خاصَم العهدُ – رئيسا وحزبًا اي التيار الوطني الحر- القوى السياسيةَ في معظمها، ولم يبق الى جانبه الا حزب الله. الاخير، يدعمه في توجّهاته الحكومية في شكل خاص، ويحاول التمايز عنه بعض الشيء في ما يخص الملفات المعيشية والانمائية، الا ان ما يجمعهما حتى الساعة، أقوى من ان ينكسر، كون التحالف هذا يضمن مصالح حزب الله الاستراتيجية الكبرى، الاكسترا حدودية، المرتبطة بمصلحة الجمهورية الاسلامية في المنطقة، التي تعلو ولا يعلى عليها في حسابات الضاحية.
في المقابل، التيار الوطني في مواجهة ضروس مع تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري منذ اكثر من سنة، اثر استقالة الاخير من الحكومة نزولا عند طلب الشارع المنتفض في 17 تشرين 2019. الحرب بينهما تستخدم فيها الاسلحة كلّها، الطائفية والمذهبية وملفات الفساد وتراشق تهم الولاء للخارج وتبدية ما يريد على المصلحة الوطنية العليا. وهذه العلاقة التي تبدو، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، بلغت نقطة اللا عودة حيث انكسرت الجرة بين الجانبين نهائيا، يدفع ثمنها اللبنانيون من جيوبهم وصحتهم واعصابهم، لكونها تحول دون ابصار الحكومة العتيدة – مفتاح المساعدات الدولية الملحّة – النور.