وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة الى اللبنانيين لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، حذر خلالها من أخطار التَّسْيِيسِ وَالتَّطْيِيفِ لِلمَسَائلِ الوَطَنِيَّةِ الكُبْرَى، وقال: “ما جرى في الطيونة كان مشيناً ومهيناً ومعيباً أن يحصل بين أبناء الوطن الواحد، فالخلاف في الرأي مشروع، أما الاقتتال في الشارع فمرفوص وممنوع أياً كان السبب، والحل يكون بالطرق السلمية، لا باستعمال السلاح المتفلت في الشوارع، فالسلاح لا يجوز أن يشهر بوجه بعضنا بعضاً، لان هذا يؤسس لإشعال الفتنة الطائفية والمذهبية التي لا نسمح لأي كان بإيقاظها، نحن في لبنان دولة لها قوانينها ودساتيرها وقضاؤها وجيشها وقواها الأمنية التي ينبغي التمسك بها لأنها الملاذ الوحيد لحفظ امن الوطن والمواطن”.
واضاف: “نحن نَخْشَى على العَيشِ المُشتَرَك، وَعَلى وَثِيقَةِ الوِفَاقِ الوَطَنِيِّ وَالدُّسْتُور. وهِيَ الثَّوَابِتُ التي لا يَبْدُو أنَّ أحدًا يَأْبَهُ لها وَسْطَ حُمَّى الانتخابات، وَحُمَمِ المَرْفَأ. مَنْ قَالَ إنَّنَا لا نَأْبَهُ لِلعَدَالَةِ فِي جَرِيمَةِ العَصْرِ هذه. إِنَّمَا لِذَلِكَ مَسَارٌ وَاضِحٌ، يَنْبَغِي التزَامُه، لكي لا يَنْقَسِمَ النَّاسُ مِنْ حَولِ العَدَالَة، كَمَا مِنْ حَولِ المَسَارِ السِّيَاسِيّ. نحن نَعتَقِدُ، وَفِي ذِكرَى المَولِدِ النَّبَوِيّ، أنَّ هُنَاكَ مَسارَيْنِ لا بُدَّ مِنَ الْتِزَامِهِمَا مِنْ جَانِبِ المُوَاطِنِين، وَمِنْ جَانِبِ الإدَارَةِ السِّيَاسِيَّة. في الجَانِبِ الاجْتِمَاعِيّ، لا بُدَّ مِنَ التَّضَامُنِ المُنْقَطِعِ النَّظِير، والمُلْتَزِمِ بِالضَّرُورَاتِ الإنسانِيَّة. إنَّهُ لَعَارٌ على القَادِرِينَ مِنَّا الصَّمْتُ عِندَ الشَّكْوَى مِنِ انْعِدَامِ الدَّوَاءِ أوْ غَلاءِ أسْعَارِه، وعِندَ تَصَاعُدِ الأَلَمِ مِنَ الفَقْرِ وَالجُوع”.
أما في موضوع الانتخابات، فأكد أنها “ستجري بإذن الله تعالى في العام المقبل وهذا أملنا ورجاؤنا، والتغيير يصنعه الناس باختيارهم الحر بانتخاب من يرون فيه الصلاح والأمانة لتولي أمورهم التشريعية وكل ما يخدم تطورهم وتقدمهم من تقديم مشاريع تعود بالنفع عليهم، وعلى الوطن ككل لا على من يمثل من جماعة أو فئة أو ما شابه ذلك. وان يكون ولاؤه للوطن والمواطن، وبذلك يتحقق التغيير بحسن الاختيار”.