يمكنكم أن تخرجوا من هذا الجمود، أن تخرجوا من هذا المستنقع، أن تتجاوزوا هذه الطائفية والزبائنية. نحن نعتبر ان لبنان بحاجة إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، كي نتمكن نحن كإتحاد أوروبي من أن نقدم المساعدة عبر المساهمة الاقتصادية الكلية”.
وأكد أننا “بحاجة الى تنظيم العمليات المصرفية والمالية في هذا البلد وإعادة هيكلتها وتنظيمها، والمهم أيضاً أن نمضي قدماً في التحقيقات بشأن انفجار مرفأ بيروت المروع وهذا ما يستحقه الشعب”.