يصور بعض من هم في الداخل زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى السعودية على انها ستحمل الملف اللبناني، وكأن الرئيس الفرنسي لن يغادر اراضي المملكة دون ان يصل الى حل للازمة اللبنانية مع دول الخليج.
لكن الامر مغاير تماما، الملف اللبناني ليس من الاولويات، وان طرح سيكون بشكل هامشي، حيث شرح مصدر ديبلوماسي فرنسي، عبر وكالة “أخبار اليوم ان زيارة ماكرون المؤجلة منذ اشهر، تأتي في اطار حملته الانتخابية الرئاسية، وتتعلق بسياسة فرنسا في الشرق الاوسط.
واستعدادا للانتخابات المقررة في نيسان العام 2022، يعمل ماكرون على حملة من شقين: الشق الداخلي حيث، يجد الرئيس الحالي نفسه امام مرشحين منافسين يطرحون افكارا لم ينجح هو في معالجتها، لذا هو يعمل او يحاول تسجيل النقاط على المستوى الخارجي.
واذ شدد على ان الاولوية في فرنسا للانتخابات، وقد يكون ماكرون أمام معركة صعبة، قال المصدر: حين تبدأ الحملات الانتخابية، تصبح حركة المرشحين تحت المجهر اكثر فأكثر، وبالتالي فان ماكرون يدرس خطواته بدقة ويجري الحسابات الواضحة، ليسجل النقاط، لا ان تسحب منه.
وردا على سؤال، اشار المصدر الديبلوماسي الى ان لفرنسا ثلاثة ركائز في المنطقة العربية:
– لبنان، انطلاقا من العلاقة التاريخية بين البلدين، اذ مهما كانت الظروف يبقى لفرنسا موطئ قدم.
– العراق، بعدما تُرك لامره لسنوات، فانه اليوم يعود ليكون محط انظار الغرب اذا سمحت او عملت الدول على تحسين وضعه، فسيكون بلدا واعدا خصوصا وان هناك مبلغ يقدر بنحو 300 مليار دولار مرصود من اجل اعادة اعماره، ولفرنسا طموح بان تكون جزءا من هذه الورشة الكبيرة. ولا بد من الاشارة هنا ان العراق متعدد الطوائف والاتنيات ولفرنسا خبرة في التعامل مع هذا النوع من التنوع، كما كان ماكرون رسم خطوطا للتعاون خلال زيارته الى بغداد في اواخر آب الفائت.
– الامارات وتحديدا ابو ظبي، حيث قام ولي العهد محمد بن زايد آل نهيان بزيارة ناجحة جدا الى فرنسا في منتصف ايلول الفائت ووصفت بالمثمرة، اذ يمكن البناء عليها من اجل وضع اسس الشراكة الثابتة.
واين هي السعودية اذًا، اجاب المصدر الديبلوماسي: تسعى باريس الى افضل العلاقات، لذا يمكن القول ان الزيارة الى الرياض بالتزامن مع بدء فترة الانتخابات هي من اجل تعزيز الروابط والعلاقات الخارجية.
وردا على سؤال، عما اذا كان لبنان سيحضر على طاولة المباحثات، شدد المصدر على ان ماكرون لم يطلب شيئا من لبنان، قبل ان يتوجه الى السعودية، فزيارة ماكرون الى السعودية تتعلق بسياسة فرنسا في المنطقة، ولكن قد يتم التطرق الى الملف اللبناني، من باب طلب تخفيف الضغط على لبنان، لكن الدخول في تفاصيل كاستقالة وزير الاعلام جورج قرداحي او ما شابه من خطوات تعتبرها فرنسها شأن داخلي.