أياً تختلف الانطباعات والمعطيات والتقديرات لدى الأوساط السياسية اللبنانية حيال ما حصل أمس السبت في لقاء جدة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فإن أحداً لا يمكنه إنكار الطابع المفاجئ الذي خرج به هذا اللقاء حيال لبنان تحديداً. فقد بدا من الواضح تماماً أن الرئيس ماكرون نجح في تحقيق اختراق دبلوماسي لا يستهان به من خلال مضيّه في الاضطلاع بدور مؤثر ومثابر لرعاية الوضع المأزوم في لبنان وهذه المرة من باب اختراق الانسداد الخطير الذي أصاب علاقات لبنان مع المملكة العربية السعودية، إحدى أعرق الدول في مد الدعم السياسي والمالي والاقتصادي تاريخياً للبنان.
وتمثل هذا الاختراق في اتّصال ثلاثي بين ماكرون وبن سلمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي مترافقاً مع الإعلان عن إعادة ضخّ الحياة في العلاقات اللبنانية السعودية من جهة والتزامات لبنانية في شأن القضايا السيادية والإصلاحات من جهة أخرى.
شكل نجاح ماكرون مفاجأة ينتظر أن تترك تداعيات إيجابية ربما تبدأ في انعكاس مباشر على سعر الدولار في الساعات المقبلة فيما ترصد الأوساط المعنية ترجمة إضافية لهذا الاختراق الذي جاء غداة استقالة وزير الإعلام السابق جورج قرداحي.
“النهار”