غادرت نائبة وزير الخارجية الأميركي فكتوريا نولاند، بعد ظهر اليوم، مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، بعد مؤتمر صحافي عقدته في صالون الشرف، بحضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دورثي شيا.
واستهلت نولاند مؤتمرها الصحافي بالقول: “أود أن أبدأ اليوم بالإعراب عن التعازي نيابة عن الشعب الأميركي من جراء الخسارة المأسوية في الأرواح هذا الصباح أمام قصر العدل. ننضم إلى السلطات اللبنانية في دعوتها إلى التهدئة والتخفيف من حدة التوترات”.
أضافت: “تعتمد صحة الديموقراطية اللبنانية ومستقبلها على قدرة مواطنيها على معالجة القضايا الصعبة التي تواجه بلادهم سلميا ومن خلال الحوار والثقة بسيادة القانون”.
وتابعت: “جئنا إلى لبنان اليوم بناء على طلب الرئيس جو بايدن والوزيرين بلينكين ويلين، مع وفد مشترك بين الوكالات يضم وزارتي الخارجية والمالية، بهدف لقاء قادة الحكومات والمجتمع المدني بعد أسابيع من تشكيل حكومة جديدة، ومن أجل التعبير عن دعمنا لتطلعات الشعب اللّبناني في الأمن والاستقرار الاقتصادي والحكم الشفاف والمسؤول”.
وأردفت: “لطالما تعدى الإرهابيون واللصوص على آمال اللبنانيين لفترات طويلة. وبعد سنوات من المعاناة، يستحق اللبنانيون جميعهم الأفضل، فالمهمة التي تنتظرنا شاقة للغاية، لكننا نقف بجانب لبنان وجهوده الجادة لاستعادة الاستقرار الاقتصادي والخدمات الأساسية بما في ذلك الكهرباء والرعاية الصحية والتعليم بهدف إعادة هذا البلد إلى مسار مستدام واستعادة الازدهار”.
وقالت: “أكدنا اليوم في اجتماعاتنا أهمية الشفافية الكاملة والسجلات المفتوحة في الوقت الذي يعيد لبنان فيه الانخراط مع كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. يستحق اللبنانيون أن يعرفوا مصير أموالهم وأن يثقوا بمستقبلهم الاقتصادي. كما حثثنا على الحيطة والمساءلة في استخدام لبنان لأكثر من مليار دولار في ما يتعلّق بحقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي، فهذه الأموال ملك للبنانيين ويجب استخدامها لمصلحتهم”.
وأكدت “أهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال الربيع المقبل”، وقالت: “سررنا بالحماس الذي تلقيناه في اجتماعنا مع المجتمع المدني هذا الصباح لإتاحة الفرصة للجيل القادم من القادة اللبنانيين للمساعدة في تأسيس مستقبل إيجابي في البلد”.
أضاف: “كما أكدنا كالعادة، دعمنا الثابت للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. ونعترف بالدور الحيوي الذي يؤديانه في المحافظة على الأمن والاستقرار هنا، وبالمهمة الصعبة المخصصة لهم”.
وأعلنت “دعما أميركيا إضافيا جديدا بقيمة 67 مليون دولار للجيش اللبناني ليصل إجمالي دعمنا هذا العام إلى 187 مليون دولار”، وقالت: “كما قدمنا أكثر من 300 مليون دولار كدعم إنساني للبنان هذا العام”.
وختمت: “في اجتماعاتنا اليوم، أكدنا أن إجراء انتخابات نزيهة ومستقلة هو الضامن لكل الحقوق والقيم التي نعتز بها ونشاركها نحن الديمقراطيين. وأعيد القول، لا يستحق كل من الشعب اللّبناني وضحايا وعائلات الذين فقدوا في انفجار المرفأ، إلا ما هو أفضل لهم، فالعنف غير المقبول اليوم هو لمحة عما سنواجهه من مخاطر. وبينما يتخذ الشعب اللبناني وحكومته وقادته والمجتمع المدني الخطوات الصعبة إلى الأمام لإعادة الاستقرار والصحة والازدهار والأمن إلى هذا البلد الجميل، يقف الشعب الأميركي وحكومته بجانبهم”.