من الوارد أن المملكة العربية السعودية قد وجهت ضربة اقتصادية قاتلة لحكام لبنان، حزب الله ومن معه من الأقلية الحاكمة، من خلال تقليص عدد ممثليها الدبلوماسيين وإغلاق الأسواق السعودية في وجه الصادرات اللبنانية. وفي حين أنه من الجميل التفكير في الخطوة السعودية على أنها رسالة لفت نظر وتنبيه للبنانيين، إلا أنه من غير المرجح أن تغير الأقلية الحاكمة من تصرفاتها بناء على سلوكياتها السابقة، وستستمر على الأرجح في سياساتها التي جُربت وفشلت، والتي لم تولد سوى الانهيار الاقتصادي والبؤس.
ولا يمكن أن تغير تعليقات قرداحي وحدها، التي صدرت قبل عدة أشهر من توليه منصبه كوزير، من الموقف السعودي تجاه لبنان، ولكنها كانت المسمار الأخير في نعش العلاقة بين البلدين التي كانت مزدهرة ذات يوم، والتي شهدت تدهوراً كبيراً على مدى السنوات القليلة الماضية، ويرجع السبب في ذلك إلى نفوذ حزب الله المتزايد في لبنان وسيطرته الكاملة على مفاصل السياسة اللبنانية.