أشار عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور في حديث عبر “الفضائية السريانية”، إلى أن “البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مهجوس، كما كل القوى الوطنية اللبنانية الحرصاء على مستقبل لبنان، وخائف على تغيير تركيبة النظام السياسي اللبناني”، وقال: “نحن نشاطر غبطته هذا الخوف، وبالتأكيد نحن ضد المثالثة وأي تعديل في النظام السياسي باتجاه تعزيز فريق طائفي على حساب فريق طائفي آخر”.
أضاف: “إننا نتمسك بالطائف، ونعتبر أنه يتضمن في طياته آليات تطوير النظام السياسي، وليس المطلوب اليوم استبدال الغلبة بغلبة أخرى أو الذهاب من نظام سياسي طائفي إلى آخر بتوزيعات مختلفة، إنما المطلوب تطوير النظام السياسي اللبناني عبر اتفاق الطائف باتجاه دولة المواطنة وإعطاء الحقوق للمواطن، وليس للطوائف، فالمطلوب التنازل لمصلحة الوطن والتواضع في المطالب”.
وأكد أن “المبادرة الفرنسية لا تزال مستمرة، والجانب الفرنسي يتابع المداولات الأخيرة التي تجري، والمبادرة التي يعمل عليها الرئيس نبيه بري هي أيضا محل متابعة من قبلهم، والرئيس بري يعتقد أن الأيام المقبلة مفصلية، ويتمنى أن يلاقي موافقة الأطراف كلها”، وقال: “إن الرئيس سعد الحريري عاد الى البلد وتم اطلاعه بشكل ما على الأفكار الجديدة التي تم تقديمها، والمهم عدم التعامل مع هذه الافكار على أنها أفكار أخيرة في اللحظة القاتلة”.
وتابع: “نأمل كحزب تقدمي اشتراكي أن تلقى الأفكار التي ينضجها الرئيس بري موافقة الجميع، واذا كانت هناك تعديلات أن يفتح المجال لها لأننا كلنا نعلم أننا أصبحنا في وقت قاتل، وبات السياسي اليوم يحرج من نفسه عندما يرى المواطن اللبناني بأزماته المعيشية وفقدانه للأمل. لذلك، يجب تشكيل حكومة في وقت سريع على قاعدة المسؤولية الوطنية”.
وردا على سؤال حول الانتخابات السورية التي حصلت، قال أبو فاعور: “هذه لم تكن انتخابات، بل مهزلة وقمة المهازل. وللأسف، عندما ننظر إلى ردود الفعل الاقليمية والدولية نرى حجم التآمر على الشعب السوري، ونحن لا نوافق على الاعتداءات التي حصلت على النازحين السوريين، وكنا نتمنى ألا يتم استفزاز الرأي العام اللبناني من قبل أي مقيم سوري بإعادة رفع صور بشار الأسد في الشوارع اللبنانية. ونحن نعلم أن هؤلاء النازحين تم تهديدهم من قبل النظام السوري وأحزاب سياسية لبنانية، وتم أيضا إجبارهم على القيام بما قاموا به، ولو تركوا لخياراتهم الحرة لما صوتوا لبشار الأسد”.
واشار الى ان “حزب الله هو تحد كبير للسيادة اللبنانية لأن لديه بنية تفوق الدولة اللبنانية، إضافة إلى أن لديه صفة إقليمية بأنه متورط بنزاعات كثيرة في المنطقة، وكما قال وليد جنبلاط في مقابلته الأخيرة في موضوع التهريب، إذا سوف نضع الأمور في المعنى الايجابي، حزب الله يستطيع أن يلعب دورا كبيرا في منع التهريب اذا ما كانت لديه الارادة السياسية، والواضح أن لبنان تحول الى الرئة الاقتصادية للنظام في سوريا، وهذا يعبر عن قرار سياسي لكل حلفاء النظام السوري في لبنان بأنهم يريدون ولا يمانعون أن يتحمل المواطن اللبناني اعباء حماية وعلاج جزء من أزمات النظام السوري على حساب لبنان”.
واردف: “لبنان لا يستطيع أن يكون أسديا في سوريا ضد الشعب السوري، ولا حشديا في العراق ومنحازا، أو حوثيا في اليمن ضد المملكة العربية السعودية، ونسأل من بعدها لماذا تعتب الدول العربية على لبنان. لا يمكن للبنان أن يكون منحازا بالسياسات الإقليمية ضد الدول العربية، ونسأل عن غياب الإهتمام العربي بلبنان”.
وختم: “إن المعالجات التي تجري أخيرا جيدة، فرئيس الجمهورية يبدي مواقف إيجابية، والطريقة التي تم التصرف فيها تجاه الخطيئة التي ارتكبها وزير الخارجية السابق أمر جيد، ومحاولات ضبط تهريب المخدرات جيدة، لكنها غير كافية، فهناك مسار جديد يجب أن يدشن لإعادة علاقات لبنان مع الدول العربية، والأمر مرتبط باتخاذ قرار سياسي والنأي بالنفس عن صراعات المنطقة ومعاداة الدول العربية”.