حيت وحدة النقابات والعمال في “حزب الله” في بيان، لمناسبة عيد العمال، “كل عامل في بقاع الأرض، وألف قبلة اعتراف بالفضل نرسمها على يديه، لأن العمل شرف الحياة، والحياة عمل وإنتاج، فالعامل عنوان الشرف ودليل الحياة في المجتمعات”.
وقالت: “يأتي عيد العامل في لبنان هذا العام كما في معظم بقاع الأرض باهتا، نتيجة سياسات الظلم والاستبداد التي تدار بها شؤون البلاد وتمسك بها القلة الفاسدة مقدرات الشعوب فتفسد في الارض وتهلك الحرث والنسل. أعدمت الطبقة السياسية الحاكمة كل مجالات الحياة وتواطأت مع سلطة المال والاقتصاد فيه وخربت كل انتظام فيه ووضعت البلد في أزمة مستعصية يكاد يضيع معها الوطن. وألقت تداعيات هذه الأزمة بثقلها على عمال لبنان ووضعتهم وعوائلهم في أقسى ظروف المعيشة والقدرة على مواجهة متطلبات العيش السليم والكريم ماديا وصحيا وتربويا وفي كل مناحي الحياة. وفقد عمال لبنان كل ثقة بمسؤولي بلدهم ويكادون يفقدون الثقة بالعقد الاجتماعي والسياسي في هذا البلد، وهو الذي أنتج هذه الأطقم السياسية التي تحكمت بالوطن على مدى عقود من الزمن، ولم يعد ينفع مع حجم الفساد إصلاح وترقيع”.
أضافت: “إذ تدعو الوحدة عمال لبنان الى عدم اليأس من إعادة النهوض بالبلد، تؤكد أن أول خطوة على طريق استعادة الوطن هو العمل معا على قطع يد التدخلات الأميركية العدوانية والتي ساهمت في تعميق الازمة السياسية والمالية وإسقاط أهداف هذا العدوان على لبنان والمتمثل بالحصار الاقتصادي والسياسي من خلال ضرب البنية الاقتصادية والمالية اللبنانية، ومنع قيام حكومة وطنية قادرة تواجه التحديات القائمة. وتقف الوحدة بجانب عمال لبنان وهيئاتهم النقابية للحفاظ على ما تبقى من حقوق لهم في هذه الظروف الصعبة، واستعادة كامل الحقوق التي قضمتها سلطة الفساد، وإلى أن يتمكن لبنان من تشكيل حكومة وطنية قادرة على معالجة أزماته، ندعو حكومة تصريف الاعمال للقيام بمسؤولياتها الوطنية القانونية والدستورية في حماية مصالح الوطن وشعبه وعماله وذلك من خلال استكمال كل ما من شأنه إنجاز التحقيق الجنائي المالي حتى يستعيد لبنان أمواله المنهوبة وأموال المودعين ويكشف الجناة والمتلاعبين بمصير الوطن كرمى لأعدائه”.
ورأت أن “رفع الدعم عن السلع الضرورية لفقراء البلد يعني بالتلازم رفعا لأسقف الدعم لتجار الأزمات الذين سيتحررون من أي ضابطة في أسعارهم، مما يفقد القيمة المتوخاة من أي دعم بديل للفقراء، والمطلوب حماية الوطن بالذهاب نحو تأمين السلع الضامنة للاستقرار المعيشي للمواطنين من الدولة، ولا سيما المواد الغذائية والمحروقات، والقضاء بالتالي على فرص التهريب والتلاعب بالأسعار من تجار المواد المدعومة”.
ودعت إلى “العمل الجدي للحفاظ على ما تبقى من فرص عمل للبنانيين ومعالجة قضايا المياومين والاستجابة السريعة لمطالب النقابيين بمعالجة آثار التضخم المالي الذي أفقد رواتب الأجراء والمياومين والموظفين والعسكريين القدرة الشرائية، وعلى حكومة تصريف الأعمال للعمل الجدي على حماية الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ودفع مستحقاته على الدولة ليتمكن من الحفاظ على المستوى اللائق من الخدمات للمضمونين والمشمولين برعايته الصحية والاجتماعية، وهي مسؤولية الوزراء المختصين وحكومة تصريف الأعمال، ولن يغفر التاريخ والشعب اللبناني أي تهاون في حفظ الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وضمان استمرايته”.
وتابعت: “في عيد العمال ندعو حكومة تصريف الأعمال للقيام بواجباتها تجاه القطاعات الإنتاجية الصناعية والزراعية والسياحية وفتح النقاش مع ممثليها لاستنباط أي خطوات يمكن ان تحمي هذه القطاعات وتوفر لها الدعم في الإنتاج والتصدير وتوفير الاستثمارات الخارجية وهناك خيارات عديدة يمكن اعتمادها إذا ما توفرت لها النوايا الحسنة وإرادة الانعتاق من القيود الاميركية العدوانية. ومع إطالة أمد تشكيل حكومة جديدة، على حكومة تصريف الأعمال بذل الجهود والاستجابة للمبادرات الخارجية لعدد من الدول الصديقة لمعالجة حاجات قطاعات الكهرباء والنقل ولتصدير المنتجات الزراعية وعدم الاستسلام للضغوط العدوانية أيا يكن مصدرها. ومع تهنئتنا لعمال لبنان في عيدهم، ليس لنا إلا ان نتمسك بالآمال الكبرى بالفرج العاجل التي تصنعها إرادة المقاومة في لبنان وأثبتت قدرتها على مواجهة التحديات التي يفرضها أعداء لبنان عليه، والذين عليهم هم ان ييأسوا”.
وختمت: “تحية لعمال لبنان في عيدهم. تحية لعمال العالم العربي المقاومين ولا سيما في سوريا والعراق واليمن والبحرين وتونس والسودان والجزائر ومصر، وتحية لعمال الشعوب المستضعفة وفي مقدمهم عمال فلسطين الذين يخوضون معارك الشرف والحق والواجب، ونعلن وقوفنا بجانبهم ومعهم وتقديم كل أنواع الدعم لهم على طريق نصرتهم”.