أكد أمين سر تكتل الجمهورية القوية فادي كرم أن انفجار الوضع رهينة القرار الوطني والخيارات السياسية التي يسير فيها لبنان ومنها محور الازمات أي محور إيران. وقال كرم في حديث عبر إذاعة “لبنان الحر” إنه “علينا وضع لبنان على السكة الصحيحة من اجل البدء بعملية انقاذ فعلية”.
وأوضح أن موقع رئاسة الجمهورية أمر أساسي بعملية القرار والغطاء المسيحي ولذلك حزب الله بحاجة إلى هكذا غطاء ومن يريد وضع يده على لبنان عليه نيل هذا الغطاء الشرعي على عمله غير الشرعي. وأضاف، “الفريق الحاكم المتمثل بحزب الله يتحمل مسؤولية القرارات التي تؤخذ وبالتالي هذا الوضع لا يريحه لذلك نراه متمسكاً بعودة الرئيس المكلف سعد الحريري”.
ورأى أن مفهوم الدولة انهار بالكامل ولم يبق لدينا إلا المؤسسة العسكرية فقيادة الجيش مدركة لهذا الموضوع ونشكر الله على ذلك. وسأل كرم: “هل من شيء بديل غير حكومة الاختصاصيين التي طرحناها؟”، كلا، فمن اتهمنا بأننا غير واقعيين بهذا الطرح هو غير الواقعي.
ولفت إلى أنه في أي بلد يعيش أزمة يُعاد إنتاج السلطة لحل الأمور ولكن إذا كان الهدف عدم التخلي عن السلطة وخلق الظروف المؤاتية ليبقوا في السلطة، يصبح طرحنا بانتخابات نيابية مبكرة غير واقعي.
وشدد كرم على أن ثبات المسيحيين لا يحصل إلا بطرح السلام، فهذا المحور الإيراني أعادنا إلى الوراء لذلك هم عكس مصلحة المسيحيين واللبنانيين بشكل عام، وكل معاركهم مبنية على تملك السلطة وإدارة أمور البلد.
وأوضح ان تفاهم معراب لم يكن مبنياً على المحاصصة في الدولة بل هو اتفاق لإدارة البلد لا أكثر. وشبّه كرم رسالة الرئيس ميشال عون للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالإبراء المستحيل. واعتبر أن المشكلة اليوم ليست فقط اقتصادية بل سياسية وفساداً فهناك من يضع يده على القرار المالي في البلد.
ورأى أن العلاج اليوم هو في إعادة إنتاج السلطة والإدارة الحاكمة فلا التفاهم معها ينفع ولا أي شيء ينفع فهذه ضحك على العالم وتضييع وقت، وحقوق المسيحيين تعود في تموضع جديد حيادي وليس بالدخول في محاور، وهذا المحور يحول دائماً الخسارة إلى ربح وهو فعلياً لم يربح يوماً أي معركة. وقال، “الوزير السابق جبران باسيل تلميذ ضعيف جداً في الطروحات السياسية”.
وعن المفاوضات في المنطقة، رأى كرم أنها بمطلب إيراني أميركي سعودي، لافتاً إلى أنه من يذهب إلى المفاوضات يكون مرتاحاً ومن يتجنبها يكون ضعيفاً والسعودية قوية في هذا الموضوع ومشكلة السعودية مع إيران كيفية التوسع في المنطقة. وأوضح ان المفاوضات دائماً تأخذ عدة أشكال وتضع ملفات لذلك لنترقب وننتظر.
وأشار إلى أن انعكاسات المفاوضات على لبنان مهمة ولكن عندما يكون لدينا حكام واعيين ومدركين يسعون إلى سياسات حيادية لعدم دفع أثمان المفاوضات في المنطقة لما كان لبنان تأثر بهذا الحجم. وسأل، “هل يضمن تغيير النظام اليوم حقوق المسيحيين؟ طبعاً لا فلذلك يجب من ضمن النظام الحالي إبعاد لبنان عما يحصل في المنطقة وتحييده، فلا شك أن لبنان ورقة تفاوضية بيد إيران.
وعن النزاع في غزة، قال، “نحن متعاطفون جداً مع الفلسطينيين الأبرار ولكن المستغرب هو مواقف حزب الله وحياده عن هذا الملف وتحميل الأمم المتحدة المسؤولية في معالجته، وحزب الله يخشى من مفاوضات إيران ولا يريد خربطتها”.
وقال، “ترسانة الاتحاد السوفياتي لم تفعل شيئاً لأن النظام لم يبني حياة محترمة لشعبه وإذا حزب الله لديه كل هذه الترسانة، فليحرر القدس، لذلك ترسانته لا قيمة لها فلا قرار واعٍ لتأمين حياة محترمة للشعب لخوض معارك”.
وأضاف، “حزب الله يؤمن أمن إسرائيل عن غير قناعة ولكنه يؤمن شمال إسرائيل وجنوب لبنان من منطلق أنه مضى على اتفاقية الحرب الذي شنها عام 2006 واليوم لا يستطيع القيام بحرب لأن إيران ستدفع الثمن ومن جهة أخرى إن لم يتدخل سيكشف أمره بأن ترسانته لا قيمة لها”. وقال، “لا نريد أن نكون ورقة تفاوض تستعمل لتقوية طرف ما في المنطقة”.
وفي السياق، أكد كرم أن تكتل الجمهورية القوية يقدّم اعتراضات وطعون وينجح وهو باق في هذه المعركة، و”ما رح يخلصو منا”. وقال، “علينا أن نواجههم بالسياسة والفكر لمحكمة التاريخ لأننا من المؤكد اننا لن نرى أحداً منهم خلف القضبان”. أضاف، “اللامركزية ليست خطأً بل انا معها ضمن القانون ولكن الوهم الذي يحاولون إيصاله خطأ وهذا الفكر الريعي يفيد لفترة معينة فقط”.
ورأى ان تسوية المنطقة طويلة جداً ومندرجات نجاحها لسنوات فلا يمكننا الانتظار، ويجب التحرك فوراً. واعتبر كرم أنه بعد ثورة 17 تشرين بات للشعب دوراً في القرار وهذا الشعب يعي شيئاً فشيئاً والأمور باتت مكشوفة أمامه والناس اليوم تعرف ما هي المشكلة ونحن كـ”قوات لبنانية” لدينا حساباتنا لا نريد تشنج في الشارع ونعمل دستورياً ونطالب دائماً بانتخابات نيابية مبكرة. وأكد ألا حل إلا بانتخابات نيابية مبكرة ولن ينتظم البلد إلا بالحياد فهذه معادلة ثابتة والحكام سينهارون فهذه مسيرة الإنسانية.