جاء في “المركزية”:
لبنان على تقهقره السياسي والمالي والمعيشي وحتى الاستشفائي الذي بلغ ذروته أمس برفع أسعار الادوية بشكل مفاجئ أضعافا مضاعفة فاقت التوقعات بحيث فاق ثمن بعضها الحد الادنى للاجور، خصوصا لما يعرف منها بالامراض المزمنة، التي حكم على أصحابها من غير الميسورين بالموت التلقائي. كل ذلك يجري من دون أن يعير أحد من أهل السلطة والمسؤولين المتسابقين على أطلالاتهم الانتخابية أي أهتمام للموضوع.
واذا كان من حسنة أو ايجابية للكارثة الاجتماعية التي تعصف بالبلاد منذ ثلاث سنوات تقريبا أنها عرت القيادات والتيارات السياسية والحزبية الحاكمة والمتحكمة من “ورقة التين” التي كانت تستر بها عيوبها وتستعملها لمصالح شخصية وانتخابية وإن بعناوين وشعارات طائفية ومناطقية ما أدى الى تراجعها “شعبيا” كما الى خلافات في صفوفها.
في سياق متصل، يأتي التمايز الحاصل داخل التيار الوطني الحر الذي لم يعد خافيا على أحد وبان للعيان تباعدا بين اعضائه وانعكس في نتائج الانتخابات التمهيدية التي أجراها التيار للاختيار بين الطامحين من مرشحيه لخوض المعترك الانتخابي أذ تبين ان الانقسامات باتت حادة بين اعضائه خصوصا أثر عدم تقيد القيادة بالنتائج. ويتردد هنا ان التيار يتجه الى التعاون مع شخصيات مستقلة في أكثر من منطقة لتأمين الفوز للعدد الاكبر من مرشحيه اضافة الى نسج تحالفات حتى مع جمعيات الحراك المدني أذا امكن لتعويض الخسارة وتراجع مناصريه ومؤيديه في قضاءي كسروان وجبيل.
عضو تكتل لبنان القوي النائب روجيه عازار يقول لـ”المركزية”: “القول أن التيار لا يريد الانتخابات النيابية نظرا لتراجع شعبيته غير صحيح اطلاقا، فهو أول من طالب واصر على أجراء الاستحقاق في مواعيده ولكن لا يخفى على أحد أن الازمة المالية والسياسية والمعيشية أرتدت سلبا على كافة الاحزاب والتيارات في البلاد ومنها بالطبع “الوطني الحر” الذي لا تزال له حيثيته في كسروان وجبيل وهذا ما يتظهر في الاستطلاعات الجارية من قبل المكاتب المختصة.
ويتابع ردا على سؤال: “من الطبيعي أن ينتج عن الانتخابات التمهيدية التي يجريها “التيار” لاختيار مرشحيه قبل تشكيل اللوائح بعض “الزعل والحرد” ما يفسره ويعتبره البعض خلافات وانقسامات داخل الحزب”.
وختم: “من جهتي لست متحمسا لخوض غمار الاستحقاق كما بات معلوما ولكن رئيس التيار الوزير جبران باسيل يرفض ذلك وأبلغني أن القرار في الموضوع يعود للتيار”