لفت سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي فريد الياس الخازن إلى أن “زيارة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وقداسة البابا فرنسيس ناجحة شكلاً ومضموناً، ولقد ترك اللقاء أثراً إيجابياً خارج إطار الشكليات البروتوكولية على المستويين الخاص والعام”.
وقال عبر “الوكالة الوطنية للإعلام” إنه “علم أن قداسة البابا بادر إلى الاتصال بشيخ الأزهر بعد اللقاء للحث على تقديم الدعم للبنان والعمل على إخراج البلاد من الأزمات المتفاقمة، ومن المعروف أن الرئيس ميقاتي سيزور القاهرة، وقد يكون لمصر دور في تقريب وجهات النظر بين لبنان والمملكة العربية السعودية”.
واعتبر الخازن أن “زيارة ميقاتي كانت ضرورية للتواصل المباشر مع قداسة البابا وكبار المسؤولين في وقت لبنان بأمس الحاجة إلى الدعم من أجل وضع حد للأزمات التي يدفع ثمنها ويتحمل أعباءها الناس من كل الفئات والأعمار والانتماءات السياسية والخلفيات الاجتماعية”.
وأضاف أن “دبلوماسية الفاتيكان فاعلة وحاضرة في تواصل دائم مع المرجعيات الدولية، وكان سبق أن زار الفاتيكان في الأسابيع الأخيرة الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة فرنسا كاستكس والمستشارة الألمانية مركل فضلاً عن زيارة قام بها الرئيس الفرنسي ماكرون في اليوم التالي لزيارة ميقاتي، ومن المؤكد أن الأوضاع اللبنانية باتت من الثوابت على جدول أعمال الجانب الفاتيكاني في لقاءاته مع الجهات الدولية المعنية بالشأن اللبناني، وهذا أمر خبرته شخصياً من خلال متابعتي مع كبار المسؤولين في الكرسي الرسولي”.
وأشار إلى أن “ثمة أزمات تخص لبنان بالدرجة الأولى، إن لجهة أسبابها أو سبل معالجتها، وأزمات أخرى مرتبطة بالأوضاع الإقليمية، الكرسي الرسولي شأنه شأن جهات دولية أخرى، يسعى إلى المساعدة حيث أمكن. لكن بموازاة ذلك، المطلوب من المسؤولين في لبنان المبادرة في مسائل متصلة مباشرة بالأوضاع اللبنانية، ولا سيما أن الفاتيكان غير معني بخصوصيات السياسة اللبنانية ومحاورها المتشعبة”.
وتابع أن “المسائل الأبرز المعروفة والمطلوبة من الجانب اللبناني في المرحلة الراهنة، التي يتشارك الفاتيكان في إعطائها الأولوية مع جهات أخرى هي: إجراءات إصلاحية في إدارة المال العام والخاص، اعتماد خطة التعافي الاقتصادية بالتعاون مع المؤسسات الدولية المعنية، إجراء الانتخابات النيابية في موعدها واستقلالية القضاء صونا للعدالة والمحافظة على الاستقرار”.
وأكد الخازن أن “الزيارة المرتقبة لوزير خارجية الفاتيكان إلى لبنان ستكون بين أواخر كانون الثاني ومطلع شباط المقبل. كما أن البابا فرنسيس قد يزور لبنان في وقت لاحق. علماً أن المبادرات الفاتيكانية تجاه لبنان في الأعوام الأخيرة لم تتوقف، وأبرزها اللقاء غير المسبوق لرؤساء الكنائس في لبنان ليوم كامل في الكرسي الرسولي بحضور البابا وكبار المسؤولين في الفاتيكان”.