أحيت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذكرى السنوية الثانية لقاسم سليماني ورفاقه باحتفال أقامته في قاعة رسالات – الغبيري، حضره: رئيس الجمهورية ميشال عون ممثلا بالنائب حكمت ديب، رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالدكتور أيوب حميد، بطريرك الأرمن الكاثوليك رافائيل بدروس ممثلا بجوزيف دولكيان، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب ممثلا بالقاضي الشيخ مهدي اليحفوفي، وزير العمل مصطفى بيرم، سفير العراق وممثلو عن سفراء فلسطين وسوريا وروسيا.
وحضر أيضا النائب أمين شري، الوزراء السابقون محمود قماطي وعدنان منصور وحسن مراد، النواب السابقون عاصم قانصو وزاهر الخطيب ومحمد برجاوي وعمار الموسوي ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ممثلا بالمحامي سليمان فرنجية، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ممثلا بالمقدم ابراهيم الشرقاوي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالعميد فوزي شمعون، المدير العام لمخابرات الجيش انطوان قهوجي ممثلا بالعقيد ماهر رعد، وقائد جهاز أمن السفارات العميد موسى كرنيب.
وحضر رئيس مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين الشيخ غازي حنينة، نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، المستشار الثقافي الإيراني الدكتور عباس خامه يار، رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين الشيخ حسان عبد الله، المنسق العام لـ”جبهة العمل الإسلامي” الشيخ الدكتور زهير الجعيد، وفد قيادة حركة “أمل” برئاسة الدكتور خليل حمدان والوفد المرافق الشيخ حسن المصري والدكتور طلال حاطوم وحسن ملك، مدير الدراسات في وزارة الإعلام خضر ماجد، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، ممثل حركة “حماس” في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، رئيس بلدية الغبيري معن خليل، إضافة إلى ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية وفاعليات ديبلوماسية وثقافية ونقابية واجتماعية وهيئات نسائية.
وألقى السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا كلمة قال فيها، إن “هذا الاحتفال يقام بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد القائد المقدام الفريق قاسم سليماني ورفاقه الميامين، على يد الغدر والإجرام الأميركية، لنحيي سوية سيرتهم العطرة ونكرم دماءهم الزاكية التي أنبتت نصرا وعزا و كرامة. هذه الجريمة التي ارتكبها ترمب أثبتت مرة أخرى، وبشكل واضح و جلي، التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة والإرهاب في المنطقة، حيث أنها لا تألو جهدا في دعم الإرهاب متى اقتضى الأمر”.
أضاف، “لا شك في أن الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية دولية تجاه هذه الجريمة الإرهابية، ويجب أن تتحمل وزر ما ارتكبته في هذا المجال، الجمهورية الاسلامية الايرانية تتابع بشكل جدي المسار الحقوقي والقضائي لهذا الملف على كل المستويات، حيث أن القرار الإتهامي الأولي سيصدر قرييا. هذه الخطوات القانونية ستستمر تباعا من خلال التعاون المشترك مع السلطة القضائية العراقية، وصولا إلى انزال القصاص العادل بحق كل المشاركين في هذه الجريمة، تخطيطا وتنفيذا”.
وتابع، “إن هذه الجريمة البشعة، وإن كانت قد ألحقت ضربة قاسية بجسم المقاومة في المنطقة، إلا أنها، وعلى عكس توقعات الأميركيين، قد أوجدت تعاطفا كبيرا واحتضانا واسعا لنهج المقاومة بين بلدان المنطقة وشعوبها، وخلدت ذكرى لواء المقاومة وشهيدها في قلوب الأجيال الصاعدة أبد الدهر. إن شهادة الفريق سليماني قد خلقت حوافز كبرى لدعم خط المقاومة، التي سيشهد سجلها مزيدا من الإنجازات والإنتصارات في الآتي من الأيام”.
واعتبر فيروزنيا أن “شهادة هذه الثلة المباركة من الشهداء القادة الأبرار ستسرع وتيرة طرد الأميركيين من المنطقة. وقد شاهد العالم بأسره الخروج الذليل لجيشهم المحتل من أفغانستان”، وقال، “إن شاء الله في المستقبل القريب، لن يكون هناك أي جندي معتد أميركي في العراق أو سوريا، وهذا الواقع هو تجل لإرادة شعوب المنطقة، التي تكبدت خسائر فادحة وتعرضت لمظالم لا تعد و لا تحصى، طوال فترة الإحتلال الأميركي الغاشم”.
وقال، “سيشهد التاريخ أن الأميركيين عندما دخلوا عنوة إلى ربوع هذه المنطقة، لم يخلفوا وراءهم إلا آثارا مشؤومة من الخراب والدمار”.
ورأى أن “انتخاب سماحة السيد رئيسي رئيسا للجمهورية الإسلامية الإيرانية وتولي حكومته لمقاليد الأمور، يحملان رسائل واضحة من قبل أبناء الشعب الايراني لكل القتلة المجرمين الذين سفكوا دماء القائد سليماني، ولكل الذين مارسوا نهج الإرهاب الاقتصادي بحق الجمهورية الإسلامية الايرانية، واعتمدوا أسلوب الضغوط القصوى التي استهدفت الشعب الإيراني في كل مناحي حياته”.
وأشار إلى أن “خروج الأميركيين الأحادي من الإتفاق النووي في عهد ترمب أثبت مرة أخرى أن الجانب الأميركي ليس جديرا بالثقة. ولذا، يحق للجمهورية الاسلامية الايرانية ان تصر في مفاوضات فيينا على وجود ضمانات واضحة لإلتزام الأميركيين تعهداتهم وعدم تنصلهم مرة ثانية من أي اتفاق يتم التوصل إليه”، وقال: “في طبيعة الحال، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة تماما للعودة إلى التزاماتها النووية فيما لو رفعت أميركا العقوبات الظالمة والتزمت تعهداتها. اذن، عودة الولايات المتحدة الأميركية إلى الإتفاق النووي مرتبطة بتنفيذ كل الإلتزامات ورفع كل العقوبات الجائرة واللاشرعية وتقديم الضمانات اللازمة على هذا الصعيد”.
أضاف، “وبما أن الكيان الصهيوني هو محور الشر والأعمال الشريرة في المنطقة، وهي تعمل تحت إشراف الولايات المتحدة الأميركية، فإن مسؤولية اي حماقة يرتكبها الكيان الصهيوني على هذا الصعيد تطال الولايات المتحدة الأميركية ايضا. والجمهورية الاسلامية الايرانية قد أعدت العدة لأي سيناريو وبأي شكل من الأشكال”.
وشدد على أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستستمر في دعمها للمقاومة في هذه المنطقة. وهذا الدعم سيشهد زخما كبيرا مع حكومة سماحة السيد ابراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية. ومن جهة أخرى، تمديد الصداقة والتقارب الى دول الجوار، وهي مستعدة لتطوير التعاون الإقتصادي والأمني، بغية تحقيق المصالح المشتركة وترسيخ الأمن والاستقرار في منطقتنا . هذه هي السياسة المعتمدة بثبات من قبل حكومة سماحة السيد رئيسي من أجل تمتين العلاقات مع البلدان المجاورة”.
وجدد “وقوف الجمهورية الاسلامية الايرانية دائما وأبدا الى جانب لبنان الشقيق، شعبا وحكومة ومقاومة، حيث بذلت كل ما بوسعها في هذا المجال”، وقال: “نحن ما زلنا على عهدنا في تقديم الدعم و المساندة للبنان في مختلف المجالات المتاحة. كما أن دعمنا المقترح للبنان ليس مشروطا. وأود التأكيد في هذا المقام، أننا مستعدون تماما لمساعدة لبنان، حكومة و شعبا، للخروج من الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعاني منها حاليا”.
وأردف، “لا بد لنا أن نثمن عاليا ونكرم من صميم قلوبنا ذكرى أولئك الرجال الرجال، الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفاق سلاحه الأطهار، الذين سطروا بدمائهم ملحمة انسانية جهادية سرت في ضمير الأمة واستقرت في وجدانها”.