الخبر بالصوت

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

من أخطر ما يحدث في لبنان حالياً هو ذلك العجز لدى المنظومة السياسية على استيعاب المعنى الذي يحصل من جهة عمق الأزمة الاقتصادية .

ومن جهة ثانية، العجز الآخر عن فهم المعادلات الإقليمية بتأثير من أوهام يروّج لها حزب الله، أوهام من نوع الكلام عن السوق الايرانية الواعدة للاقتصاد اللبناني وتعويمه بالمحروقات عبر استعراض ناقلات النفط التي لم نعد نسمع عنها شيئاً، في وقت ينتفض العالم كلّه ضدّ إيران.

انطلاقاً من هنا، يقول المنطق إنّ لبنان لا يستطيع العيش في معزل مع ما يدور في المنطقة، كذلك، لا يمكن تجاهل أنّ لبنان صار معزولاً عربياً منذ سنوات عدّة. اذ جعل الحزب المواطن الخليجي غير مرغوب به في لبنان.

 وفي المقابل ما زال الحزب يحضّر السيناريوهات لتطيير المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، وهو وضع شرطاً مسبقاً ليفك اسر حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لتنعقد الجلسات مجدداً، تحت اطار انه يملك ثلثاً معطلاً داخل الحكومة من خلال ستة وزراء شيعة ووزيري تيار المردة ووزيرين مقربين منه من ضمن حصتَي الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي. اذ يعوّل في خرطوشته الحالية، الى ما ستؤول اليه نتائج قراري مخاصمة الدولة المقدم من رئيس الحكومة السابق حسان دياب، والنائب نهاد المشنوق، فإنّ أصاب هذه المرة سينجح في “خلع البيطار”.



اذًا لن تعود الحكومة الى الانعقاد قبل تحقيق “الانتصار” للحزب، يبدو في المقلب الآخر ان  التيار الوطني الحر يحتاج إلى هذه الحكومة ولا يستطيع تحمل تبعات انهيارها، ولا نتائجهُ على كافة المستويات.

وعلى خطٍّ موازٍ، انّ كل من يلتقي رئيس الجمهورية يخرج بانطباع بأنه ما زال منزعجاً من شرط حزب الله فيما خصّ البيطار. ويقول قطب سياسي لوكالة أخبار اليوم : انّ من الطبيعي أنّ يخيب ظن الرئيس عون بموقف الحزب لأن الإبقاء على ضرب المؤسسة التنفيذية، يعاكس شعار “معاً للانقاذ” الذي رفعه الرئيسين ميقاتي وعون.

وفي المقابل تلاحظ المصادر المواكبة لموقف عون أنه بموازاة امتعاضه من تعطيل حزب الله للحكومة بات يرى أنّ الظروف الحرجة تتطلب تنازلات من فريقي الأزمة.

فأوساط الرئيس، على رغم استمرار تأكيدها وقادة التيار الحر لأهمية استمرار التحالف بينه وبين الحزب لا سيما على صعيد الموقف الاستراتيجي، يريد في نهاية المطاف تسهيل مهمته الاخيرة على مشارف نهاية الحكم، وفي الإنجاز بدلاً من أنّ يبقى يدير الأزمات، ومن المنطقي أنّ يشعر بأنّ تعقيد إنعقاد الحكومة يضّر بالعهد دون سواه.

اترك تعليقًا