الخبر بالصوت

أقام “حزب الله”، إحتفاء بمناسبة عيد “المقاومة والتحرير”، مراسم إعادة تجسيد مشهد اقتحام الأهالي لقرى الشريط الحدودي عام 2000، انطلاقا من معبر الحمرا عند مثلث المنصوري-البياضة.

وأقيم في ختام المراسم احتفال تحدث فيه عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب الحاج حسين جشي، فقال: “إننا في ذكرى عيد المقاومة والتحرير والانتصار، نقف اليوم على مقربة من العدو الصهيوني الخائب والمنهزم والقلق على مصيره، لنجدد العهد لأبطال المقاومة الإسلامية وسائر المقاومين الشرفاء صناع النصر، فهؤلاء الرجال الرجال أحلامنا وآمالنا وقمحنا والمطر، فلهاماتهم الشامخة ينحني الغار، ولجباههم العريضة كل النياشين والأوسمة، فهم يلفحون جنود الغزاة بشمس عزيمتهم ونار بأسهم، ويطاردون فلوله فوق كل تلة وعند كل منحدر، ليفر العدو خائفا مذعورا في العام 2000 يجر أذيال الخيبة والهزيمة التي لم يتعودها في تاريخ وجوده المصطنع، لتشرق شمس الكرامة، ويغني الرعد والوعد والخيبر، أغنية الفتح المبين”.

أضاف: “ها هي فلسطين الأبية وغزة العزة تضرب من جديد أعمدة هذا الكيان المتهالك والهجين، وتسجل نصرا استراتيجيا حاسما، وتفتح للقدس بوابة نحو السماء، وتحول أيار من شهر النكبة إلى شهر الانتصار، فما بين أيار عام 2000 وأيار عام 2021، أمجاد كتبها المقاومون بأحرف من نور ودماء، فامتزجت فيها التضحيات والآلام، لتنتهي إلى فرح يغمر كيان الأمة وأحرار العالم، حيث كان النصر عزيزا وقويا ومدويا في صفحات التاريخ”.

ورأى أن “العدو الإسرائيلي لم ينس ولن ينسى تاريخ 21 أيار عام 2000 أول أيام انتصار لبنان واندحاره ذليلا بلا قيد أو شرط، فجاءه 21 أيار عام 2021 تاريخ انتصار القدس وغزة وكل فلسطين، فكان ضربة قاصمة أعادت ترسيخ وتثبيت خطاب التحرير لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بقوله “بأن إسرائيل هي أوهن من بيت العنكبوت”.

واعتبر أن “لا الجدل الإسرائيلي الداخلي، ولا لجان التحقيق، ولا تقاذف المسؤوليات بين قادة العدو، سيمنع من تهاوي هذا الكيان الخاسر، ولن ينفع في ترميم قدرة الردع والعدوان لديه، وعليه، فإن ما كتب أيام التحرير عام 2000، وأعيد صياغته بصليات صواريخ غزة، وهبة القدس، ومواجهات الضفة، وانتفاضة أهالي الـ48، يؤكد المسار الانحداري لهذا الكيان، وفي هذا المورد، يأتي كلام الإمام القائد علي الخامنئي بقوله، “إن الخط البياني الانحداري باتجاه زوال العدو الصهيوني قد بدأ وسوف لن يتوقف”، لافتا إلى أن “انتصار المقاومة في معركة تصفية الحساب عام 1993، وكذلك في معركة عناقيد الغضب في نيسان من العام 1996 وما نتج عنه تفاهم نيسان، أسسوا للانتصار عام 2000”.

وأكد أن “الانتصارات التي حققها المقاومون الغيارى في غزة في الأعوام 2008 و2012 و2014، ثم الانتصار بالأمس في غزة وكل فلسطين، سيؤسسوا للنصر النهائي القادم، وسنصلي جميعا في القدس وعما قريب إن شاء الله تعالى”. وشدد على أن “معركة سيف القدس غيرت المعادلات، وما بعدها ليس كما قبلها، فهي وحدت الشعب الفلسطيني والأمة حول القدس وخيار المقاومة، وأسقطت اتفاق أوسلو وما سمي بصفقة القرن، وأسقطت صيغة التعايش مع هذا العدو، وفضحت اللاهثين للاتفاق مع الصهاينة والمطبعين الجبناء، وبهذا الانتصار العظيم، بان عقم السياسية الملتوية ومداهنة أميركا والدول الغربية بذريعة حماية الشعب الفلسطيني، وعليه، فإن كل المؤتمرات والاتفاقات مع العدو الإسرائيلي لم تحم فلسطين والقدس ولا الشعب الفلسطيني، وإنما المقاومة في غزة، والمواجهات في الضفة الغربية، والمنتفضون في أراضي الـ48، والمرابطون في بيت المقدس، هم من حمى فلسطين والقدس وشعب فلسطين”.

وقال: “إننا وإذ نبارك اليوم للأخوة في فلسطين هذا الانتصار العظيم، فإننا ندعوهم إلى مزيد من وحدة الكلمة والصف، والتمسك بخيار المقاومة كخيار وحيد لتحرير كامل التراب الفلسطيني، وإلغاء كل أشكال التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني، لأنه لا يفهم إلاّ لغة واحدة، وهي لغة القوة، حيث لا مكان في فكره وسلوكه لأية قيم أو مبادئ أخلاقية وإنسانية”.

وفي الشأن الداخلي اللبناني، شدد على أن “وطننا العزيز يستحق منا كل التضحيات، وهو يعيش اليوم أزمات عديدة على المستويات السياسية والاقتصادية والنقدية والمعيشية، وبالتالي، فإن المدخل الطبيعي للمعالجة هو تشكيل حكومة فاعلة وقادرة، وتحوز على ثقة اللبنانيين عبر المجلس النيابي، وإن المناكفات وشد الحبال وتسجيل النقاط في حق بعضنا البعض، لا يخدم الوطن ولا المواطنين”.

وختم: “إننا نهيب بالمعنيين بتشكيل الحكومة التعاون والتنازل وبذل ما يمكن من أجل البدء بالخروج من هذا النفق المظلم، وهذا أمر ممكن ومتاح، وليس غريبا على اللبنانيين، فقد رأينا معظم اللبنانيين بتماسكهم وتعاطفهم في مواجهة محن سابقة، ونذكر منها المشهد المضيء والمشرق في مواجهة العدوان الإسرائيلي عام 2006، حيث كان لكل فريق من اللبنانيين دوره في المعركة، وخرج لبنان حينها منتصرا وموحدا ومرفوع الرأس، وعليه، فإن من يبذل الدماء والمهج من أجل لبنان، لن يبخل بأقل من ذلك، ونأمل أن يكون لنا في هبة القدس أسوة حسنة، لننهض جميعا يدا واحدة لإنقاذ لبنان واللبنانيين بعيدا عن الحسابات الضيقة والخاصة”.

اترك تعليقًا