ترأس بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي الاجتماع الشهري لاساقفة الروم الكاثوليك والرؤساء العامين والرئيسات العامات في المقر البطريركي في الربوة، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية.
وفي ختام الاجتماع، أصدروا بيانا تقدم به الآباء “بمعايدة فصحية لجميع أبنائهم، راجين أن تكون القيامة حقيقية في لبنان، وتمنوا للصائمين من إخوتهم في الكنائس الأرثوذكسية صوما مباركا، آملين “أن يتوحد عيد الفصح المجيد. كما توجهوا إلى إخوتهم المسلمين بالتهاني ببدء الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك راجين “أن تحمل الأعياد تساميا في الأداء الديني والوطني، متمنين “أن يكون زمن الصيام وسيلة إلى مزيد من المحبة والتسامح والتحاور بين جميع أبناء الوطن الواحد”.
وتوقف الآباء عند “وجع اللبنانيين الأكبر، ألا وهو الهم الاقتصادي وعند الوضع المأساوي الذي يعيش فيه اللبنانيون، وقد وصل معظمهم إلى حافة الفقر، وهم يتسابقون للحصول على بعض المواد الغذائية المدعومة التي يحتكرها بعض المتسلطين، ويتوسلون الدولار الطالبي ليقي أبناءهم العوز في بلاد الاغتراب، ويقفون بإذلال طوابير أمام الأفران ومحطات الوقود، فيما المواد المدعومة تهرب خارج الحدود الفالتة، والمسؤولون في الدولة لا يهتمون إلا بتأمين مصالحهم الخاصة، ومطامع أحزابهم الضيقة. ولا يأبهون لا لجوع الفقراء، ولا لانهيار الدولة، ولا لانهيار الاقتصاد ولا لتدني القيمة الشرائية لعملتنا الوطنية ولا لحجز أموال المودعين في المصارف”.
ودعا المجتمعون المسؤولين إلى “ترشيد الدعم، وإيجاد سبل علمية لتأمين الحاجيات الضرورية للمواطن. كما أيدوا مطالب ذوي ضحايا إنفجار المرفأ المحقة ومساعدة الأهالي في إعمار ما تهدم”.
ورأوا ان “الكل يعلم أن الحل الوحيد الراهن هو تشكيل حكومة إنقاذ يطالب بها المجتمع الدولي ليتمكن من مساعدتنا على الخروج من أزمتنا. لكن هذه الحكومة المرجوة يحول دونها عناد المسؤولين، وتعنتهم، وصراعاتهم من أجل المحاصصة”.
وحذر المجتمعون من “إفراغ لبنان ودفع شبابه وطاقاته إلى الهجرة من جميع القطاعات الصحية والاجتماعية والاقتصادية حسب المعلومات التي تصدر عن السفارات الأجنبية”.
ودعوا جميع المواطنين إلى “تلقي اللقاح لمواجهة جائحة كوفيد 19 (كورونا) بدون تردد، لأنه يؤمن قدرا عاليا من السلامة المجتمعية. ورحبوا بالمبادرات الفردية التي تقوم بها بعض الشخصيات الاجتماعية، ورجال الأعمال لتوزيع اللقاحات مجانا، ودعوا الجهات الخاصة إلى عدم فرض أسعار تفوق قدرة المواطنين على الشراء، لا بل المساعدة على تقديمها مجانا قدر الإمكان”.
وتلقف الآباء “مبادرة قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، وبعض الدول لإعادة إعمار مرافق هامة في لبنان، ويأتي هذا في سياق ما تقوم به عدة دول صديقة، من أجل عدم تركه ينهار، وكأنه يلوح في الأفق نية دولية لمساعدة لبنان خارجا عن الإطار الرسمي الحكومي، وهذا أمر له أبعاد عديدة إيجابية لمستقبل الوطن”.
واكد المجتمعون “سيادة لبنان في حقوقه البرية والبحرية من خلال ترسيم الحدود والحرص على الحقوق في الموارد النفطية والطبيعية”.
وفي الختام، اعيد خلال الاجتماع انتخاب الأم نيكول حرو الرئيسة العامة لجمعية راهبات سيدة المعونة الدائمة كأمينة سر لمجلس الأساقفة والرؤساء والرئيسات العامين في لبنان”.