كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
اعظم الجيوش في العالم لو اصابها ما اصاب الجيش اللبناني من ازمات مالية وانهيار قيمة الرواتب لكانت سقطت، وما استطاعت ان تصمد لاكثر من اشهر معدودة.
الجيش اللبناني، ضباطا وعناصر، ما زال واقفا على “رجليه” ملتزما باوامر القيادة وامينا على العقيدة… ومنفذا للتدابير، وهذا ما لمسه اللبنانيون وكل من يقيم على الاراضي اللبنانية في الاسابيع الاخيرة من خلال الاجراءات الصارمة على الارض التي حالت دون وقوع اي اشكال.
وفي هذا السياق، اشارت مصادر عسكرية ان قيادة الجيش، وككل عام، تتخذ تدابير لمواكبة الامن خلال فترة الاعياد، وهذا ما تكرر هذا العام على الرغم من الظروف المادية الصعبة التي يعاني منها العسكريون، لا بل هؤلاء قاموا بواجبهم على اكمل وجه وكأن شيئا لم يكن.
واوضحت المصادر ان حجز العسكريين كان بنسبة 100% : الجميع في الثكنات الى جانب تسيير الدوريات المكثفة وحواجز ونقاط تفتيش ضمن خطة موضوعة من قبل القيادة من اجل مواكبة الاعياد، ليحتفل الناس دون وجود ما يعكّر صفو الامن، لا سيما وان هناك خلايا تتقصد التحرك في مثل هذه الفترات، ولكن خطة الجيش الدقيقة كانت في المرصاد فلم يسجل اي اشكال، باستثناء اطلاق النار ليلة رأس السنة، الامر الذي كان موضع متابعة، حيث رُصد مطلقو النار وتمت مداهماتهم في نفس الليلة، وفي كل المناطق، وهناك نحو خمسين موقوفا الى جانب مصادرة الاسلحة المستعملة.
وفي سياق متصل اشارت المصادر الى ان الجيش اعاد تفعيل “الليل الامني”، الذي كان ينفذه سابقا بشكل دوري، فقد تم التراجع عنه جزئيا نتيجة اجراءات الاقفال العام الذي فرضه تفشي وباء كورونا، ولكن اعيد تفعليه في الاسابيع الاخيرة، حيث المنطقة المعنية بالليل الامنية يحصل فيها حجز كامل للعسكريين الذين يقومون بدوريات متواصلة ومكثفة على مدار الساعة، اذ لا تمر ثانية دون ان يكون هناك دورية على الارض، والهدف الاساس هو اعطاء الثقة للمواطنين، وخاصة المغتربين بان الوضع الامني في لبنان مضبوط 100% لا سيما في فترة الاعياد.
واذ اكدت انه تم توقيف كل من هو مخالف، لا سيما على مستوى حمل السلاح.
من جهة ثانية تطرقت المصادر الى الاجراءات المتخذة على الحدود البرية، مشيرة الى ان افواج الحدود تضبط بشكل يومي المهربين الذين اما يتم توقيفيهم او ترحيلهم الى بلادهم الى جانب ضبط كافة المواد المهربة، لافتا الى ان هذا العمل مستمر على مدار الساعة، وكان آخرها يوم امس حيث تم ضبط كمية كبيرة من الدخان والتبغ مهربة من سوريا الى لبنان عند الحدود الشمالية، وتم ضبطها من قبل ابراج المراقبة، وتوجهت دورية مباشرة اليها.
وهنا، اوضحت المصادر ان التهريب يتركز بشكل اساسي على الاجهزة الالكترونية والكهربائية والماشية، وكل ما له صلة بالمواد الحياتية اليومية. وختمت: تهريب البنزين والمحروقات انخفض كثيرا في الفترة الاخيرة، لا سيما بعدما ارتفعت الاسعار في لبنان، وهذا ما ينطبق ايضا على تهريب السلاح.