أكد رئيس “حركة الاستقلال” النائب المستقيل ميشال معوض أن “المعركة الأساسية التي نخوضها اليوم معركة كرامة الإنسان في لبنان ونمط حياته ومستقبله”، لافتا الى أن “خيارنا الوحيد جمع قوة سيادية تغييرية تحمل مشروعا سياديا واقتصاديا واجتماعيا يتم فرضه عبر المؤسسات وبالتالي يخرج اللبنانيين من المأساة التي يعيشونها”.
وقال في حديث لـ”الجديد” ضمن برنامج “وهلق شو”: “المطلوب اليوم دعم الجيش والقوى الأمنية، دعم القطاع التعليمي والقطاع الصحي وايجاد حل للكهرباء وتأمين نظام حماية اجتماعية شامل ليس بطاقة تموينية تتحول الى حفلة زبائنية انتخابية”.
ودعا الى “استنفار دولي لدعم لبنان ولتهدئة الوضع ما يمكننا من إجراء انتخابات نيابية وبالتالي البدء بالتغيير من الداخل حيث أن أي تغيير من خارج المؤسسات سيأخذنا حكما الى فوضى وربما الى حرب أهلية ودمار شامل”.
ورأى أن “ما وصلنا اليه اليوم هو أولا، نتيجة المساكنة المستحيلة بين الدولة والدويلة، ثانيا، الحوكمة وطريقة إدارة هذا البلد”. وقال: “تحت شعار إدارة التعددية، تم تحويل إدارة البلد الى مجلس عشائر وطوائف يضم أشخاصا لديهم فقط حق الفيتو وممنوعون من اتخاذ القرارت. وثالثا، نتيجة النموذج الاقتصادي الموضوع منذ التسعينات والمليء بالعوائق، تم وضع اللبنانيين أمام خيارين: إما سياحة ومصارف وإما صناعة وزراعة من دون إمكانية دمج هذين الخيارين”.
واستنكر معوض العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وقال: “لا يمكننا أن نقف صامتين أمام العدوان على الشعب الفلسطيني وأمام مشاهد قتل الاطفال الفلسطينيين وتهجير المواطنين العزل من منازلهم وتدمير مناطقهم. المطلوب من المجتمع الدولي أن يقف الى جانب الكرامة الإنسانية فهو يملك كافة الأدوات اللازمة لوقف هذه المجزرة”.
واعتبر أن “لا استقرار في المنطقة من دون ايجاد حل للقضية الفلسطينية ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة”، لافتا الى أن “الفلسطينيين هم من يقررون مصيرهم، وهم من عليهم القيام بالتوازن بين المقاومة العسكرية والسياسية والدبلوماسية، ومن واجب كل الدول العربية مساندة قضيتهم”.
وقال: “من المهم جدا ان تبقى القضية هي فلسطين وألا تتحول فلسطين الى ورقة لقضايا او مفاوضات أخرى”.
وإذ دعا الى “تجنيد طاقات لبنان السياسية والدبلوماسية والاعلامية والشعبية لدعم القضية الفلسطينية المحقة مع الحفاظ على سيادة الدولة اللبنانية وعدم التفريط بها او السماح بجعل لبنان ورقة مفاوضات او ساحة صراع بديلة”، أكد معوض أن “للبنان مصلحة مباشرة بالتوصل الى حل للقضية الفلسطينية، فلبنان لا يزال يدفع اليوم ودفع سابقا ثمن إدخال القضية الفلسطينية في الامور الداخلية اللبنانية حربا أهلية ولجوءا”.
وقال: “لبنان دفع الثمن الأكبر للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ولا يزايدن أحد علينا في هذا المجال أو “ينظر” علينا في المواجهة، فلن نسمح بعد اليوم لأحد أن يستعمل لبنان أو يساند القضية الفلسطينية على حساب دماء ودمار لبنان. المطلوب أن نوفق بين المصلحة اللبنانية التي تتطلب قيام دولة والحفاظ على سيادة هذه الدولة وبين مساندة القضية الفلسطينية تحت سقف السيادة اللبنانية والسقف العربي. معنيون اليوم بهذه القضية المحقة سياسيا وإنسانيا لكن لا يمكن ان نكون الارض الوحيدة التي منها تنطلق المزايدات”.
وتابع: “فخر لي أن أكون إبن مدرسة سياسية حملت راية السيادة والدولة والمؤسسات من ايام رينه معوض الشهابي الى ايام رينه معوض الذي اختار الشهادة بدلا من السلطة والمحاصصة. فخور انني ابن مدرسة سياسية، باعتراف الجميع، لا تحمل على كفها نقطة دم أو متهمة بسرقة فلس من الدولة اللبنانية، فقمنا ببيع أراضينا للمحافظة على حرية قرارنا ونظافة كفنا. فخور انني لم أكن يوما جزءا من المحاصصة أو الفساد ولم أخض معارك إلا من أجل الإصلاح”.
وأردف: “ثبت أن الإصلاح من داخل المؤسسات غير ممكن في ظل هذه المنظومة التي تجمع الميليشيا والمافيا والمتواطئة في ما بينها. وأنا اليوم على قناعة تامة ان لا تغيير سوى بالبناء على ما أنجزته الثورة بخلق رأي عام جديد عابر للمناطق والطوائف والخصوصيات، رأي عام يحاسب وبالتالي يمكننا من بناء قوة تغييرية سيادية”.
وعن تحالفه مع تكتل “لبنان القوي”، قال معوض: “تحالفت مع التيار الوطني الحر لإعطاء فرصة لتسوية رئاسية وسعيا مني للقيام بمعركة إصلاحية من الداخل مع الحفاظ على ثوابتي السيادية وحين فشلت في تحقيق هدفي تحملت المسؤولية واستقلت من مجلس النواب، كما استقلت من التكتل بعد ان تحولت الاختلافات الى خلافات”. ولفت إلى أن “نتائج الانتخابات أظهرت بوضوح أنني نجحت بأصوات “حركة الاستقلال”.
وقال: “علينا ان نعترف أننا امام انهيار بنيوي والمشكلة ليست فقط مشكلة أشخاص فنحن بحاجة أولا إلى إصلاحات سريعة ونظام حماية اجتماعية شامل للخروج من الزبائنية المطروحة في الخطط الحالية”.
وأشار الى ان “الاتكال على اللاعبين نفسهم للقيام بهذه الإصلاحات غير جدي لذلك طرحنا مسألة الحكومة المستقلة واجراء انتخابات نيابية مبكرة”.
أضاف: “لن نسمح كقوى تغييرية لبنانية بتأجيل الانتخابات النيابية تحت أي شعار أمني أو صحي أو تحت شعار قانون الانتخابات لأن هذا الموضوع سيأخذ البلد الى تفجير، كما أن الشعب اللبناني لن يسمح بسرقة صوته وأمله الوحيد بالتغيير لأن البديل هو الجوع والذل والفوضى”.
وبالنسبة إلى المبادرة الفرنسية وما حمله وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان في زيارته الاخيرة للبنان، قال معوض: “تم تطوير النسخة الاولى من المبادرة الفرنسية فالفرنسيون أصبحوا متأكدين أنه من دون تغيير سياسي فإن كل الكلام عن إصلاحات لن يحصل او سيحصل بطريقة مضرة. والعقوبات الأوروبية على سياسيين لبنانيين آتية وستكون بطريقة شاملة وتدريجية”.
وإذ رأى ان “المرحلة الحالية تحتاج الى حكومة مستقلة انتقالية برئاسة مستقل وليس حكومة تكنوقراط قرار الوزراء فيها ليس بيدهم”، قال: “سميت نواف سلام لرئاسة الحكومة لأننا بحاجة لرئيس حكومة نزيه وملم بالملفات ومقبول من المعارضة ومن اللبنانيين عموما ولديه علاقات عربية ودولية لأن لا خروج من المأساة الحالية من دون مساعدة عربية دولية”.
وعن مشاريع “مؤسسة رينه معوض” ودورها في الترويج للانتاج اللبناني، قال معوض: “خلال السنوات الأخيرة أكثر من مليون لبناني استفاد من برامج مؤسسة رينه معوض من الشمال الى الجنوب من دون تمييز أو مصلحة بهدف ان يبقى اللبناني بأرضه وبكرامته”. أضاف: “تمكنت “مؤسسة رينه معوض” من خلق نموذج اقتصادي ناجح من خلال تصدير منتجات زراعية الى أوروبا كان بإمكان الدولة أن تنجزه”.
ختاما، دعا “اللبنانيين الى وقف الصراع على جنس الملائكة والاتحاد من أجل إجراء تغيير حقيقي ليبقى لبنان بلد الحضارات والهوية وليتمكن اللبناني من العيش بكرامة مع الحفاظ على نمط حياة لطالما تغنى بها”.