كتبت صحيفة ” الشرق ” تقول : كل اهتمامات الداخل وازماته المعقدة من الحكومة التي لا تتشكل، الى العقوبات الآتية من خلف البحار على المعرقلين معطوفة على وجع اللبنانيين جراء بدء مسار رفع الدعم التدريجي وارتفاع الاسعار في شكل جنوني لاسيما اللحوم والدجاج التي فُقدت من الاسواق وسط حال من الهلع بين المواطنين، واضيفت اليها ازمة شح البنزين المعتادة كل اسبوع، تراجعت نسبيا امام هول الاعتداءات الاسرائيلية واقتحام باحات المسجد الاقصى والاعتداء على رجال الدين المسيحيين والمسلمين وعلى المصلين، حيث تركّزت المواقف بمجملها على ادانة واستنكار العمل الاسرائيلي، والتضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله.
بيد ان انكباب المسؤولين في الدولة على متابعة تطورات القدس لا يعفيهم من مسؤولية الانهيار الذي تسببوا به، مازالوا من خلال رفض تشكيل حكومة الانقاذ. وبعد زيارة وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان الذي غادر امس مهددا ومتوعدا، يقبع هؤلاء في انتظار ما سيفرزه اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاثنين المقبل من اجراءات عقابية تتصل بفرض عقوبات على المسؤولين الفاسدين المعرقلين مسار الانقاذ اللبناني.
وعلمت “الشرق” ان العقوبات الفرنسية لن يتم الاعلان عنها وعن تفاصيلها وهي ستكون في المرحلة الاولى منع دخول شخصيات معينة الى الاراضي الفرنسية من دون إشعار مسبق.
الراعي وعودة
من جهة ثانية قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وقال: “لأننا نناضل لمنع سقوط لبنان، نجدد النداء إلى المعنيين بتأليف الحكومة ليسرعوا في الخروج من سجون شروطهم، ويتصفوا بالمناقبية والفروسية، ويعملوا، بشرف وضمير وإصغاء مسؤول إلى أنين الشعب، على تشكيل حكومة قادرة تضم النخب الوطنية الواعدة. وإذ نلح على موضوع الحكومة، فلأننا نخشى أن يهمل وينسى في مجاهل لعبة السلطة داخليا وفي صراع المحاور إقليميا. هناك من يعمد إلى دفع لبنان نحو مزيد من الانهيار لغاية مشبوهة”.
وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده في عظة الاحد امس:”كم نحن بحاجة في هذه الأيام الصعبة، إلى أناس مؤمنين بالله الذي يجعلهم أمناء للوطن الممنوح لهم، لبنان، يؤمنون به وطنا نهائيا وحيدا لهم، يعيشون فيه إخوة يتقاسمون فيه الحلو والمر، يشهدون له بلا خوف ولا تردد، ويموتون دفاعا عنه وحده وشهادة لإيمانهم وتعلقهم به.
”المستقبل”
في هذا السياق، اعتبر نائب رئيس تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش أن اي مواطن لبناني يفكر بطريقة لوقف الانهيار عليه الاستمرار بالتعلق بالمبادرة الفرنسية ولو كانت وهما ، معتبرا ان العقوبات الفرنسية في حال فُرضت لن تكون موجعة على غرار العقوبات الأميركية لأنها معنوية أكثر مما هي عملية.
واعتبر “ان كل ما يهدف اليه النائب جبران باسيل هو تعويم نفسه ومحاولة حشر الرئيس سعد الحريري على مختلف المستويات”. ورأى ان فريق رئيس الجمهورية وتحديدا باسيل يلعب آخر أوراقه بعد الفشل في تحقيق أي تقدم في أي من الملفات الاساسية. وقال: “هدف العهد الوحيد اليوم هو كيفية تعويم باسيل وهناك متغيرات اقليمية كبرى في المنطقة ما يدفع للتريث ولو على حساب الانهيار الكامل”.
ولفت علوش الى ان الانتخابات النيابية قد تغيّر التركيبة السياسية لكن الداهم في هذه اللحظات هو وضع حدّ للفوضى العارمة من خلال تشكيل حكومة فاعلة، كاشفا عن خطوات يستعدّ لها تيار المستقبل لمواجهة أي محاولة لتأخير الانتخابات النيابية منها استقالة جماعية من مجلس النواب.
وقال: “الترويج لتأجيل الانتخابات مرتبط أيضا بالتمديد لرئيس الجمهورية وهو أمر مرفوض”. وعن اعتذار الحريري، أوضح ان “الخيار كان واردا في الأيام الأخيرة إلا انه حالياً وُضع جانبا بفعل الرفض الشعبي . واعتبر ان تأييد حزب الله للحريري يشكل ضررا للأخير لحشره بالبقاء تحت خيمة الحزب الذي يؤيّد تكليفه لكن لا يسمّيه في الاستشارات النيابية في تناقض وازدواجية لافتة”.
التيار والعقوبات
المواقف من زيارة لودريان والعقوبات الملوّح بها سيضعها تكتل لبنان القوي على طاولة لقاء الثلثاء الأسبوع المقبل. لكن حتى ذلك الموعد يستمر البحث في ما يمكن ان تحمله. القيادي في التيار الوطني الحر الوزير السابق غابي ليون استغرب مسألة العقوبات وقال لـ”المركزية” في الأعراف الديبلوماسية وفي الشق السيادي الامر غير مقبول، ولن نخضع لأي ابتزاز سياسي وإن كان تحت عنوان وجع الناس لأننا على تماس مباشر بالضائقة الإقتصادية، ولذلك نشدد على شق الإصلاحات والمحاسبة واسترداد الأموال المهربة إلى الخارج. يخطئ من يراهن على أي تبدل في موقفنا تحت هذه الذريعة أو تفاديا لعصا العقوبات.
الدعم والبطاقة
في المقلب المعيشي، وبعدما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بأنباء عن تبليغ شركات النفط الموزعين برفع الدعم عن المحروقات، نفى ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي ابو شقرا هذه الاخبار التي تهدف لاثارة البلبلة بين المواطنين، في اكد عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان جورج البركس أن “رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب اوضح اكثر من مرة أن رفع الدعم عن المحروقات لن يتم قبل اقرار قانون البطاقة التمويلية. كذلك، الشركات المستوردة للنفط لم تتبلغ من اي مصدر رسمي اكان حكوميا او مصرف لبنان اي تعديل في آلية العمل القائمة لغاية اليوم. ومحطات المحروقات لم تتبلغ أيضاً اي تعديل بطريقة تسليمها المحروقات من قبل الشركات المستوردة”. ولفت الى ان “موضوع المحروقات معقد وحساس اكثر بكثير من موضوع المستلزمات الطبية وله انعكاسات سلببة وكارثية على المواطنين ولا يتم التعامل معه بخفة”.
أرز عفن سام
من جهة ثانية أعلنت وزارة الزراعة في بيان، أن “فريقا في مركز الحجر الصحي الزراعي ضبط في مرفأ طرابلس باخرة من الأرز الفاسد تحتوي نسبا مرتفعة من الأعفان ومتبقيات المبيدات السامة، قادمة من الصين بكمية 31 ألف طن، ومنعت الباخرة من تفريغ حمولتها”. وطمأنت الوزارة اللبنانيين الى “دورها في التشدد بالرقابة على كافة المعابر الحدودية، حرصا منها على صحة المواطنين وسلامة الغذاء”.