الخبر بالصوت

عَقَدت هيئة مكتب الجبهة المدنيَّة الوطنيَّة إجتِماعها الدَّوريّ وتوقَّف فيه أعضاؤها عند المهزلة القَضَائيَّة التي يُشاهِدُها الشَّعبُ اللُّبناني منذ أيَّام مع هجومٍ صامِتٍ ممنهج في موازاةِ ذلك على الجيش اللُّبنانيّ، وكلا المهزلة والهُجُوم يَشِيان بإمعان منظومة الفساد والقَتل في تدمير المؤسَّسات الدُّستوريَّة بخُبثٍ غيرِ مسبُوق، ناهيك بتصاعُد موجَة استدِعاءِ النَّاشِطات والنَّاشطين في اعتِداءٍ سافِرٍ على الحريَّات العامَّة، خُلوصاً إلى توسُّعِ فَجوَة الانهيار الماليّ ـ الاقتصاديّ ـ الاجتماعيّ، وقد خلُص المجتمعون إلى ما يلي:1 ـ إنَّ الاستِقالَة غير المُعلَنة لمجلس القضاء الأعلى والتَّفتيش القضائي والنّيابة العامّة التَّمييزيَّة من أداء مهامَّهم الدُّستوريَّة في صَونِ السيادَةِ والذَّود عن هيبة العَدّل من خِلال انِتهاج مسار المواربَةِ وتدوير الزَّوايا في الإهاناتِ المتتاليَة التي توجَّهها القاضية غادة عون للسُّلطة القضائيّة من خِلال ممارساتٍ ميليشيويَّة يدعمُها فيها مناصِرُون وجهازُ أمنيّ رسميّ، هذه الاستِقالَة غير المُعلَنَة تستدعي من القُضَاةِ الشُرفاء والنَّزيهين والمستقِلّين الانطِلاق في خيارِ ثورَةٍ قضائيَّة إذ إنَّ التَّاريخ سيُحَّملُهم مسؤوليَّة الإسهام في اغتيال روحِ لبنان وقلبِه بيروت أُمُّ الشَّرائع.2 ـ إنَّ الهُجُوم المُمَنهج الخبيث على الجيشِ اللُّبناني عبر تسريباتٍ وافتِعالِ سيناريوهاتٍ افتِراضيَّة يوازي بخُطورتِه ضربَ القَضَاء، وهذا يستكمِلُ الانقِلاب على الشَرعيَّة الذي يُمارِسهُ تحالُف المافيا ـ الميليشيا، ويستدعي من الجيش اللُّبنانيّ تصميماً أكبر على إنقاذِ السَّيادة من مستبيحيها، ووَضعِ حدًّ للممارساتِ الانقِلابيَّة لهذا التّحالُف عبر الإصرار على تطبيق القوانين المرعيّة الإجراء، وفي مقدَّمِها ضبطُ الحدود ووقف التَّهريب، والثَّباتُ في مربَّع رفض التَّفريط بحقوق الشَّعبِ اللُّبناني السَّياديَّة.3 ـ إنَّ تصاعُد مَوجَةِ استِدعاءِ النَّاشِطات والنَّاشطين بما يُرشَّح جذور الدَّولة البوليسيَّة يستدعي رصّ الصُفوف والتَّضامُن في ما بين كُلَّ قِوى ثورة 17 تشرين، ويقتضي صوتاً أعلى وتحرُّكاً أفعَل من نقابة المحامين في بيروت والشَّمال لِوقفِ التَّجاوزات التي يُستخدَمُ فيها القضاءُ زوراً ومطيَّة قمعيَّة غير مقبولة.4 ـ إنَّ تعمُّق الانهيار المالي والاقتِصادي والاجتِماعيّ يتطلَّبُ تفكيراً استراتيجياً في إعلاءِ قِيمة التَّعاضُد الإنساني لتحصين مناعَةِ بيئة الثَّورة بما يخدُم صمودَهَا وتفعيل آليّاتِ مواجهتها للمنظومة الحاكِمة، على أن يكون هذا حُكماً جزءاً مؤسّساً من خطَّة طوارئ إنقاذيَّة.إنَّ الجبهة المدنيَّة الوطنيَّة إذ تتطلَّع مع الشُّركاء في المسؤوليَّة التَّاريخيَّة في منصَّة “بيراميد” إلى انطِلاق الائتِلاف المدني اللُّبناني، كما إلى تفعيل التّواصُل والتَّنسيق مع كافَّة القوى المجتمعيَّة الحيَّة، تؤكَّد على أنَّ لحظة التحوُّل التَّاريخيَّة آتِيَة، ولبنان الرَّسالة سينتصِر.

اترك تعليقًا