إعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي في مقابلة عبر “لبنان الحر”، أن “الظاهرة العونية كلها سيئات ولكن أسوأ ما فيها أنها تضحي بما ليس لها خدمة لمصالحها”، مذكرا أنه “كما ضحت في الثمانينات بالجيش اللبناني ها هي تضحي اليوم بالقضاء ورئاسة الجمهورية وكل مؤسسات الدولة خدمة لمصالحها”.
ورأى بو عاصي أن “ما قاله النائب جبران باسيل في مؤتمره الصحافي ينطبق على آدائه لأن كلامه فارغ لا قيمة له ولا يفيد. باسيل كمحلات ال 1$: عرض متنوع ونوعية رديئة ولا شيء له قيمة”.
اضاف: “جبران باسيل يعتبر أن الحكومة اداة له لتعزيز فرص وصوله إلى الرئاسة، وهذه هي الأسباب الأساسية لعدم تشكيل الحكومة. لدى باسيل نقطتا قوة، وهما رئيس الجمهورية ميشال عون وتحالفه مع حزب الله، إضافة إلى ترؤسه أكبر كتلة برلمانية. لكن سيرة باسيل الذاتية ليست محط اهتمام كبير الا بطريقة سلبية”.
وأشار بو عاصي الى أن “باسيل وعي مأخر. والحكم بين ايديهم منذ نحو خمس سنوات وما زال هناك سنة واحدة للعهد “واذا بخمس سنين ما قدرت تعمل شي، هلأ بدك تعمل حملات؟”. اليوم يتحدث باسيل عن البواخر بعدما مضى على إستقدامها 11 سنة. لقد فشل منذ اليوم الأول حتى الآن في وزارات الاتصالات والطاقة والخارجية. هناك ملل من تموضع جبران باسيل كضحية دائمة ومن حديث التيار دوما عن “حرب كونية” ضده”.
وتابع: “دور رئاسة الجمهورية سيادي بامتياز وكان يجب ان يكون ملف ترسيم الحدود بيدها. لم أفهم يوما لماذا فاوض الرئيس نبيه بري ووضع إطارا. فلا يوجد دولة في العالم يفاوض فيها رئيس مجلس النواب على ترسيم الحدود”.
كما لفت الى أن “طريقة التيار الوطني الحر هي بتغيير المقاربة بما يتماشى مع مصالحه”، مضيفا: “المسيحيون تحديدا هم اول من دفعوا الثمن لأن الظاهرة العونية في قلب البيت المسيحي. لا ثقة لدي بآداء هذه المجموعة وأنا لا أحكم على النوايا بل أحكم على النتائج التي منذ دخولهم السلطة ليست جيدة. تحالف العونيين مع حزب الله في العام 2006 لم يخدم البلد بل دمره، لأننا كنا خارجين من احتلال سوري فاقدم على تسليم اوراقه الى مجموعة ايديولوجية دينية تابعة سياسيا وعسكريا للنظام الايراني”،
خروج الجيش السوري من لبنان أهم محطة بالتاريخ الحديث”.
ورأى بو عاصي أنه “عند وجود محطة مشرقة بتاريخ الشعوب لا بد من الإضاءة عليها كما البناء عليها، لإعطاء الثقة بالتقدم نحو مستقبل أفضل، مشددا على ان خروج الجيش السوري من لبنان قد يكون أهم محطة بالتاريخ الحديث للبلد”.
وتابع: “النظام السوري وتحديدا في ظل حزب البعث – الذي لا يتعرف بلبنان كدولة وككيان وكحدود – أجبر على الخروج من لبنان تحت ضغط الشعب اللبناني لا المجتمع الدولي. لأن احد من الدول لم يكن يتوقع خروجه لاسباب ايديولوجية وسياسية وعسكرية وأمنية. لكنه أرغم على الانسحاب لأن الشعب اظهر في لحظة محددة ان لديه هوية لبنانية صلبة ويتوق ويسعى الى السيادة”.
ولفت الى ان “نظرية المؤامرة دوما حاضرة في لبنان منذ الاستعمار”، مشددا على أن “السياسة مسألة داخلية لذا مهما فعل الخارج فهو يلعب دور المساعد أو الداعم، والاساس وجود اندفاع داخلي ليتحرك الخارج”.
وأعطى مثالا على ذلك فقال: “اتفاق الطائف فشل لأن في الأساس مصدره خارجي وتسوية سورية – سعودية. الدليل على هذا الفشل إستمرار الاحتلال السوري لـ15 سنة وإعتقال سمير جعجع. كذلك إن فشل “الدوحة” كإتفاق خارجي دليل آخر”.
وردا على سؤال، أجاب: “خروج الجيش السوري مهم جدا ولكن لا يعني ان السيادة اصبحت ناجزة. فالحدود مع سوريا ما زالت سائبة والتهريب في أوجه. ترسيم الحدود لا يتم لأسباب ايدولوجية لدى الجانب السوري. فالسيادة الحدودية غير محترمة. عام 2010 كلف السفير وليم حبيب بترسيم الحدود ودعا الجانب السوري عدة مرات للاجتماع ولم يحضر الاخير أي مرة”.
كما نفى بو عاصي “وجود أي تسوية على حساب لبنان لأنه ليس داخلا في الحسابات الاقليمية وهو عزل نفسه”.
اضاف: “الدليل أن المقاربة الوحيدة هي “ساعدوا أنفسكم كي نساعدكم”، والسياسة هي أساسا شأن محلي وإن لم يكن الدفع داخليا ويواكبه دفع خارجي فلا معنى لكل المبادرات”.
من جهة أخرى، لفت بو عاصي الى أن “ارتباط حزب الله ايديولوجي، ديني، سياسي، مالي، عسكري وامني بالنظام القائم في ايران لا بالدولة هناك، مشددا على انه للمحافظة على هذا الامر كل الامور مقبولة من تسييب الحدود الى تغطية الفساد أو المشاركة بالتهريب. كما سأل: “لماذا على كل اللبنانيين ان يتحملوا تبعات قتال حزب الله في الخارج وهو لم يبلغ حتى حليفه الجنرال ميشال عون؟”.
اضاف: “الحصار الخارجي كذبة كبيرة ونحن حاصرنا أنفسنا بأنفسنا بسبب سياسية حزب الله و التيار الوطني الحر وعلى رأسه جبران باسيل عندما كان وزيرا للخارجية. نغرق سويا في الباخرة. لا مخططات دولية بإغراق لبنان لا بل هناك مصالح فردية ضيقة اوصلتنا الى ذلك”.
وتعليقا على إغارة القاضية غادة عون على شركة مكتف المالية أياما عدة، قال بو عاصي: “بثقافتي السياسية أعتبر أن دوري هو بالمحافظة على استقلالية القضاء وفصل السلطات الذي يتطلب رقابة ليس من الطبقة السياسة بل من الأجهزة الرقابية التي لا تقوم بدورها”.
وسأل: “كيف لقاضية يكف القضاء يدها عن ملف ان تتصل بالاعلام وتنزل على الارض وتخلع الابواب وتقوم بعراضة؟”، مضيفا: “القضاء هو أهم مؤسسة ويصلح أن يكون لوحده معيارا لتقييم الدول، وان كان القضاء بخير فالبلاد بخير، القضاء والعدالة والاستعراضات لا تتماشى مع بعضها البعض. من أجل حرف الأنظار وادعاء البطولات الذي يمتهنه الجنرال ميشال عون و التيار الوطني الحر شهدنا هذه العراضة على حساب القضاء”.
وتابع: “التشهير بالناس لا يوصل إلى أي نتيجة ولا يجوز. لا ادافع عن ميشال مكتف فإن كان متهما فهناك مسار لذلك والمتهم يبقى بريئا حتى تثبت إدانته. هل صدرت مضبطة اتهامية بحق ميشال مكتف؟ اليوم ينفذ به حكم اعدام قبل المحاكمة وهذا ليس بقضاء”.
وردا على سؤال عن تعليقه على موقف البطريرك الراعي الذي اطلقه من بعبدا، أجاب: “لا يحق لي تقييم كلام البطريرك الراعي بالمضمون والاطار. ففي الاطار أهمية بكركي انها لا تدخل في السجالات الأنية وهي تنظر إلى لبنان قبل مئات السنين وتصوب البوصلة الى لبنان الآتي وهذا ما نسعى إليه كقوات لبنانية. اما في المضمون، فان كل حرف لفظه الراعي في بعبدا يستحق ان يكون محط تفكير وموضوع اجماع وطني”.
كما اسف “لأن جزءا كبيرا من اللعبة السياسية يعتمد على الشعبوية والكذب. المشكلة الاساسية في الدولة سوء الادارة والفساد الممأسس والمحاصصة والهدر ما تسبب بمئة مليار دولار دين”.
عن العقوبات الاوروبية المرتقبة قال: “الأوروبيون عموما والفرنسيون خصوصا يكرهون العقوبات ولحظة فرضهم العقوبات يعتبرون أنفسهم فشلوا. لا ميل أوروبي طبيعي لها، ولكن في الوقت نفسه، هم يرون بلدا يعني لهم على المستوى العاطفي والتاريخي والسياسي ينتهي بسبب أداء البعض. كنت أتمنى شخصيا ألا يبادر ماكرون مشكورا لأن المبادرة كان يجب أن تكون لبنانية، ومهما كانت الفكرة مهمة لا قيمة لها ان لم يتبناها الشعب”.