ذكرت “الجزيرة” أن نسبة الماء الموجود في الغلاف الجوي تقدر بـ0.001% من إجمالي حجم الماء الموجود على الأرض البالغ حوالي 1385 مليون كيلومتر مكعب. ووفق موقع هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية “يو إس جي إس” (USGS)، فإنه في حال أمطرت كل المياه الموجودة في الغلاف الجوي دفعة واحدة، فإنها ستغطي الكرة الأرضية لارتفاع 2.5 سنتيمتر فقط.
ووفق تقرير نشر على موقع “ساينس ألرت” (Science Alret) بتاريخ 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإن هذه الكمية الصغيرة جدا من ماء الغلاف الجوي يمكن أن تكون كافية لتوفير مياه شرب آمنة لملايين الأشخاص ممن يتواجدون في المناطق ذات الرطوبة العالية، حيث يقدر حاليا أن هناك حوالي 2.2 مليار شخص في العالم لا يحصلون على مياه الشرب النظيفة.
وعلى الرغم من تصنيف المناطق الداخلية البعيدة عن السواحل كأكثر المناطق عرضة للخطر، إلا أن التغيير المناخي يهدد المناطق الساحلية في المحيط الهادي الاستوائي، حيث يتوقع أن يتسبب ارتفاع منسوب مياه البحار بابتلاع مصادر المياه العذبة في العديد من الجزر هناك.
وبالنظر إلى الكوارث الناتجة عن تغير المناخ المتسارع والمرتبطة بمستقبل مصادر مياه الشرب الآمنة للكرة الأرضية عموما، سيتحتم على المعامل البحثية الاستمرار في تطوير إمكانات هذه النماذج الأولية لحصاد المياه من الغلاف الجوي.
ومؤخرا، نشرت دورية “نيتشر” (Nature) ورقة بحثية جديدة أوضح فيها فريق الباحثون في “موون شوت فاكتوري” (The Moonshot Factory) في كاليفورنيا بالولايات المتحدة أنه يمكن إنتاج 5 لترات من المياه يوميا في المناطق التي تفتقر إلى مصادر المياه النظيفة، وذلك في حال تمكنا من تطوير جهاز بتكلفة مقبولة يستخدم الطاقة الشمسية لحصاد الماء من الهواء.
ويفترض الباحثون أنه يمكن لمثل هذه الأجهزة أن توفر الماء القابل للشرب لملايين الأشخاص في المناطق المدارية، حيث يعيش ثلثا الأشخاص الذين لا يملكون مياه شرب آمنة في المناطق الاستوائية، لا سيما في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية.